جدول محادثات ماكرون – الراعي اليوم: مطالبة باريس بالحياد يزخم تفاهم المعارضة | أخبار اليوم

جدول محادثات ماكرون – الراعي اليوم: مطالبة باريس بالحياد يزخم تفاهم المعارضة

| الثلاثاء 30 مايو 2023

باريس رغم اعلانها ان ليس لديها مرشح فهي مستمرة في دعم فرنجية

"النهار" - سمير تويني

يجري البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي محادثات مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد ظهر اليوم في قصر الاليزيه. وستشكل زيارة الراعي الى باريس منعطفا في الانتخابات الرئاسية اللبنانية اذ إن امكان التوافق المسيحي حول مرشح لمواجهة مرشح "الثنائي الشيعي" خلق وضعا جديدا يحتاج الى اشارات خارجية اقليمية ودولية لتحديد المسار الصحيح امام اللاعبين على الساحة اللبنانية للتوصل الى مرشح تسوية. وهذا الواقع يحتاج الى مزيد من المشاورات والتفاهمات بين الاطراف المحلية والاقليمية لبلورة حل. وزيارة الراعي لماكرون هي احدى ابرز هذه المحطات قبل التوصل الى حل عقدة الفراغ الرئاسي.

وبعد استشارات اجراها البطريرك الماروني في الفاتيكان مع أمين السر الكاردينال بييترو بارولين، سيحط الراعي في باريس اليوم برفقة وفد يضم المطارنة بولس مطر وبيتر كرم ومارون ناصر الجميل والمونسنيور امين شاهين، وامين الاعلام في بكركي وليد غياض، وسينضم الى الوفد سفير لبنان في فرنسا رامي عدوان.

وستتطرق محادثات البطريرك مع الرئيس الفرنسي الى عدد من المواضيع اهمها الملف الرئاسي حيث سيعرض الراعي امام الرئيس ماكرون نظرته الى هذا الملف بعد التوافق بين الكتل النيابية حول شخصية الرئيس المقبل على ألا يشكل تحديا لأي فريق داخلي أو خارجي، وان يتفهم حاجات لبنان ويتجاوب مع المتطلبات الشعبية، وان يوحي الثقة داخليا وخارجيا على ان يتم انتخابه باسرع وقت لتنظيم المؤسسات الدستورية.

وسيتسلح البطريرك بتفاهم المعارضة على مرشح لكي ينقض القول الفرنسي "ان سليمان فرنجية هو المرشح الوحيد"، اي انه "الحل الممكن"، وسيدعو باريس الى موقف حيادي في محاولة للمساعدة على التوصل الى حل يؤمّن انتخاب رئيس توافقي وفق المواصفات التي وضعها سيد بكركي، موضحا ان "حزب الله" هو الذي يرفض الحوار وخياره الوحيد هو سليمان فرنجية ويدعو الى التفاوض على مرشحه فقط.

وسيحدد الرئيس ماكرون امام زائره موقف بلاده من الانتخابات الرئاسية، مشددا على ان باريس لا تدعم اي مرشح، ولا تتدخل في مجريات الاستحقاق الرئاسي، بل هي على مسافة واحدة من الجميع. كما ان ماكرون سيعلن امام البطريرك مخاوفه على الصيغة اللبنانية من جراء استمرار الفراغ الرئاسي الذي يهدد الوضع الامني والاقتصادي والمالي والاجتماعي، وان ما يهم باريس هو اجراء هذه الانتخابات باسرع وقت ممكن وتشكيل حكومة تنفذ الاصلاحات الاساسية وفق خطة صندوق النقد الدولي لمعالجة الازمة الاقتصادية وعودة الثقة لان هذا الوضع يهدد الصيغة اللبنانية.

غير ان باريس رغم اعلانها ان ليس لديها مرشح فهي مستمرة في دعم فرنجية، وموقفها باختصار: اذا كان لديكم مرشح مقبول من "الثنائي الشيعي" فباريس ستدعمه، ولكن اذا لم يكن هناك من مرشح فباريس مستمرة بدعم فرنجية خوفا من الفراغ المؤسساتي القاتل. وتشير مصادر الى ان هذا الموقف لن يعدّل قبل ايلول من دون اعطاء معلومات حول ما يمثل هذا التاريخ أو في حال فرض واشنطن مرشحا على "المجموعة الخماسية" متفاوضاً عليه مع طهران.

لذلك، ونظراً الى استمرار المواقف الضبابية لعدد من النواب التغييريين الذين يرفضون حتى الآن التموضع مع احد الفريقين وهم يحاولون البحث عن تشكيل جبهة تضم عددا من النواب لها وزن سياسي ويمكنها ان تكون بيضة القبان في الانتخابات الرئاسية، اضافة الى اعضاء "اللقاء الديموقراطي" الذي لم يحدد موقفه حتى الآن، فان باريس ستسعى الى اقناع البطريرك الماروني بانه يمكنها التأثير على عدد من اللاعبين السياسيين من خلال العقوبات الفردية لتأمين النصاب القانوني والاقتراع داخل المجلس لسد الفراغ.

وسيدعو الراعي الى تأمين الغطاء للمرشح الذي بامكانه الفوز بالرئاسة، وسيحاول اقناع فرنسا بتسوية تؤدي الى فتح حوار حقيقي لاختيار المرشح الانسب لسد الفراغ الرئاسي ضمن تأييد اقليمي ودولي، مشيرا الى ان باريس التي تنادي بالحرية وحقوق الانسان ومحاربة الفساد تحاول فرض مرشح على المسيحيين وقدمت مصالحها الخاصة على اعادة بناء الثقة بالدولة. ولبكركي رمزية يمكن الاستعانة بها في الداخل والخارج لتأمين شرعية من مرجعية الطائفة المارونية.

فهل يمكن ان تحقق هذه الزيارة انجازا في الشؤون الرئاسية؟ وما هي الرسالة التي ستوجهها الى الاطراف المسيحية المعارضة لانتخاب فرنجية بشكل عام؟ وهل ستؤدي الى وضع القطار على سكة الاصلاح لحل الازمات الاقتصادية والمالية؟ وهل البحث في تعزيز الفرنكوفونية سيدعم المدارس الكاثوليكية، وهل ستساعد على تفهّم فرنسي لملف اللاجئين السوريين و على تأمين عودتهم السليمة الى ديارهم؟

البطريرك الماروني حريص، كما اسلافه، على نسج اعمق الروابط مع فرنسا والمحافظة عليها على مر العقود.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار