خطورة "سين سين" جديد في لبنان | أخبار اليوم

خطورة "سين سين" جديد في لبنان

| السبت 27 مايو 2023

فرنسا تريد دفع الخيارات الأخرى والأحزاب المسيحية لم تتفق على مرشح بعد

 "النهار"  - رندة تقي الدين


أكدت أوساط إعلامية سعودية ان الملف اللبناني "كان في أولوية اجندة لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس السوري بشار الأسد خلال قمة جدة"، وانه "في مرحلة مقبلة سيكون هناك تحرك سعودي - سوري لحلحلة الازمة اللبنانية"، أي ان لبنان اصبح موعودا بـ"سين سين" جديد في ظل الاتجاه الى هيمنة ايران و"حزب الله" على إدارة شؤونه الى أجل غير مسمى.

وكم تمنى لبنان ان تتدخل السعودية وحدها لحلحلة الأمور فيه كونها لعبت في الماضي ومازالت دور القوة المعتدلة الرصينة والحريصة باستمرار على استقرار البلد. لكن اشراك الرئيس السوري في حلحلة الأوضاع في لبنان امر خطير ومقلق للغاية. لقد طالبت المملكة سوريا بوقف تصنيع الكبتاغون وتصديره وتهريبه. وكثير من هذه المخدرات تُهرَّب عبر لبنان الى الدول العربية.

ثم ان ايران طلبت من السعودية التطبيع مع الأسد واستقباله في القمة، وقد تطلب منها لاحقاً كمقايضة تنفيذ أمور محددة لحل حرب اليمن، مثلا ان تترك لبنان تحت وصاية "حزب الله" والأسد. وطالما ان اليمن هو أولوية سعودية لم يعد بوسع الرياض تكريس اهتمام كبير لبلد اصبح عبئا مع خلافاته الداخلية العقيمة.

ولولي العهد السعودي اهتمامات اكبر واهم من الخلافات اللبنانية وانتخاب رئيس فيه وتشكيل حكومة. وليست مصادفة ان مناورة "حزب الله" وعرضه سلاحه الثقيل والصواريخ وقواته العسكرية جاءت بعد القمة لتشكل رسالة الى رئيس القمة ولي العهد السعودي بان الحزب هو الأقوى على الأرض، وان القرار السياسي في يده كما قرار الحرب والسلم. وهو عبر المناورة العسكرية أراد أيضا ان يقول ان قائد الجيش العماد جوزف عون ليس مرشحه للرئاسة وانه لن يكون هناك رئيس الا بإرادته كما في السابق. ثم ان "السين سين" لا معنى له مادام الحزب وايران يحميان نظام الأسد. ولا شك في ان لبنان بحاجة ماسّة الى دور سعودي فعّال وكبير، فالمملكة دولة كبرى واساسية ومعتدلة في المنطقة ولها وزن يتيح لها التدخل بقوة من اجل استقرار لبنان واخراجه من ازمته، ولكن وحدها وليس مع النظام السوري. لذلك فان فرنسا ورئيسها ايمانويل ماكرون يعولان على دورالمملكة في المنطقة وخصوصا في لبنان.

وماكرون مدرك لأهمية هذا الدور، وهو يتحاور مع المملكة في شأن ملفات عدة كونه يعرف مدى وزن السعودية. وليس صحيحا ما ورد في بعض وسائل الإعلام اللبنانية ان فرنسا لعبت دور الوسيط بين "حزب الله" والسعودية، كما انه ليس صحيحا ان فرنسا ايدت خيار "سليمان فرنجية - نواف سلام" في اطار صفقة مع الحزب. فرنسا تريد دفع الخيارات الأخرى والأحزاب المسيحية لم تتفق على مرشح بعد.

اما رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الذي زار العاصمة الفرنسية أخيرا، فيبدو انه زاد الغموض في اتصالاته في باريس لان المسؤولين الفرنسيين لم يفهموا منه ما هو فعلا موقفه من الاستحقاق الرئاسي. اما الذين انهالوا بانتقاداتهم على دعم فرنسا خيار "فرنجية - سلام" فلم يُسمع منهم أي كلام عن تطبيع الأسد مع الدول العربية الصديقة، في حين ان الصحف السعودية تعد اللبنانيين بـ"سين سين" جديد. الامل اليوم في ان تعاود المملكة اهتمامها بلبنان ولكن ليس باشراك الأسد لانه لم يجلب سوى الكوارث الى بلده والى لبنان والمنطقة. ان انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المستقبل القريب ليس متوقعا طالما ان رئيسي أكبر حزبين مسيحيين فشلا في التوصل الى اتفاق على مرشح مشترك. خطورة "سين سين" جديد في مرحلة ما بعد المصالحة العربية - الإيرانية انه يحمل في طياته وضع لبنان والعراق وسوريا تحت الهيمنة الإيرانية الى ان يحدث تغيير أو انقلاب في النظام الإيراني.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار