حملة الثنائي: إنذار لباريس لعدم مغادرة موقعها | أخبار اليوم

حملة الثنائي: إنذار لباريس لعدم مغادرة موقعها

| الأربعاء 31 مايو 2023

المقاربة الخطابية التهويلية كانت غير موفقة لان ترجمتها عملانيا تعني ان الثنائي الشيعي هو الذي سيختار الرئيس

 "النهار"- روزانا بومنصف

التوقيت الذي صعد فيه الثنائي الشيعي حملته من اجل اسقاط توافق القوى المعارضة مع التيار العوني لم يكن عبثيا وكان متناغما وسريعا اذ انه رمى ولا سيما بعد مباركة البطريرك بشارة الراعي هذا التوافق الى توجيه انذار الى باريس من اجل عدم مغادرة دعمها للمعادلة التي تبنتها للرئاسة الاولى تحت وطأة التوافق المسيحي.

اذ ان التبدل المحتمل للموقف الفرنسي تحت وطأة تحقيق القوى المسيحية توافقا على مرشح ، وهو مرشح تعرفه فرنسا جيدا ومقبول من دول عدة، ، سيترك الثنائي الشيعي مكشوفا وحيدا ويضعف اوراقه حتى لو انه عجز حتى الان عن تأمين الاصوات اللازمة لخياره الرئاسي . لكنه يضعف موقفه التفاوضي كذلك في المرحلة اللاحقة ولذلك شن هجوما استفزازيا ومتشنجة لاستباق ما يحمله البطريرك من توافق مسيحي بموقف اعتراضي عالي السقف واللهجة بحيث يضطر ماكرون الى عدم تجاهله وعدم القبول التوافق المسيحي على اهميته بما انه لا يحظى بموافقة الثنائي الشيعي بما لا يسمح بمروره. ولا يهم الثنائي انه اثار ملاحظات لا بل انتقادات كثيرة على اسلوبه الفج والاستفزازي في مقاربة توافق القوى المسيحية واخرين على نحو يعزله في خياره . يضاف الى ذلك افتراض انه يخوض سباقا حقيقيا مع الوقت .

اذ سبق ان تبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري من سفراء الدول المؤثرة انه لا يمكن انتظار المزيد من الوقت من اجل تأمين العدد الكافي لاي مرشح في تكرار للتعطيل لمدة عامين ونصف العام لانتخاب العماد ميشال عون وان هناك حدا لا يجب تجاوزه بحيث يجب الانتقال الى مرحلة اخرى في حال لم يستطع تأمين الاصوات اللازمة لنجاح مرشحه ومن ضمن مهلة غير مفتوحة . لم ينجح الثنائي في مسعاه ، فيما التاريخ الذي حدده بري وحظي بنتيجته على ثناء غربي نتيجة تأكيد تعاونه وجديته في حسم انتخاب رئيس جديد قبل 15 حزيران بات ضاغطا جدا بحيث يدرك الثنائي انه سيفقد ورقة خياره الرئاسي خارجيا بعد هذا التاريخ بعد استنفاده كل الفرصة التي اعطي من اجل توفير الظروف لانجاح هذا الخيار ولا يمكن لبعض الخارج ان يبقي على الدعم الذي قدمه على هذا الصعيد .

بل يفترض به الانتقال الى البحث عن خيار بديل اخر. وهذا التاريخ او الموعد تبلغته القوى السياسية الاخرى بحيث يتيح لها ذلك بذل كل الجهود من اجل اجهاض خيار الثنائي واسقاطه قبل هذا الموعد بما يفتح المعركة الرئاسية على افق اخر بعد ذلك . وتاليا فان توافق هذه القوى على مرشح رئاسي سابق هذا الموعد ولو كان الامر على سبيل المناورة ، كما اتهم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ، من اجل كسب الوقت وتمرير هذا التاريخ او ربما ما بعده بقليل.

واشتداد اوار المعركة الرئاسية تستند الى هذا المعطى فيما ان لغة التهويل والفرض التي اتبعها الطرفان ستستفز رد فعل رافضا بالحد الادنى. فمع ان التعاطي العلني يتم تحت عنوان رفض الخيار الرئاسي للثنائي الشيعي وما يمثله هذا الاخير، فان تصديه لاتفاق القوى المسيحية ومستقلين لم يكن موفقا لا سيما في ظل مواقف مسبقة للثنائي تتحدى حصول التوافق في المقلب الاخر لا بل تشترطه قبل الدعوة الى جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية ،وضرورة مناقشة الخيارات على اساس هذا التوافق حتى اذا حصل سارع الثنائي الى رفضه والتهديد باطالة ازمة لبنان المنهار الى ما شاء الله باعتبار ان الثنائي يمكنه ان ينتظر طويلا . والمقاربة الخطابية التهويلية كانت غير موفقة لان ترجمتها عملانيا تعني ان الثنائي الشيعي هو الذي سيختار رئيس الجمهورية وليس القوى المسيحية التي تلاقت على مرشح، بغض النظر عن قدرتها على ايصاله الى الرئاسة ام لا ، وهو ما لا تقبله طوائف اخرى كذلك على قاعدة اكلت يوم اكل الثور الابيض.

واذا عرض المنطق نفسه امام الفرنسيين ام سواهم من الدول، فان الامر سيكون غريبا جدا اذا وضع الاثنان في سلل متقابلة . فالتسليم بهذا المنطق، وبغض النظر عن شخص فرنجيه للرئاسة الذي يتم التركيز في معركته على مواجهة الثنائي اكثر من مواجهته فعلا، ، يعني ان الثنائي الشيعي سينتقل الى فرض رئيس الحكومة المقبل وما يعنيه ذلك من تحكمه بكل المؤسسات الدستورية في البلد ولا يكتفي بالشراكة مع الاخرين فيها. والمقاربة استفزازية وتتسم بالتشنج والضغط لا بل بالهيمنة الى درجة لا يمكن لاي طرف مسيحي قبولها بمن فيهم التيار العوني حليفه في تفاهم مار مخايل لان اللغة التهديدية ستنهي رئيس التيار لو خضع لها فيما ان رفضها يكسبه نقاطا داخلية لدى المسيحيين وربما يساعده كذلك في بدء التأسيس لكسب نقاط لدى الطوائف الاخرى او في الخارج على قاعدة خروجه من تحت عباءة حليفه الشيعي الذي استظلها منذ العام 2006 وخصوصا في عهد الرئيس السابق عون .

وهذا لا يعني ان جبران باسيل لا يناور مع المعارضة او يسعى الى تغطية نفسه مسيحيا ولو عبر اتفاق معها على مرشح يعرف مسبقا عدم موافقة شريكه في تفاهم مار مخايل عليه من اجل الذهاب الى مرشح يتفق فيه مع الحزب في نهاية الامر لادراكه ان الاخير في حاجة اليه ولا غنى له عنه . ويحاول ان يلعب بذكاء ولو ان اوراقه مكشوفة مستندا الى قدرة عون على لجم اي شطط داخلي في تياره راهنا وعدم قدرة الاعتراضات على تظهير نفسها بنجاح او قوة .

ولم يكن موفقا الثنائي كذلك في اتهام الاخرين بدعم مرشح من اجل اسقاط خيار رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه فيما ان هذه هي الديموقراطية وفيما ان الثنائي سعى في المقابل الى اسقاط مرشح القوى التي تختلف معه وحرقه على نحو مسبق فيما ينكر على الطرف الاخر هذا الحق.

لا يعني ذلك ان 15 حزيران هو موعد مقدس ولا يمكن تجاوزه لا سيما انه بات يصعب على الجميع النزول عن الشجرة التي صعد كل منهم اليها في خلال اسبوعين . بل ينقل عن مرجع مسؤول انه اذا لم تحصل الانتخابات قبل اواخر حزيران فان الاستحقاق الرئاسي سيخضع لمهلة مفتوحة هدد بها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة من اجل التهويل على الداخل والخارج بان الحزب لن يتراجع وسينتظر الضغط لاخضاع الاخرين.

وهذا بات اكثر صعوبة من اي وقت مضى لانه لا يمكن المضي باحراق المرشحين فحسب فيما لن يقلع اي رئيس للجمهورية في ظل هذه المعطيات ، وما لم يحصل توافق على المرحلة المقبلة بما يطمئن الحزب في شكل اساسي .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار