أوساط الحزب تتّهم "شريكها" بقبول الإغراء الأميركي | أخبار اليوم

أوساط الحزب تتّهم "شريكها" بقبول الإغراء الأميركي

| الثلاثاء 06 يونيو 2023

رواية عن الحوارات الأخيرة بين باسيل و"حزب الله"

أوساط الحزب تتّهم "شريكها" بقبول الإغراء الأميركي


 "النهار"- ابراهيم بيرم

بأسرع ممّا كان يتوقعه البعض، يرى من هم في دائرة القرار في الثنائي الشيعي أن ركني هذا الثنائي نجحا في الساعات القليلة الماضية في "احتواء" اندفاعة المعارضين في خيارهم الرئاسي من خلال ثلاث خطوات ومواقف بادر إليها:

– تصوير مرشح المعارضة المسيحية للرئاسة الأولى الوزير السابق جهاد أزعور في دائرة أنه "مرشح تحدٍّ" بعدما وصفه استهلالاً وعلى لسان العديد من رموزه بأنه مرشح مناورة لقطع الطريق على مرشحه المعلن منذ زمن.

– سرعان ما أطلق عليه "حرم التعامل" عندما أعلن جهاراً أنه "لن يمرّ" في مجلس النواب.

– وقرن ذلك برفض فتح أيّ كوة ضوء للمناورة والمساومة على مرشحه المعلوم سليمان فرنجية من شأنه أن يوحي بإمكان تخليه عنه في لحظة معيّنة.

وقد تجلى ذلك أكثر ما يكون في البيان المقتضب الذي وزّعه إعلام الحزب عن مضمون اللقاء الذي تم مساء السبت بين السيد حسن نصرالله وموفد سيد بكركي إليه المطران عبد الساتر وفحواه أن نصرالله أبلغ الموفد بأن الحزب متمسّك بمرشحه المعلوم مع مضيّه قدماً في الانفتاح على أي حوار أو عملية تفاوض ترمي الى معالجة أزمة الاستعصاء الرئاسي.

وبصرف النظر عن نتائج هذا اللقاء فالواضح أن الحزب استفاد منه عندما أدرجه في خانة خفض منسوب التوتر الماروني – الشيعي الذي حضر واحتدم بعد رد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على كلام أدلى به البطريرك الراعي غداة سفره الى باريس، فيما نزل سيد بكركي عند تمنيات باريس المشفوعة بمباركة الفاتيكان بفتح أبواب الحوار مع الفئات اللبنانية بما فيها " حزب الله" حيال الملف الرئاسي.

ثلاث خطوات تعمّد الحزب أن يطلقها في يوم واحد أول من أمس وهي بمجموعها عبارة عن رسالة تنطوي على مقصد موحّد جوهره الآتي وفق مصادره:

– "أننا وطّنا أنفسنا لاستيعاب "الهجمة الجديدة" التي تقاطعت على صنعها جهات عدة وحسابات مختلفة ونحن على يقين من أن نهايتها ستكون على غرار نهاية الهجمة الأولى البكر التي تجلت بترشيح النائب ميشال معوّض للرئاسة الأولى قبل نحو سبعة شهور.

– لسنا في وارد فتح أيّ نافذة أو كوة تستشعرون معها أن علائم الضعف بدأت تظهر على أدائنا وأننا أوشكنا على الانصياع أو التراخي توطئة لساعة التراجع.

– خلافاً لكل ما يشاع نحن لم نؤخذ على حين غرة إذ ما زلنا نملك زمام المبادرة ليقيننا بأن المعادلات والأرقام الطارئة والقديمة في مجلس النواب لا تبيح لكم فرض المرشح الذي تقدمونه على أساس أنه ليس مرشح تحدٍّ أو استفزاز لأننا نعرفه وقد أتى إلينا مرات عدة بثوب التوافق واستطراداً نعي تماماً من زجّ باسمه في السباق الرئاسي".

