معارضون يحذّرون: إذا لم نتوحد... "خطر" فرنجية | أخبار اليوم

معارضون يحذّرون: إذا لم نتوحد... "خطر" فرنجية

| الثلاثاء 30 مايو 2023

لا تخفي "القوات" صاحبة الخبرة الطويلة في مراس باسيل انها تتّبع الحذر الشديد من مواقفه

 "النهار"- رضوان عقيل

تتحدث قوى المعارضة عن انقساماتها في التوجهات الرئاسية وغيرها من الملفات منذ لحظة حلولها في البرلمان، لكنها تمكنت في الايام الاخيرة من التوصل الى نواة اتفاق على اسم المرشح جهاد أزعور مع رئيس تكتل "لبنان القوي" جبران باسيل الذي سيعرض تفاصيله في اجتماع فريقه النيابي اليوم، والذي لا يبدو انه على قلب واحد ومن غير ان يكون نوابه في صفوف مؤيدي هذا المخرج، وان التباين العوني هذا لن يدفع بعدد منهم الى الاقتراع للمرشح سليمان فرنجية الذي يتولى ثنائي حركة "أمل" و"حزب الله" مع مجموعة من النواب الآخرين حمل لواء معركته والذود عنه ليشكل بالفعل الاسم المتقدم على الآخرين ولو من دون ضمان تأكيد حلوله في قصر بعبدا. ويعترف معارضوه بهذا الامر، ولذلك يسارع باسيل ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وحزب الكتائب وآخرون الى الاسراع في ازاحة الرجل عن مسرح المواجهة ولو كانت لكل واحد حساباته الخاصة وتصفيتها مع "حزب الله" اولاً.

ولا تخفي "القوات" صاحبة الخبرة الطويلة في مراس باسيل انها تتّبع الحذر الشديد من مواقفه إذ لم تنسَ الى اليوم مندرجات "اتفاق معراب" والانقلاب عليه، وان ما جمعهما هذه المرة "خطر فرنجية" وعملت كل جهة من موقعها على التخلص منه. وتوصل الفريقان المسيحيان الاوّلان بجهود مشتركة مع النائب سامي الجميل الى الاتفاق على اسم أزعور والسير في ترشحه. وكانت "القوات" قد اشترطت عبر مفاوضيها عدم النقاش في الخطة "ب" بل الاكتفاء بأزعور و"نقطة على سطر الترشيح". وهذا ما تبلغته معراب وخلية الازمة التي تعمل على تسويق أزعور ولم تلقَ الى الآن رداً شافياً من العدد الاكبر من النواب "التغييريين"(يؤيد مارك ضو ووضاح الصادق ازعور) ولا من نواب كتلة الاعتدال الشمالية.

وتنتظر "القوات" اليوم مثل كل اللبنانيين حصيلة الجواب النهائي لـ"لبنان القوي" ليتم البناء والحسابات على مثل هذا الموقف. وسارع "حزب الله" الى وصف ازعور بمرشح "المناورة" على لسان النائب محمد رعد، ولم يختلف عنه موقف النائب علي حسن خليل وحديثه عن اتفاق مرحلي لاسقاط فرنجية. ويدرك "حزب الله" أن محاولة باسيل وجعجع تواجه خطر الفشل في تبني ازعور ولكن لحرق ورقة فرنجية على اساس ان لعبتها "باتت مكشوفة". ولم يكتفِ ازعور بلقاء الرئيس نبيه بري فحسب بل بعث برسالة الى الحزب بأنه لن يشكل تحدياً لـ "الثنائي" في حال انتخابه، فجاءه الرد بأنهما يستمران في دعم فرنجية، وان الهدف الاساس عند باسيل هو التوصل الى مرشح ثالث ثم العودة الى احضان الحزب الذي يتوقف عند نواب عونيين لم يخفوا ملاحظاتهم على باسيل من نوع: كيف يسير بأزعور الذي طبق السياسات المالية للرئيس فؤاد السنيورة حيث شكّلا محور كتاب "الابراء المستحيل" الذي كُتبت مقدمته بقلم الرئيس ميشال عون. وثمة مجموعة لا بأس بها من النواب "التغييريين" الذين لن يقترعوا لأزعور، مثل ميشال الدويهي فضلا عن ميشال ضاهر الذي لوّح بالورقة البيضاء، الى نعمة افرام الذي لم يغادر حلبة الترشح للرئاسة بعد.

ويقول عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب فادي كرم إنهم تلقوا اشارات ايجابية ومؤيدة لأزعور من "التيار الوطني الحر" الذي ابلغ رئيسه بواسطة احد نواب "القوات" أنهم يقبلون بأزعور. ويصف كرم موقف رعد بـ"غير المعترف بالشريك، وعليه ان يعلم ان القرار ليس عنده. ونكرر له للمرة الالف أننا لن نقبل مرشحه ولا خياراته. وهذا من حقنا اذا تم بالفعل احترام اللعبة البرلمانية الديموقراطية". ويأمل من البطريرك الماروني بشارة الراعي ان يبلغ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالاسم الذي يحظى بأكبر عدد من النواب المسيحيين، الى الزملاء المسلمين "ولن نقبل في النهاية بفرض اسم علينا".

ما تقوله "القوات"في هذا الشأن يردده نواب من السنّة في مقدمهم نائب البقاع الاوسط بلال الحشيمي الذي يعتبر ان المعارضة امام فرصة الاتفاق مع باسيل على أزعور، "واذا لم يتحقق هذا الامر في الايام القليلة المقبلة سيحل فرنجية حتماً في رئاسة الجمهورية ونقول له عندها مبروك". ويدعو نواب السنّة هنا الى "التلاقي مع كتل المعارضة، وان الذين يعلنون مواقف ضبابية يضرون بالبلد اولاً وبالطائفة ثانيا".

وكان النائب فؤاد مخزومي قد وصف نواب السنّة في البرلمان خلال لقاء في جمعية متخرجي المقاصد بـ "27 رأياً"، الامر الذي يدفع هذا المكون الى ان تكون له كلمته في الرئيس المقبل. وكان الوفد النيابي الذي زار باريس والتقى اعضاء في مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية قد عبّر عن رفضه السير بفرنجية، وكرر الكلام نفسه على مسمع فاعلين في حلقة الرئيس ماكرون. ولم يكتف بالدعوة الى ترك البرلمان اللبناني ينتخب رئيس الجمهورية بل ان تشمل العملية ايضا عدم اسقاط رئيس حكومة على رؤوس اللبنانيين بـ"الباراشوت"، وان لا يأتي "من المريخ"، اي بمعنى التوجه الى شخصية من غير اصحاب التجارب الفاسدة مع دعوة باريس الى محاسبة كل فاسد سواء كان من اصحاب رؤوس الاموال واصحاب المصارف الى السياسيين، "ولا بأس بفرض عقوبات على هؤلاء" بحسب الحشيمي "لانقاذ البلد اذا كان الاوروبيون وعلى رأسهم فرنسا يريدون بالفعل انقاذ لبنان". وبعد كل هذه التطورات على مسرح الانتخابات الرئاسية الذي ستسقط خشباته اكثر مع حزيران المقبل المفتوح على جملة من المفاجآت غير السارة على أكثر من حقل مالي واقتصادي وسياسي، الامر الذي يعني ان الافرقاء سيتجهون نحو مزيد من سياسة التحدي.

ولم يبقَ امام مرجع لتجسيد هذا الواقع إلا الاستعانة لتوصيف الحال التي وصل اليها لبنان بقول جرير وهو يهجو خصمه الفرزدق ويتوعده: "أبشر بطول سلامة يا مربع".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار