الغالبية لأزعور: استعادة التوازن في الأزمة المفتوحة | أخبار اليوم

الغالبية لأزعور: استعادة التوازن في الأزمة المفتوحة

| الخميس 15 يونيو 2023

اجتماع في الصيفي قيم نتائج التصويت: على الفريق الاخر التخلي عن أسلوب الفرض

 "النهار"

لم يكن التطيير المتوقع وغير المفاجئ من نواب "الممانعة" والنواب الداعمين لرئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، النصاب في الدورة الثانية للجلسة الثانية عشرة، الدلالة المنتظرة على ردة فعلهم بإزاء تقدم مرشح المعارضة و"التيار الوطني الحر" والحزب التقدمي الاشتراكي جهاد ازعور وحصده الغالبية بـ 59 صوتا في مقابل 51 لفرنجية، بل ان كل الدلالة تمثلت في "سيناريو" مفتعل لم يقنع تبريره أحدا باخفاء صوت "ضائع" كان يمكن ان يكمل العدد الـ 60 لمصلحة ازعور.

واذا كان افضل المواقف التي اطلقت في مواجهة إدارة الجلسة البارحة للنائبة ستريدا جعجع الذي ذهبت الى الطعن في دستورية الجلسة ، فانه على رغم تطابق نتائجها مع التوقعات التي سبقتها بخلاف فارق محدود رفع "سكور" فرنجية بضعة أصوات وحال دون اقتراب ازعور من نصف عدد النواب، بدا من غير الممكن للفريق الداعم لفرنجية التنكر لحقيقة ان جهاد ازعور بات يقيم على رصيد الغالبية التي محضته 59 صوتا فيما توزعت أصوات متفرقة أخرى لتكمل ما مجموعه 77 صوتا مناهضا لمعادلة "مرشحنا او الفراغ ".

ذلك ان أحدا لم تساوره الأوهام بان الجلسة الثانية عشرة كانت ستخرق جدار الانسداد الدستوري الذي يتمثل بالحؤول دون انعقاد أي دورة ثانية لاي جلسة انتخابية ما دام الفريق الداعم لفرنجية لن يتراجع عن النمط الانتخابي الذي يمارسه منذ بداية الازمة الرئاسية. ولكن التصويت الاكثري لازعور وتحول الأخير المرشح المحسوم انتخابه رئيسا لو تنعقد الدورة الثانية، احدث تطورا لا يمكن تجاهله وهو ان معادلة توازن نيابي وسياسي جديد ارتسمت امس في مجلس النواب وفي الواقع السياسي الانتخابي داخليا وخارجيا أيا تكن محاولات تضخيم وتكبير تحصين واقع فرنجية ببضعة أصوات إضافية حالت دون "فارق قاتل" يسجله ازعور.

هذا التوازن أعاد دفع الفريق الممانع الى نهج استعجال تطيير النصاب ثم محاولة التلاعب "نفسيا ومعنويا" ببعض الجوانب التي منعت معها إدارة رئيس مجلس النواب نبيه بري للجلسة إعادة فرز بديهية للأوراق بعدما "ضاع" صوت ! وهذه الدلالات لن تحجبها مسارعة الثنائي الشيعي الى الدعوات "الحارة" الى الحوار وتجاهل الوقائع الجديدة التي افرزتها غالبية مؤيدة لانتخاب جهاد ازعور علما ان المناخ الداخلي العام يبدو بعد الجلسة مسمرا على انباء الاستعدادات الجارية لانطلاق الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في مهمته في بيروت، وخصوصا انه قد يصل الأسبوع المقبل معززا بجديد ما ستؤدي اليه المحادثات المهمة التي سيجريها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يقوم بزيارة لفرنسا وسيكون الملف اللبناني من بين الملفات التي ستبحث في محادثاته مع ماكرون .

وعلمت "النهار" ان اجتماعا عقد للنواة الأساسية للمعارضة فور انتهاء الجلسة في بيت الكتائب المركزي في الصيفي جرى خلاله تقويم الجلسة والأرقام التي حصل عليها المرشح جهاد ازعور. وابدى المجتمعون ارتياحهم للنتيجة التي حصلوا عليها رغم الضغوط التي مورست على عدد من النواب واكدوا الاستمرار في ما بدأوه. ولفت المجتمعون الى ان هناك محاولة لاظهار الفريق الفائز بانه خاسر رغم الفوز الواضح وبالأرقام مشددين على ان على الفريق الاخر التخلي عن أسلوب الفرض الذي لم يمر ولن يمر لا اليوم ولا غدا .

خيبات خارجية
وفي الاصداء الخارجية برزت خيبة امل بريطانية اذ عبّر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اللورد طارق أحمد عن "إحباطه لفشل مجلس النواب اللبناني مجددًا بانتخاب رئيس للجمهورية"، معتبرًا أنّ "عرقلة التصويت على اختيار رئيس جديد تؤخر حل الأزمة الاقتصادية في لبنان". وشدد الوزير البريطاني على أنّ "لبنان بحاجة ماسة إلى رئيس لتوحيد البلاد، وتقديم رؤية للإصلاح، ومحاربة الفساد، والدفاع عن سيادة القانون".

بدورها أعربت الخارجية الأميركية عن انزعاجها وقلقها لمغادرة نواب مبنى البرلمان اللبناني لافشال التصويت على انتخاب رئيس للجمهورية . وشددت على ان "زعماء لبنان ونخبته يجب ان يتوقفوا عن تقديم مصالحهم وطموحاتهم على مصالح الشعب وعلى القادة اللبنانيين وضع حد لحالة الشلل التي يعانيها بلدهم ومواصلة العمل لكسر الجمود السياسي ".

كما علقت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا على نتائج الجلسة فقالت "جلسة انتخاب رئاسية أخرى غير حاسمة. يحتاج قادة لبنان وأعضاء البرلمان إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان انتخاب رئيس للبلاد لصالح بلدهم وشعبهم. الفراغ المطول يقوض الممارسات الديمقراطية في لبنان ويزيد من تأخير الإصلاحات والحلول اللازمة التي طال انتظارها لاعادة البلاد إلى مسار التعافي".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار