الحزب طمأنته إيران والآخرون ينتظرون أدوارهم | أخبار اليوم

الحزب طمأنته إيران والآخرون ينتظرون أدوارهم

| الخميس 04 مايو 2023

لا تزال المعادلة التي يذكر بها بري مستفزة على طول الخط

"النهار"- روزانا بومنصف

احد ابرز المبررات التي قدمها معارضون لوصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه الى الرئاسة الاولى انه وعلى رغم الضمانات التي تردد انه قدمها الى الفرنسيين لنقلها الى باريس ان الوزير السابق اهدر فرصة انتخابه للرئاسة التي كانت مؤمنة بما يزيد على 70 صوتا في مجلس النواب ليس الا نتيجة لطلب الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله منه التنحي في المرة السابقة لمصلحة رئيس التيار العوني انذاك ميشال عون وهي فرصة قد لا تعود او تتكرر .

وهذه النقطة يستند اليها هؤلاء على انها لا تسمح بالاطمئنان الى ما قد تعهد به فرنجيه . والاخير احدث تعديلات مهمة على اطلالاته واقل اهمية على مواقفه من دون ان تساهم في زيادة حجم التأييد الداخلي له. وتكثر التفسيرات ازاء موقف الولايات المتحدة في شكل خاص بعد موقف المملكة السعودية فيما يعود البعض الى المعطيات التي توافرت سابقا على قاعدة ان الولايات المتحدة هي من عمل على تأمين الدعم النيابي لانتخاب فرنجيه رئيسا في 2016 والتي استند رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عدم ممانعتها انتخاب فرنجيه راهنا . في حين اكتفت الولايات المتحدة حتى الان بتحديد المواصفات التي تراها ضرورية للرئاسة الاولى ورفضت اقحامها في الاسماء ولا سيما بعدما نسب اليها بري دعم مرشحه فيما تركت للفرنسيين تجربة فرصتهم في انجاز صفقة انتخاب فرنجيه على خلفية اقتناع او رهان لدى البعض في مكان ما ان واشنطن قد تكون أخطأت في وضع كل رهاناتها على فريق 14 اذار وتود تغيير ذلك. يضاف الى ذلك ان سياستها تجاه لبنان منذ 2016 وحتى الان لم تتغير فعلا على رغم اختلاف كبير بين ادارتين جمهورية فديموقراطية راهنا في الرئاسة الاميركية . ومبادرة بري الى دعم ترشيح فرنجيه استندت بحسب بعض المراقبين الديبلوماسيين الى استفادته من موقعه كفريق شيعي معتدل لا يفترض انه يستفز الخارج فيما لحق به في هذا الدعم حليفه في الثنائي الشيعي وليس العكس .

يضاف الى ذلك بيع الاميركيين نجاحا في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل . وهذه عناصر كانت مؤثرة في اخذ باريس جانب المعادلة التي طرحها الثنائي الشيعي اي رئيس الجمهورية من حصة الثنائي في مقابل رئاسة الحكومة لخصومه السياسيين الى جانب عناصر اخرى باتت تحفل بها الصالونات السياسية في لبنان ووسائل الاعلام حول علاقات ومصالح اقتصادية في لبنان ونيجيريا انطلاقا من مآخذ وملاحظات ازاء اداء فرنسي لم يأخذ في الاعتبار التحولات الكبيرة في ما انتهى اليه عهد ميشال عون ولا مستقبل الوضع في لبنان .

فلا تزال المعادلة التي يذكر بها بري مستفزة على طول الخط انطلاقا من تمسك الثنائي الشيعي بتسمية مرشح رئاسي تعارضه قوى مسيحية مؤثرة ، وهي معادلة لا تعني انه لا يحق لغير المسيحيين خوضها ولكن احترام التوازنات السياسية حتمي لا سيما ان اي طائفة لا تستطيع ان تعين أي موظف من الطائفة الشيعية فيما ان التفاوض اذا حصل او سيحصل فانما سيتم على قاعدة " تنازل" الثنائي عن مرشحه لمصلحة مكاسب يحصلها هو في المقابل على قاعدة انه " يتنازل" .

وهذه النقطة لا يتحملها بري او الثنائي الشيعي مسؤوليته الكلية ما دام يسعى الى تأمين مصلحته في الدرجة الاولى لا سيما انه يبادر ويضع القوى الاخرى في موقع رد الفعل فيما انه وفيما يجد نفسه في وضع صعب وغير قادر على فرض مرشحه ، فان القوى السياسية الخصم له لا تزال تقدم له خدمة مجانية بالتضعضع الذي تعاني منه ولا سيما في ما يتعلق بالقوى المسيحية التي تستمر متمترسة وراء شروط لكل منها وغير قادرة على توسيط من يستطيع ان يقدم ضمانات لا يخل بها اي منهم . ولكن الموقف الاميركي اخيرا بات يعبر عنه ببيان علني يعطي ملمحا ديبلوماسيا الى ما ينبغي اخذه في الاعتبار في الاستحقاق الرئاسي في تمايز ملحوظ عن المعادلة الفرنسية .

ولذلك مع التأكيدات الايرانية الاخيرة بعد التفاهم السعودي الايراني الذي اكد عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، ان على لسان وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان لجهة تثبيته معادلة سلاح الحزب في لبنان واستمرار استخدامه ساحة ل" المقاومة " او على لسان الرئيس الايراني ابرهيم رئيسي الذي قال ان " حزب الله" هو دعامة المقاومة " في المنطقة، توزعت الانطباعات بين مخاوف اولا من تثبيت ايران قاعدة تعاملها المستمر السابق مع لبنان حتى لو ان الحزب قد لا يكون بافضل احواله، وبين زيادة التحفظات على المقاربة الفرنسية التي تعمل بدورها على تثبيت ذلك في مقابل انتظار قلق لموقف السعودية.

فالتعويل كله بات يستند الى حسابات المملكة على خلفية ان تدخلها ووجودها يبقى اكثر اهمية باشواط من موقف فرنسا و تملك ورقة قوية لا يمكنها التفريط بها في سبيل اعادة لبنان الى خط نهوضه ويفترض ان تتحصن بالموقف الاميركي وتحافظ على حسن علاقتها مع فرنسا. ولن تكون هذه المهمة سهلة حتى لو لا تحفظ لديها على فرنجيه عملانيا لانها اما تؤمن الغطاء للواقع الذي استبقتها اليه ايران او انها تذهب مذهبا اكثر توازنا بحيث ان حصة ايران محفوظة في الحزب كما تم التعبير عنه في المواقف الانفة ولا نية لدحضها ، والمواقف الايرانية الاخيرة كانت لطمأنة الحزب ، ولكن الدولة اللبنانية واستحقاقاتها امر اخر وكذلك حال الطوائف السنية والمسيحية في شكل خاص التي تتفاقم احوالها على وقع استقواء الثنائي الشيعي .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار