"حزب الله" لتكرار معركة إيصال عون مهما طال الفراغ! | أخبار اليوم

"حزب الله" لتكرار معركة إيصال عون مهما طال الفراغ!

| الثلاثاء 06 يونيو 2023

البلاد أمام توازن سلبي ومن دون أن تنتهي تماماً حظوظ فرنجية

"النهار"- عباس صباغ

ماذا بعد الفيتو الذي وضعه "حزب الله" على المرشح جهاد أزعور، وكيف ستترجم حارة حريك معادلة "لن يمرّ"، وما فترة الانتظار لتصل جلسة الانتخاب الى سنّ الرشد؟

لم يكن الموقف الذي أعلنه "حزب الله" على لسان النائب حسن فضل الله بشأن الاستحقاق الرئاسي وليد اللحظة، فالحزب كان على اقتناع بأن خصومه سيبدلون في استراتيجية المواجهة التي كان عنوانها المرشح النائب ميشال معوض. وآخر ما كان يتوقعه "حزب الله" أن ينبري حليفه السابق في "تفاهم مار مخايل" النائب جبران باسيل لرفض المرشح الوزير السابق سليمان فرنجية لأنه "مرشح الممانعة، والفرض"، علماً بأن الحزب كان يقيم على اقتناع بأن حليفه لن يوغل في الارتماء في أحضان الخصوم المعلنين والمضمرين للحزب وذلك لاعتبارات كثيرة.

لكن باسيل الذي بنى حركته السياسية على مناهضة "المنظومة السابقة والمتورّطين بالفساد" تحوّل الى رأس حربة في معركة إسقاط فرنجية حتى لو كلفه ذلك تضعضع تكتله النيابي، عدا عن الجهر باختلافه الحاد مع "حزب الله".

لكن البعض يرى أن باسيل ترك الباب شبه مفتوح عندما رفض الفرض المتبادل وأن لا يكون الرئيس على حساب فريق لبناني، واستشهد بما قاله رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين، علماً بأن الأخير رفع سقف الخطاب على الرغم من وضوح الموقف الرسمي على لسان النائب حسن فضل الله ومفاده أن أزعور لن يمرّ، وذهب الى رفع معادلة مفادها "لن نسمح للولايات المتحدة بأن تهزمنا في لبنان، ونحن الذين هزمناها" وبالتالي توجيه الرسالة لمن يدعم أزعور وقطع الطريق على السيناريوهات المنتظرة في حال فوز وزير المال السابق بالرئاسة، ولاحقاً اختيار رئيسة للحكومة خبرت العمل الحكومي بدءاً من وزارة المال، وليكتمل مشهد الخصومة لـ"حزب الله" من خلال الرئيس فؤاد السنيورة.

ذلك السيناريو وإن كان تنفيذه يحتاج الى الكثير الصعب، سيتعاطى معه "حزب الله" وكذلك حليفته حركة "أمل" وكأنه في طريقه للولادة، ولذلك سترتفع حدة الخطاب أكثر في الفترة المقبلة مع اقتناع شبه تام بأن سيناريو جلسة الـ14 من حزيران الحالي لن يختلف عن سابقاتها ولن يخرج برئيس، وأن الأمور باتت أكثر تعقيداً بعد الخطوة التي أقدم عليها خصوم الحزب الدائمون ومعهم حليف سابق لحارة حريك. كل ذلك يضع التوصيف بأن الطعنة مكتملة أقرب للواقع من أي توصيف آخر.

وبعدما تكشّفت معظم الأوراق الرئاسية، وبعد دفن آخر محاولة للترميم بين الحلفاء بوساطة من شخصية غير حزبية ولكنها على تماس يومي مع أكثر من طرف وازن، فإن الجديد ليس فقط في ترشيح أزعور بل في مواجهة وإدارة الفراغ في سدة الرئاسة، الذي حتماً سيطول ما لم تتغيّر الوقائع الداخلية والمواقف الخارجية. فالمرحلة المقبلة، بعد عدم قبول الضاحية بفتح بازار بشأن مطالب حليفها السابق التي فيها ما لا يمكن تنفيذه بعد إرسالها مع الوسيط الآنف الذكر، فإن مواجهات على جبهات عدة ستُفتح ومنها ما يتصل بعمل الحكومة وتنشيط دورها بعد التحلل من مراعاة ميرنا الشالوحي.

أما عمل مجلس النواب فإنه سيكون محط كباش بشأن تشريع الضرورة ولا سيما أن جلساته الانتخابية ستطول ولن تكون بالوتيرة التي كانت عليها قبل كانون الثاني الفائت، وربما ستكون مشابهة للجلسات الـ45 التي سبقت انتخاب العماد #ميشال عون بين عامي 2014 و2016.

الى ذلك فإن تحديد موعد الجلسة بعد أكثر من أسبوع هو بمثابة الفرصة الأخيرة للمساعي التي تختصر بالبطريركية المارونية من خلال جولات موفدها المطران بولس عبد الساتر على المرجعيات والقوى السياسية، وفي انتظار لقاء الأخير مع رئيس مجلس النواب فإن المعلومات القليلة التي تسرّبت عن لقائه مع السيد حسن نصرالله السبت الفائت تؤكد أن النقاش كان صريحاً وأن الأجواء كانت مريحة ولم يسمع "حزب الله" تمسكاً بمرشح بعينه وأن الهم الأول عند بكركي هو إنهاء الفراغ وعدم الاستمرار في تغييب الموقع المسيحي الأول في الجمهورية اللبنانية. بيد أن هناك من ذهب أبعد من ذلك عندما نقل أن الصرح البطريركي لا يتبنّى المرشح أزعور ولا غيره ويستشهد بالكلام الهادئ والمحايد لغبطته في عظة الأحد الفائت ورفضه صيغة "غالب ومغلوب"، ما يناقض كل ما تلى زيارة البطريرك الراعي لباريس والفاتيكان وأن بكركي حملت اسماً متفقاً عليه من الكتل المسيحية الوازنة.

في المحصّلة، باتت البلاد أمام توازن سلبي إذا استمرّت الأمور على حالها ومن دون أن تنتهي تماماً حظوظ فرنجية، ولكن المخرج يحتاج إلى حوار ما دام كل "ثنائي" على موقفه وأن نتائج الجلسة الـ12 ستكون كسابقاتها مع تبدّل في الأرقام وحفاظ الورقة البيضاء على حضورها في صندوق الاقتراع كمنافس لأزعور ما دام فرنجية لم يعلن ترشحه بعد، كما هي حال وزير المال السابق.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار