تعديل جغرافي سيسمح لسوريا بضمّ مناطق لبنانية مستقبلاً... ماذا في التفاصيل؟ | أخبار اليوم

تعديل جغرافي سيسمح لسوريا بضمّ مناطق لبنانية مستقبلاً... ماذا في التفاصيل؟

انطون الفتى | الإثنين 15 مايو 2023

مصدر: حلّ يحتاج الى أفرقاء لا يمكن للخارج أن يمسكهم بأي ملف فساد

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

عادت سوريا الى الجامعة العربية، وعاد العرب الى دمشق، إلا أن لا أحد قادراً على الإسراع في الحلّ السياسي والاقتصادي المؤثّر على ملف اللّجوء السوري، بشكل فعّال، وخلال وقت قريب.

 

الى الخليج؟

ولكن لبنان يحتاج الى سرعة في إحداث خرق فعلي، يساعده على التعامُل مع الديموغرافيا السورية الموجودة فيه، سواء من الناحية الاقتصادية، أو الأمنية.

فهل تساعده (لبنان) الدول العربية، عبر السماح بنقل جزء من اللاجئين السوريين، منه الى أراضيها، حيث "الورش" الكثيرة، والفرص الغزيرة، والأعمال الهائلة، والتي تحتاج الى أيدٍ عاملة، وذلك بما يستبدل العمالة الآسيوية بالسورية، في دول الخليج، لا سيّما أن هناك الكثير من الترابُط الإيديولوجي، والديني، والطائفي، بين السوريين والخليجيين؟

 

سياسي

رأى مصدر مُطَّلِع أن "السوريين في لبنان ودول الجوار السوري، ليسوا عملياً أكثر من مهجّرين من أرضهم، إما بفعل الحرب، أو بطريقة ذاتية بهدف البحث عن عمل وحياة جديدة. وهؤلاء لا يرتبطون بدول الخليج إيديولوجياً بشكل تام. فبعضهم يتبع تركيا على المستوى الإيديولوجي، وهي قادرة على تحريكهم كما تشاء وساعة تشاء. فيما يتبع بعضهم الآخر إيران إيديولوجياً، وهي قادرة على تحريكهم كما تريد أيضاً. وأما بعضهم الآخر، فيتبع المصلحة والتمويل، أي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "إعادة إعمار سوريا وحدها يحتاج من مليون الى مليونَي عامل. وهؤلاء سيكونون من السوريين أنفسهم، ولا حاجة لاستقدام عمال من آسيا للعمل على الأراضي السورية مستقبلاً، عندما يجهز الحلّ النهائي المُمهِّد لإعادة الإعمار. ولكن الإبقاء على اللاجئين في لبنان، بالشكل الحالي، بدلاً من بَدْء التفكير باحتمالات أخرى في شأنهم، هو سياسي بامتياز".

 

تعديل جغرافي

وشرح المصدر:"اللّجوء السوري في لبنان يضغط على الوجود المسيحي فيه، ويزعجه، ويؤسّس لتغيير ديموغرافي سيُريح إسرائيل مستقبلاً، وسيسمح لها بأن تتصرّف فيه (لبنان) كما لو كان قطاع غزة مثلاً. فالوجود المسيحي في لبنان يتمتّع بغطاء دولي، وهو يمنع إسرائيل من أن تكون مُطلَقَة اليد في الورقة اللبنانية بالمنطقة".

وأضاف:"هناك من يسعى لتغيير ديموغرافي من خلال ملف اللّجوء السوري أيضاً، يمهّد لتعديل جغرافي في لبنان مستقبلاً، يسمح لسوريا بضمّ مناطق لبنانية بحجة أنها باتت ذات أكثرية سكانية سوريّة. وهو ما تفعله روسيا في أوكرانيا منذ العام الفائت، لتبرير حربها هناك بالقول إنها تحمي النّسيج السكاني الروسي، في المناطق الأوكرانية التي تحوي أكثرية سكانية روسية".

 

الحلّ؟

وأكد المصدر أن "دول الخليج لن تأخذ أي نسبة من السوريين في لبنان إليها، مهما كانت بحاجة الى عمال، وذلك خوفاً من تكرار التجربة الفلسطينية في الكويت. فالفلسطينيون أعطوا درساً للخليجيين، بعدما ساعدوا العراق على احتلال الكويت في الماضي، وذلك رغم أن الأخيرة دعمتهم كثيراً. والسوريون في الخليج قد يشكلون قنبلة ديموغرافية - أمنية ترتدّ على دوله مستقبلاً، في ما لو قرّرت إيران أو تركيا استعمالهم أو استعمال بعضهم على الأقلّ، لافتعال خضّات أمنية، أو للقيام بانقلاب مثلاً، في دول خليجية. ولذلك، لا مجال للاعتماد على السوريين كعمال هناك بدلاً من الآسيويين".

وختم:"هذا الملف ليس سهلاً، ولا أحد يمتلك الحلّ القاطع في شأنه. ويتوجّب على اللبنانيين، وعلى الأحزاب المسيحية في لبنان، أن لا تخضع للتهديدات، ولا للابتزاز. ولكن هذا يحتاج بدوره الى أفرقاء لا يمكن للخارج أن يمسكهم بشيء، أي لا بأموالهم المهرّبة من البلد، ولا بأي ملف فساد، حتى يتمكّنوا من الحفاظ على حريتهم في رفض أي إجراء خارجي لا يناسب المصلحة اللبنانية".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار