نهاية عصر "الزّعيم" لصالح الرئيس "الموظّف"... من هنا يبدأ الحلّ اللبناني... | أخبار اليوم

نهاية عصر "الزّعيم" لصالح الرئيس "الموظّف"... من هنا يبدأ الحلّ اللبناني...

انطون الفتى | الخميس 01 يونيو 2023

درباس: بيدنا نحن إمكانية إحداث التغيير وإضفاء الحيوية اللازمة على الملف اللبناني

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

في الحقيقة، ما عُدنا بحاجة الى زعماء، ولا الى "زعامات أبدية"، ولا الى رئيس - زعيم، يستعمل رئاسة الجمهورية (أو أي رئاسة أخرى) لصالح زعامته، وتاريخه العائلي، أو الإقطاعي... بل أكثر ما نحتاجه في الظرف الحالي، هو رئيس - موظّف، يتمّم عمله الرئاسي كوظيفة، فيجلس على كرسي بعبدا لسنوات، قبل أن يعود الى منزله في آخر عهده الرئاسي، كما لو كان مواطناً لبنانياً بدأ مرحلة التقاعُد بعد سنوات من الخدمة.

 

وظيفة

هذا ما نحتاجه بالفعل، وليس "الزّعيم". فالمهمّ هو "الرئيس" الذي يُنهي عصر "الزعامات الأبدية" التي دمّرت لبنان، وأوصلته الى الانهيار الذي هو فيه. "رئيس" يفتتح عصر الديموقراطية، والعدالة، وتحويل العمل السياسي الى وظيفة "علميّة" محدودة بالزّمن.

 

 

تشابُه

أشار الوزير السابق رشيد درباس الى أن "تحويل الرئاسات الى وظيفة يعني أننا نطلب انتخاب رئيس يحكم ويعمل كما عملت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل في الماضي، أو كما يعمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك، حالياً. ولكن هذا المستوى من الرؤساء في لبنان يحتاج الى بعض التشابُه على الأقلّ، بين الحاضنة السياسية والشعبية اللبنانية، وبين تلك المتوفّرة في الخارج".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "شخصاً هنديّ الأصل يقود المملكة المتحدة بعظمتها حالياً، وهو لا يزال ينتمي الى الديانة الهندوسية. والولايات المتحدة الأميركية التي شهدت أبشع أنواع التمييز العنصري، بعد جنوب أفريقيا، توالى على بعض أعلى المناصب فيها، سواء تلك الرئاسية، أو وزارة الدفاع، أو وزارة الخارجية، ورئاسة الأركان في الجيش، وغيرها من المناصب، شخصيات سوداء".

 

 

عوامل داخلية

وأكد درباس أن "دول العالم تطوّرت بالبحث عن الكفاءات. وها نحن نطلب انتخاب رئيس للجمهورية يتمتّع بالكفاءة، ليدير المرحلة وفق رؤيته ورؤية الحكومة، قبل أن يذهب الى التقاعُد والراحة عندما تنتهي مهمّته. ولكن حتى نصل نحن الى هذا المستوى من الممارسة السياسية، علينا أن نبدأ أوّلاً بالنّجاح في انتخاب رئيس".

وأضاف:"يتأخّر إنجاز الاستحقاق الرئاسي حتى الساعة لأن التوتُّر وصل لدرجة أن المسيحيين سدّوا كل منافذهم على (رئيس تيار "المرده") سليمان فرنجيه، فيما الشيعة كلّهم سدّوا كل منافذهم على أي مرشّح آخر غيره. هذا الاختلال يجعل الأمر صعباً جداً، إلا إذا حصل أي ضغط خارجي لا يمكن إلا الرّضوخ له. فقد شهدنا ضغوطاً خارجية في الماضي لانتخاب النائب الراحل مخايل الضاهر، ولكن بعض التوافقات الداخلية المسيحية عطّلتها آنذاك. وها هي فرنسا تضع كل ثقلها حالياً، فيما حركة واحدة من (رئيس "التيار الوطني" النائب) جبران باسيل باتّجاه "القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية"، أحدثت مشهداً مختلفاً على المستوى الرئاسي. وهو ما يعني أن تأثير العوامل الداخلية لا يزال موجوداً وقوياً".

 

مساومة

وشدّد درباس على أن "الواقع يحتّم على كل الأطراف السياسية أن تُعيد النّظر، وأن تنظر الى أن ميزان القوى لا يسمح بغَلَبَة فريق على آخر، وهو ما سيجعلها مُضطَّرَة للذهاب الى مساومة. ولكن خطاباتها ليست خطابات مساومة حتى الآن، بل خطابات غَلَبة فريق على آخر، وخطابات صَلَف وعجرفة".

وتابع:"للبنان مكانة محفوظة في التسويات العربية - الإيرانية - السورية. ولكن قيمة تلك المكانة تخفّ بحكم الواقع السياسي الموجود في البلد. فمكانته تنبع من واقع أنه يحوي آلاف اللاجئين الفلسطينيين، وأكثر من مليون نازح سوري. بالإضافة الى وجود مسيحي يكاد يكون أقوى ما تبقّى من حضور مسيحي في منطقة الشرق الأوسط".

وختم:"هذه الظروف كلّها تجعل من لبنان حاضراً في كل الملفات. ولكن المشكلة هي أن بيدنا نحن إمكانية إحداث التغيير، وإضفاء الحيوية اللازمة على الملف اللبناني، وتغذيته، بما يُفسح المجال لأخذنا في الاعتبار مجدّداً، دولياً وعربياً. هذا طبعاً الى جانب أن العقدة الإيرانية في المنطقة لا تزال من دون حلّ تامّ، وحلّها سينعكس علينا، ويُعيد المياه الى مجاريها".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار