مَن فرمل الاندفاعة الفرنسية تجاه لبنان؟ | أخبار اليوم

مَن فرمل الاندفاعة الفرنسية تجاه لبنان؟

| السبت 13 مايو 2023

استياء من تعامل باريس على مختلف المستويات

"النهار"- غسان حجار

ليس أكيداً أن المبادرة الفرنسية لتسوية رئاسية تحمل معاً رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، والسفير نواف سلام، الى قصر بعبدا والسرايا، دُفنت الى غير رجعة. وليس واضحا ما اذا كان الكلام الأخير مناورة لكبح جماح المعترضين، وتهدئة خواطرهم قبل الانطلاق في جولة ثانية من المبادرة المفرملة حكماً بفعل التطورات. لكن الأكيد أن باريس حدّت من السرعة أو من التسرّع في مقاربة الملف الرئاسي، وانتقلت تدريجا من وحدانية فرنجية الى ثنائية وثلاثية فأدخلت الى لائحة اسمائها العماد جوزف عون، والوزيرين السابقين زياد بارود وجهاد ازعور، والنائب السابق صلاح حنين، وآخرين لم تفصح عنهم. ومردّ ذلك الى اسباب ومسببات كثيرة دفعت الى هذا التبديل في الموقف.

الأول: الإدارة الأميركية التي ولّد لديها التقارب السعودي - الإيراني من جهة، والخليجي - السوري من جهة ثانية، "نقزة"، تدفع بالتأكيد الى عدم التسليم بالخيار الرئاسي الذي يدعمه "حزب الله" والنظام الأسدي ضمناً. وهي ايضا لا تجاري باريس في تحديد الاولويات وفق مصالح تجارية واستثمارية تطمح اليها في لبنان.

الثاني: القيادة السعودية، التي وإن التزمت الحياد ظاهراً في عملية غربلة الأسماء، وركّزت على المواصفات، إلا أنها بالتأكيد لا تؤيد مرشح "حزب الله".

الثالث: الفاتيكان الذي لجأ اليه المسيحيون خصوصاً، وجهات أخرى، للتدخل منعاً لاختيار رئيس غصباً عن إرادة الأكثرية المسيحية. وقد نقل هواجسه الى الإدارتين الأميركية والفرنسية.
الرابع: الديبلوماسية الفرنسية الصامتة، المتمثلة بالخارجية وبعض دوائر القرار، التي لا تجاري الرئيس ايمانويل ماكرون في توجهاته. وهذه ربما تعمل في الخفاء بعكس توجه رئيسها الذي يمسك بزمام الأمور، رغم النفي المتكرر لهذا التباعد.

الخامس: الحالة اللبنانية، وخصوصاً المسيحية، إذ إن مرشح الإدارة الفرنسية لا يحظى بدعم سنّي، ولا درزي، وبالطبع يحتاج الى الغطاء المسيحي، وبالتالي فإن لا إمكان لتوفير عبور آمن له الى بعبدا، والى نهاية العهد إنْ وصل بالقوة. أضف الى ذلك الاستياء من التعامل الفرنسي على مختلف المستويات.

السادس: وفق متابعين، فإن دمشق غير مندفعة تماماً، وغير متحمسة لفرنجية، بعكس ما يُقال من أنه مرشحها، إذ تسجل عليه محاولة انتقال الى الضفة الأخرى، منذ ما قبل انتخاب الرئيس ميشال عون، عندما قصد الرئيس سعد الحريري، والرياض، وباريس، من دون التنسيق مع النظام السوري.

السابع: أن الفريق الفرنسي، وفق ما يُنقل عن أفراد منه، يتحدث عن أنه وجد عدم دينامية كافية في الفريق المحيط بفرنجية، لإقناع معترضين عليه، ولربطه بشبكة حماية، وتحالفات يمكن أن تعبّد طريقه، كما افتقاد الفريق الى كفاءات عالية للمرحلة المقبلة.

هذه العوامل مجتمعة حدت بالإدارة الفرنسية الى إعادة النظر بخيارها الذي كان بُني على مجموعة مصالح فرنسية في إيران ولبنان، وضغوط لبنانية سواء سياسية، أو مالية تغلغلت في إدارة ماكرون، ليصرح ديبلوماسي رفيع أمس لـ"النهار" بأن ما ينطبق على فرنجية، ينطبق على آخرين، مسمياً قائد الجيش العماد جوزف عون، ومتجنباً كشف المزيد من أسماء فريق الإحتياط.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار