الحياد في لبنان... "يظهر" في أوان الصراعات الإقليمية و"يختفي" في وقت التسويات! | أخبار اليوم

الحياد في لبنان... "يظهر" في أوان الصراعات الإقليمية و"يختفي" في وقت التسويات!

انطون الفتى | الثلاثاء 09 مايو 2023

مصدر: أول ما يتطلّبه الحياد اللبناني هو أن لا نكون آلة في يد أحد

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تشكّل الأجواء الانفتاحية في المنطقة "فضيحة" حقيقية لفريق الحياد و"التحييد" في لبنان.

 

 

أين المشروع؟

فهذا الفريق متعدّد الأشكال والأنواع والتوجّهات، وهو لا يمتلك مشروعاً سياسياً واقتصادياً مُتماسكاً وواضحاً، يتوافق مع الحياد الذي يطالب به. وهو فريق يتحمّس لتحييد البلد عن الصراعات الإقليمية في أوان الاقتتال الخارجي، ليعود ويطالب بالاستفادة من الأجواء الانفتاحية في المنطقة، في كلّ مرة تنفرج فيها الأوضاع الخارجية.

فأين هو مشروع الحياد؟ وكيف يمكن الوثوف بتلك العناوين، وبأطرافها الذين لم يفهموا حتى الساعة أن الحياد الذي يحتاجه لبنان عن كل ما هو خارجي لا يطال الملفات الساخنة، وتلك الاقتتالية، وتلك القادرة على إشعال الساحة اللبنانية، أو على تحويلها الى منصّة لإرسال الرسائل، فقط، بل هو حياد عن الاقتتال ومفاعيله، كما عن التسويات الضبابية، وتلك التي قد تحلّ معظم العُقَد الباقية فيها على الأراضي اللبنانية، ومن حساب لبنان.

 

مناعة تامّة

ما إن أُعلِنَ اتّفاق بكين في آذار الفائت، حتى انغمست بعض أعمدة الحياد اللبناني بالترحيب به، وبتوجيه التهاني، وبالدعوة الى الاستفادة من الأجواء الانفتاحية في المنطقة، لا سيّما على المستوى الرئاسي، في الوقت الذي تبرز فيه الحاجة الى البحث عن تحييد لبنان عن مفاعيل أي تسوية غير أمينة لسيادته، ولاستقلاله، ولاستقراره، وذلك مهما كانت عناوين الواقعية السياسية والاقتصادية والمالية ضاغطة، أو برّاقة.

فعلى سبيل المثال، إذا وجدت بعض الأطراف الإقليمية مصلحتها بشراء أمنها واستقرارها الاقتصادي باتّفاقيات معيّنة، فإن هذا ما لا يجب أن يحتّم على لبنان إيجاد مصلحة له به. وهو ما يُبرز الحاجة الى مشروع فعلي ومُتكامل حول الحياد القادر على توفير المناعة التامّة للبنان.

 

تخفيف المشاكل

أكد مصدر سياسي أن "الحياد المُطلَق مسألة مستحيلة، إذ حتى إن الولايات المتحدة الأميركية نفسها عاجزة عنه، وذلك لأن كل الدول مرتبطة بما يُحيط بها في إطارها الإقليمي، وبالمستجدات الدولية، ورغماً عنها".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "سياسة الحياد تُصبح منطقية ومُفيدة، عندما تكون نتيجتها التخفيف من المشاكل. وبالتالي، الحياد اللبناني هو ذاك الذي لن يعزلنا عن العالم، ولا عمّا يحصل فيه، ولكن من دون خوض حروب على الأراضي اللبنانية، أو تحويل الساحة اللبنانية الى مُنطَلَق لهجمات، أو لتنفيذ "أجندات" خارجية".

 

المصلحة اللبنانية

وشدّد المصدر على أن "أول ما يتطلّبه الحياد اللبناني هو أن لا نكون آلة في يد أحد، يستعملها في المشروع الذي يخدمه أو يريده، بل أن نؤمّن مصلحتنا نحن، ومصلحة لبنان، والشعب اللبناني. فلطالما كان لبنان منصّة، وهذا ما يجب أن يتوقّف، سواء في حالات الصراعات الخارجية، أو التسويات الخارجية".

وختم:"أمام لبنان فرصة للاستفادة ممّا يجري على مستوى المنطقة حالياً، وهذا صحيح. ولكن يستند الحياد الإيجابي الى أخذ ما يفيدنا، والتخلّي عمّا لا يخدمنا. فهذا هو المشروع الأفضل الذي لا يتعارض مع المصلحة اللبنانية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار