الثنائي الشيعي مدرك للتسوية ويخشى الاصلاح | أخبار اليوم

الثنائي الشيعي مدرك للتسوية ويخشى الاصلاح

رانيا شخطورة | الإثنين 12 يونيو 2023

باريس التزمت بمقاربة الفاتيكان للحفاظ على الرئيس المسيحي في الشرق

رانيا شخطورة - "أخبار اليوم" 

"فرنسا تعرف لبنان وتُحاول إيجاد حلّ يشبهه والمبادرة الفرنسيّة مبادرة براغماتية" و "لم أفرض نفسي على أحد ولا مشكلة لدينا من الإتفاق على مرشح وطني وجامع"، انهما عبارتان من الخطاب الذي ادلى به المرشح الرئاسي سليمان فرنجية في كلمة له في ذكرى مجزرة اهدن، وتوقف عندهما مرجع نيابي مواكب لمسار الاستحقاق، قائلا: فرنجية الذي اعلن ترشحه وضع فرضية الانسحاب ايضا، ويفهم منه ايضا ان فرنسا لم تعد متشددة كما كانت سابقا، حين تم طرح مبادرة "فرنجية لرئاسة الجمهورية والسفير نواف سلام لرئاسة الحكومة.

واضاف المرجع، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان فرنسا -كدولة عظمى- لا تبدل موقفها بين ليلة وضحاها، ولكن انخفاض نسبة التشدد يعني الاتجاه نحو مرحلة جديدة، وسيبدأ المسار رويدا رويدا، من خلال ترطيب الاجواء مع معظم الافرقاء اللبنانيين، والخطوة الاولى كانت بتعيين موفد للرئيس ايمانويل ماكرون المعروفة خلفياته، الوزير السابق جان ايف لودريان الذي سيزور لبنان قريبا.

ورأى المرجع ان ليس لدى باريس علاقات واضحة مع حزب الله، انما لديها مصالح مع ايران، وقد يكون الحزب جزء منها، قائلا: لكن باريس ادركت انه لا يمكن الاستمرار في نفس المنحى لا سيما بعد الدخول السعودي والاميركي على خط الاستحقاق الرئاسي ما ادى الى انكفاء روسي وبالتالي سوري.

وفي النتيجة، قال المرجع: الموقف الفرنسي اصبح على النحو الآتي: "باريس لا تفاوض ولا تتدخل بل رأت ان هناك امكانية للوصول الى حل من خلال بعض الاشخاص وتبين لاحقا انه لا يوجد توافق حول هذا الطرح. وبالتالي ستعيد الملف الى الشأن الداخلي اللبناني، على ان تبقى سندا ومساعدا لتقريب وجهات النظر.

واعتبر ان التبديل الواضح في السياسة الفرنسية كان بعد زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى الاليزيه بعد محطته في الفاتيكان حيث حصل توافق على المعطيات التي سيدلي بها امام الجانب الفرنسي، وتشدد مقاربة الفاتيكان على انه صحيح ان الاستحقاق الرئاسي ليس وظيفة مسيحية او مارونية حصرا بل هو شأن لبناني، لكن في نهاية المطاف هذا موقع مسيحي الوحيد وسط 23 رئيس او زعيم دولة مسلم في الشرق، كما ان هذا الحرص هو من مسلمات الدول العربية الاسلامية وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، كونه يطمئن مسيحيي لبنان ومسيحيي الشرق ايضا.

وردا على سؤال، اكد المرجع ان البطريرك الراعي، في لقائه مع ماكرون لم يكن فقط متشددا بل ايضا جازما وواضحا في وضع النقاط على الحروف انطلاقا من المعطيات التي لمسها في الفاتيكان، لا سيما بضرورة ان يكون صوت المسيحيين مسموعا ومعمولا به.

وردا على سؤال حول الاتهامات التي يوجهها حزب الله الى خصوم مرشحه الرئاسي، اعتبر المرجع ان الهدف من ذلك تحصين موقعه والحصول على مكتسبات خلال السنوات الست المقبلة، بمعنى آخر هو لا يريد رئيسا يزعجه، وهذه هي الضمانة الاساسية التي يسعى اليها، واذا وصل الامر الى وضع الدستور على بساط التعديل فانه سيطالب بحصة للطائفة الشيعية.

وهنا اعتبر المرجع انه في حال انتخب الوزير السابق جهاد ازعور، او اي شخصية اخرى "سيادية" تحظى بالدعم الغربي الخليجي، فانه سيطلق ورشة اصلاح واسعة بمعنى ان ست سنوات العهد ستخصص لترميم البنيان اللبناني بعد الانهيارات المتتالية والمتراكمة.

هل سيعطى الرئيس وفريق عمله العدة اللازمة للنجاح في هذه المهة الاصلاحية؟ اجاب المرجع: انها جزء من التسوية، ولكن الاصلاح نفسه يشكل هاجسا بالنسبة الى الثنائي الشيعي، فانه اذا اعتبرنا ان مصير السلاح وضعه في المخازن وان لم يعلن الامر لا سيما بعد توقيع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، ووجود مصالح مشتركة لجميع الاطراف المعنية باستخراج النفط، فان الثنائي يعاني من مشكلة اساسية في البيئة الحاضنة والمؤسسات الرديفة التي مُوِّلت من خارج القانون وبتجاوزه الى جانب العدد الكبير من التوظيف دون الحضور الى العمل...


انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار