المفاوضات المسيحية – المسيحية نحو الإخفاق؟ | أخبار اليوم

المفاوضات المسيحية – المسيحية نحو الإخفاق؟

| الجمعة 19 مايو 2023

 الراعي لا يتدخل في كل هذه الأمور ولكنه يتحرك بشكل استراتيجي

"النهار"- وجدي العريضي

يعيد التاريخ نفسه كلما اقتربت الاستحقاقات الدستورية، وفي طليعتها الانتخابات الرئاسية، حيث ينطلق الصراع المسيحي تحديداً على الخط الماروني، في ظل الخلافات والانقسامات بين القادة الموارنة، وتحديداً منذ حقبة الثمانينيات، وصولاً إلى المرحلة الراهنة، وهنا، لا بد من التذكير بأن الوزير والنائب الراحل بيار حلو كان يردّد في مجالسه، أن الماروني عندما يأتي إلى هذه الدنيا، يبدأ بالسؤال عن كرسي رئاسة الجمهورية.

اليوم تعود الخلافات أكثر ضراوة والانقسامات "حدِّث ولا حرج" على خطوط الصيفي – ميرنا الشالوحي صعوداً إلى معراب، حيث الحكاية تنطلق من الصراع الذي لا حدود له بين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية". ولكن، سُجّلت في الأيام الماضية ومضة أمل حول إمكانية التوافق المسيحي – المسيحي، وتحديداً مثلّث "القوات" و"التيار" والكتائب، ومعهم حزب الوطنيين الأحرار، والنواب المسيحيون المستقلون، إلا أن البعض ذهب بعيداً في الحديث عن "معراب2"، لا بل حسم خيار الوزير السابق جهاد أزعور، نتيجة إيحاءات توافقية بين الحكيم والنائب باسيل، لذا، "شو عدا ما بدا" حتى فشلت المفاوضات التي كانت تجري على إيقاع رسائل مشفّرة من حارة حريك إلى ميرنا الشالوحي، مؤدّاها "انتبه يا باسيل، ما إلك غنى عنا، أعطيناك كل شيء ووقفت أنت وعمّك إلى جانبنا في موضوع السلاح، وأمور كثيرة، ولكن إذا ذهبت إلى معراب والصيفي وسواهما، فالكارت الأحمر جاهز".

في السياق، يقول رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون لـ"النهار": لم أُفاجأ بفشل المفاوضات، إذ كيف لنا أن نصدّق "التيار الوطني الحر" ورئيسه جبران باسيل أسوأ من عمّه، لافتاً إلى أن باسيل طرح اسم الوزير السابق جهاد أزعور، فقلنا له، "بدك جهاد منمشي فيه، المهم أن نتوافق على رئيس لمصلحة المسيحيين وكل اللبنانيين"، لكن يضيف شمعون، "توقفت المفاوضات بقدرة قادر، وهنا، سبق لي أن حذّرت تكتل "الجمهورية القوية" من عدم التزام باسيل بكلمته، وأنه سيتنصّل من هذا التوافق، ولكن قيل لي لنلحق الكذاب على باب الدار، فالمهم أن نرفض انتخاب رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، ونتّفق على أزعور ما دام "التيار" موافقاً عليه، لأننا نريد خلاص البلد، ولا يجوز الاستمرار في هذا الشغور الرئاسي".

ويخلص شمعون قائلاً: "من الطبيعي أن "حزب الله" مارس ضغوطه على باسيل، غير القادر على أن يخرج من وصايتهم، وهو حليفهم منذ عام 2005، فما جرى انقلاب واضح لتعطيل الاستحقاق الرئاسي أو انتخاب مرشحهم فرنجية، كما كانت الحال ماضياً، "إما ميشال عون رئيساً، وإلا فلا انتخابات"، وسبق لي أن قلت للحكيم انتبه سنُطعن بالظهر، فرد بالقول "ولا يهمّك منتبهين كتير، ولن نسمح لهم بذلك".

بدوره، نائب عوني سابق قال لـ"النهار"، "أن نُتهم بالكذب والتنصّل من الاتفاق، فذلك مردود على الذين يتهموننا بمثل هذه السخافات، ولن ندخل في هذه المسألة حالياً لا من قريب أو من بعيد، على اعتبار أن الاتصالات ما زالت قائمة مع أكثر من طرف هنا وهناك، والأمور لم تحسم بعد سلباً أو إيجاباً"، دون أن ينفي عودة التواصل مع "حزب الله"، "فهو مكوّن لبناني ولديه كتلة نيابية وازنة، واتصالاتنا تجري مع الجميع، لكن ستكون لنا اجتماعات مفتوحة لتكتل "لبنان القوي"، والمكتب السياسي لـ"التيار"، وعندها يُبنى على الشيء مقتضاه".

بدوره، مصدر مقرب من بكركي، يرى أنه لم يفاجأ بانهيار المفاوضات المسيحية – المسيحية وفشلها، في ظل التباعد والخلاف بينهم، إذ كلٌّ يريد مرشحه علناً أو ضمناً، إذ لا تفاهم أو توافق سنشهده بين هذه المكونات المسيحية، لافتاً إلى أن بكركي لن تتدخل في سير المفاوضات التي جرت بين الأحزاب والأطراف المسيحية، بل كانت لها مبادرة من خلال جولات على كل المرجعيات والأحزاب، وللأسف لم تؤدِّ إلى أي نتيجة تذكر.

ويخلص المصدر الى القول: "إن البطريرك الماروني بشارة الراعي لا يتدخل في كل هذه الأمور، ولكنه يتحرك بشكل استراتيجي، وهذا ما سنشهده خلال زيارته لفرنسا، ولقائه الرئيس إيمانويل ماكرون، إذ إننا نعوّل عليه، ومعلوماتنا، في هذا التوقيت بالذات، أنه سيكون مفصلياً بامتياز".

وأخيراً، يتبدّى بما لا يقبل الشك، من خلال التجارب السابقة، أن الخلاف المسيحي ليس بالأمر الجديد، لكنه يأخذ في طريقه الحلفاء والأصدقاء والبلد برمّته، وهو المتهالك والمترهّل، والذي ذهب إلى جهنم، وإذا استمرّت الأمور على ما هي عليه، وطال أمد الشغور الرئاسي، فنحن ذاهبون إلى ما بعد بعد جهنّم، وفي المحصلة، دائماً التسوية هي الحل، ومن ينتج رئيساً للجمهورية، والمحطات السابقة ماثلة للعيان.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار