زعامات أبدية تحت ستار جمهوريات... لهذا السبب لا تتقدّم دولنا بالديموقراطية... | أخبار اليوم

زعامات أبدية تحت ستار جمهوريات... لهذا السبب لا تتقدّم دولنا بالديموقراطية...

انطون الفتى | الأربعاء 07 يونيو 2023

مصدر: شعوبنا متعلّقة بمنطق الزعيم الأبدي ولا تحبّ العمل المنظّم ولا سلطة القانون

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

 

متى تصبح الدولة اللبنانية دولة حقيقية، بمعايير تحترم طبيعة السلطات ليس فقط على مستوى الصلاحيات المحفوظة لكلّ مسؤول، والمطلوبة منه بموجب القانون، بل على صعيد عَدَم ممارسة دور القائد أو الزعيم "الأبدي"، بعد الخروج من الحُكم؟

ففي الدول الحقيقية، أي تلك التي هي دول قانون ومؤسّسات بالفعل، يطبّق المسؤول والحاكم صلاحياته ويقوم بعمله، الى أن يحين موعد رحيله من السلطة، إما بخسارته الانتخابات، أو بعَدَم الترشّح.

 

ممالك أبدية

ففي تلك الحالة، يخرج من الإدارة، ويمتنع عن التصريح والتصرّف كرئيس، أو وزير، أو نائب، أو حتى كمسؤول سابق، ويُصبح مثل أي مواطن في الدولة، انتهى من وظيفة كان يقوم بها.

وأقصى المُمكن له في تلك الحالة، هو العودة الى عمله في القطاع الخاص، وربما القيام ببعض الزيارات الداخلية والخارجية الخاصّة، كصديق شخصي لمسؤولين أجانب، أو تلبية دعواتهم لحفلات ومناسبات خاصّة، أو المشاركة في مؤتمرات وندوات باسمه الشخصي، وبما لا يُلزِم دولته بأي تحرّك يقوم به أو بأي كلام يصدر عنه، وذلك تحت طائلة التعرّض للمحاكمة في ما لو تصرّف وكأنه مسؤول في الإدارة الرسمية الحاليّة.

فهل هذا صعب جدّاً في بلداننا، حيث الزعامات الأبدية تحت ستار جمهوريات؟

 

 

ولايات

شدّد مصدر سياسي على أن "التعامل مع عدد من بلدان الشرق الأوسط، ولبنان من ضمنها، وكأنها دولة بالفعل، هو خطأ كبير. والسبب في ذلك لا يعود الى الفساد المستشري فيها فقط، بل الى ذهنية شعوبها التي تنظر الى الحاكم كزعيم أبدي يعرف كل شيء".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "أننا نعيش في مجموعة من الولايات اللبنانية، وحتى على مستوى المنطقة، حيث لكلّ واحدة منها جماعة تدير شؤونها. فتكون النتيجة أن والي جماعة كذا، زار والي جماعة كذا. والنّقاشات تتمحور في تلك الحالة، حول الحلف المُمكن تشكيله بينهما، حفظاً لزعامتهما، أو بحثاً عن الوحدة ضدّ أعداء آخرين، هم وُلاة يحكمون ولايات أخرى، وجماعات أخرى".

 

شعوبنا...

وأكد المصدر أن "أي مسؤول لبناني حالي أو سابق، قادر على أن يناقش قضايا حسّاسة مع مسؤول في الخارج، بإسم الدولة اللبنانية، وبطريقة ناجحة، طالما أن كل المسؤولين اللبنانيين لا ينجحون بفعل شيء حتى خلال سنوات حكمهم وسلطتهم؟ وبالتالي، هؤلاء ليسوا سوى وُلاة يحكمون جماعاتهم".

وختم:"هذا الوضع موجود أيضاً في عدد من دول المنطقة. فسوريا مثلاً، التي تستقبل وتتحرّك بمصالحة عربية ومن دونها، هي بلد يوحي دائماً بأنه لا يزال محور الحركة الإقليمية كما في الماضي، سواء لحلّ المشاكل في لبنان، أو في ملف الإرهاب الإقليمي. ولكن حركتها من دون مردود فعلي، لكونها ولاية من تلك الولايات التي لم تنجح في أن تكون دولة ديموقراطية، ودولة مؤسّسات. والسبب الرئيسي في ما نحن فيه على هذا المستوى، والذي سيستمرّ على تلك الحالة، هو أن النّسيج الشعبي يريد ذلك. فشعوبنا متعلّقة بمنطق الزعيم الأبدي، والإقطاع، ولا تحبّ العمل المنظّم، ولا سلطة القانون".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار