لا مكاسب سياسية للاسد وان استمر لبنان بدفع الثمن
شادي هيلانة- "أخبار اليوم"
وسط كل الضجيج المتعلق بالوضع اللبناني عموماً، وبشأن الاستحقاق الرئاسي خصوصاً، تمارس القوى والاحزاب المحلية مناورات سياسية بالجملة والمفرق لا تعدو كونها لعب في الوقت الضائع لإثبات الوجود الى حين إستكمال التفاهمات التي ستخضع كالعادة لميزان القوى على الأرض، والتي في نهاية المطاف سيخضع لها الجميع، فعندما تأتي "الأوامر" من الخارج ستنقلب الاجواء رأساً على عقب وينتخب رئيس جديد للجمهورية فوراً.
لكن فوق كل اجواء التعطيل والتعقيدات، سجلت واشنطن امس على لسان المتحدث الاقليمي بإسم الخارجية الاميركية، صامويل وربيرغ في حديث صحافي، موقفا حاسما بشأن ملف النازحين السوريين، اذ قال: أنه "لا يمكن عودة النازحين بسبب الظروف غير المناسبة والقرار يجب أن يكون بيدهم"، وبالتالي هذا الموقف يطرح جملة امور حول الموقف الضمني للادارة الاميركية، بمنع طرح حلول لأزمة النازحين السوريين في لبنان وتحديدا على صعيد إعادتهم الى بلادهم.
فالخشية تكمن بشكل لا لبس فيه، من اعتراضات اميركية، تمنع على لبنان مجرّد وضع خطّة لإعادة طوعية للنازحين، غير انّ حكومة تصريف الأعمال التي انعقدت امس، كان يفترض بها طرح هذا البند الدسم على مائدة مجلس الوزراء، لا سيما من ناحية رفع مستوى التعاطي والتنسيق مع سوريا فيما خص الملف على المستوى الامني وتداعياته الاقتصادية على البلد، إلى جانب التعاطي الأمني السياسي المشترك، وصولاً الى التواصل الرسمي المباشر مع الدولة السورية لبت القضية نهائياً، الا ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قرر تخصيص جلسة لملف النازحين السوريين، تطرح فيها كل النقاط استعدادا للكلمة التي سيلقيها في مؤتمر الاتحاد الاوروبي في بروكسل في الخامس عشر من الشهر المقبل.
من هنا، فما هو ظاهر كوضوح الشمس انّ مسألة النازحين لن تسير بشكل سلس بالرغم من الرغبة العربية ودعمها للحل، لان واشنطن ترفض التسليم بالتسوية التي رعتها الرياض ودمشق، بعد تعويم الاخيرة في قمة جدّة، من هنا ايضاً تنكشف النوايا الاميركية بهذا الخصوص، برفض تقديم ايّ مكاسب سياسية لنظام بشار الاسد، كي لا يستطيع استخدامها لتحسين شروطه التفاوضية مستقبلاً، كون الملف ممسوكا اقليمياً ويُستثمر سياسياً، فيما لبنان وحدهُ سيدفع الثمن.