وفي موازاة تلك المعطيات ثمة مصادر على صلة وثقى بالجهات المعنية بالأمر في "حزب الله" تتحدث صراحة عن أن الحزب أطلق خلال الشهرين الماضيين حركة اتصالات ولقاءات مكثفة، مباشرة وبالواسطة مع رئيس "التيار الوطني الحر" #جبران باسيل كانت بمثابة المحاولات الفيصل لإيجاد قاعدة تفاهم لملاقاة الاستحقاق الرئاسي بدت إيجابية وواعدة في بدايتها ثم أخذت مساراً معاكساً أخيراً. ولفتت تلك المصادر الى أن من بين محطات هذه الحوار المكثف أكثر من لقاء مباشر بين باسيل والمكلف من قيادة الحزب بالتواصل معه وفيق صفا فضلاً عن حوار بالواسطة من خلال نائب رئيس مجلس النواب الياس أبو صعب مضافاً إليه لقاء (الى مائدة) في البترون تمّ بين الوزير السابق وئام وهاب بمباركة من الحزب وبحضور النائب السابق إميل رحمة. ووفق المصادر نفسها فقد طرحت في كل هذه المحطات كل النقاط الخلافية وكل الهواجس واستطراداً كل الطموحات والرغائب المعلنة والمضمرة خصوصاً من جانب رئيس التيار البرتقالي.

وحسب المصادر نفسها فقد بادر أبو صعب الى صياغة مكتوبة عبّرت عن نفسها بـ"النقاط الست" التي تبدأ بحاكمية مصرف لبنان وبقائد الجيش والتعيينات في المراكز الإدارية العليا (الحصة المسيحية) وتنتهي بالسعي الجدّي لوضع قانون انتخاب جديد مروراً بطبيعة الحال ببند اللامركزية الإدارية الموسعة وقيادة الجيش الى مسألة تنقية علاقات لبنان العربية والدولية على نحو يعيده الى حضنه العربي ويزيل نهائياً جدار المخاوف من تغربه.

وفي المراحل الأولى من مسار هذا التفاوض المفتوح استشعر الحزب لبعض الوقت أن باسيل يقترب أكثر من مساحة التفاهم التي يريدها الحزب في مقابل سلة تفاهمات تحقق لباسيل جملة مكاسب آنية ومستقبلية وتعزز حضوره السياسي خصوصاً في ساحته فضلاً عن أنها تحفظ له علاقة واعدة بالحزب.

لكن الحزب نفسه ما لبث أن استشعر استجداد عوامل تكبح اندفاعة باسيل الواعدة تلك من جهة وتجعله يعيد النظر في المسار الذي كان قد سلك شوطاً متقدّماً فيه.

وبمعنى أوضح، تتحدث تلك المصادر عن إغواء أميركي لباسيل يفضي في خاتمته الى سحب اسمه من لائحة المعاقبين على الأقل سياسياً وباقتحام قطري للمشهد الرئاسي عبر الترويج لقائد الجيش العماد جوزف عون مقروناً بحديث عن لائحة تكاليف المعركة.

واستطراداً تقاطعت الرغبة الأميركية في عدم إعطاء مكسب مضمون للحزب وحلفائه في الساحة اللبنانية من خلال تسهيل انتخاب المرشح الذي يدعمه مع الرغبة القطرية في سدّ السبل أمام كل المرشحين المحتملين ما عدا العماد عون، مع سعي باسيل لسحب اسمه من اللائحة الاميركية السوداء لتنتج مشهد ترشيح أزعور غير المضمون وصوله.

وتعرب تلك المصادر عن اعتقادها بأن باسيل غير مقتنع ضمناً بخيار أزعور ولكنه يراهن على الوقت الذي يؤمن له خروجاً آمناً من اللائحة ليتاح له بعدها ترشيح نفسه. وبناءً على ذلك فإن الدوائر المعنية في الحزب صارت أخيراً تقيم على اقتناع فحواه أن باسيل صار يطير في فضاء حسابات سياسية تقطع تماماً مع كل حسابات الحزب الرئاسية.

هل هذا يعني أن صفحة تفاهم مار مخايل المهتزة منذ زمن قد آن أوان طيّها نهائياً؟

لذلك حساب آخر ورؤية مختلفة وشرح يطول لكن الثابت عند الحزب هو الآتي: "اننا بتنا على اقتناع راسخ بأن باسيل وجد ضالّته فخاطر في المواجهة معنا رئاسياً. وعذرنا في كل ذلك أننا بذلنا ما في وسعنا من جهود لنعثر على قواسم مشتركة نلاقي بها الاستحقاق الرئاسي على قاعدة من التفاهمات".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار