لودريان في لبنان يستمع ويقترح.. وموقف بلاده و"اللقاء الخماسي" لم يتغيّر!! | أخبار اليوم

لودريان في لبنان يستمع ويقترح.. وموقف بلاده و"اللقاء الخماسي" لم يتغيّر!!

| الجمعة 16 يونيو 2023

تتمسّك فرنسا بضرورة التفاهم والتوافق الداخلي على سلّة متكاملة 


دوللي بشعلاني- "الديار"

تحوّلت زيارة وزير الخارجية الفرنسي السابق جان إيف لودريان، الذي عيّنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ أسبوع مبعوثاً خاصّاً للبنان خلفاً لبيار دوكان الذي أحيل الى التقاعد، الى موضع سجال حول موعدها أولاً، وما يمكن أن تحمله معها من جديد. وكان البعض يعوّل على مجيء لودريان عشية جلسة الانتخاب الـ 12 التي جرت يوم الأربعاء الفائت، علّه يتمكّن من إحداث خرق ما في جدار الأزمة الرئاسية، غير أنّ فرنسا فضّلت حصول هذه الزيارة بعد الجلسة الأخيرة، لكي لا تُعتبر تدخّلاً مباشراً من قبلها في الاستحقاق الرئاسي، ولكي تدرس نتائجها وتبني على الشيء مقتضاه. ولهذا تتجه الأنظار الى زيارة لودريان المرتقبة الى بيروت مطلع الأسبوع المقبل، والتي تأتي بعد جلسة الإنتخاب، كما بعد اللقاء الذي سيجمع الرئيس ماكرون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم الجمعة في فرنسا، ما يجعل لزيارته وقعاً أكبر.


مصادر سياسية مطّلعة تقول انّ زيارة لودريان الى لبنان، كانت مقرّرة منذ أنّ قام ماكرون بتعيينه الممثل الشخصي الجديد له، وهي لا تحمل أي مبادرة فرنسية أو "خماسية" جديدة، إنّما تهدف بالدرجة الأولى الى لقاء لودريان مع أكبر عدد ممكن من المكوّنات السياسية والاستماع الى كلّ منها، لا سيما بعد جلسة الأربعاء، وتحديد الأحجام بحسب عدد الأصوات التي حازها كلّ من المرشَحَين. ومن ثمّ الى تكرار ما تراه بلاده مناسباً، من ضمن الدول الخمس التي اجتمعت في باريس في 6 شباط الفائت، ولا تزال محادثاتها متواصلة.




وترى المصادر أنّ في جعبة لودريان رسائل عديدةة سيحملها الى الذين سيلتقيهم خلال زيارته المرتقبة:

1- إنّ باريس لا تؤيّد مرشّحاً معيّناً، رغم معادلة فرنجية- نوّاف سلام التي سبق وأن أطلقتها، وأنّ موقفها لم يتغيّر في هذا الإطار.

2- إنّ فرنسا ترغب بأن يتمّ التوافق على انتخاب رئيس جمهورية للبنان، لأنّ من شأن ذلك أن يجمع الجميع من حوله. على أنّ عليه قطع بعض التعهّدات أبرزها عدم استخدام "الثلث الضامن" أو "الثلث المعطّل" ضدّ رئيس الحكومة المقبل، لكي يتمكّنا معاً من إنقاذ البلاد من أزمته من خلال تطبيق الإصلاحات المطلوبة، التي هي الطريق الوحيد للخروج من المأزق الراهن.

 

3 – ترى فرنسا، لا سيما بعد نتائج جلسة الإنتخاب الأخيرة، أنّ العقبة الأساسية التي تحول دون انتخاب الرئيس، هي عدم وجود إجماع من قبل نوّاب البرلمان حول أي من المرشّحين، وإلّا لكانوا تمكّنوا من إنجاز عملية الانتخاب. ولهذا لا بدّ من العمل لتأمين الإجماع الكافي حول شخصية معيّنة لإيصالها الى قصر الرئاسة.


4 - تتمسّك فرنسا بضرورة التفاهم والتوافق الداخلي على سلّة متكاملة من رئيس الجمهورية الى الرئيس المكلّف وتشكيل الحكومة، لكي لا يُصار الى الإنتظار لمدة أشهر طويلة للتكليف والتأليف. فالرئيس بمفرده لا يمكنه أن يحلّ الأزمة، إنّما يحتاج الى رئيس حكومة يتفاهم معه، كما الى وزراء منتجين ومتجانسين، وإلّا فإنّ الوضع في لبنان سيبقى على حاله من الشلل والتعطيل.

وتعوّل الدوائر الرسمية في فرنسا على مهمّة لودريان، إذ طلب منه ماكرون إعداد تقرير عمّا آل اليه الوضع في لبنان، على أن يتضمّن مقترحات عمل مجدية. في حين تأمل المصادر نفسها، أن تتيح زيارته الى لبنان، والمحادثات التي يُجريها مع أطراف عدّة، التوصّل الى توافق في الآراء، ليس على شخص الرئيس المقبل للبلاد وحسب، إنّما على برنامج متكامل يشمل رئيس الحكومة والوزراء، وما يُمكن للشركاء في المنطقة من تقديم الدعم للبنان.

فبعد لقاء ماكرون- بن سلمان اليوم الذي سيُطرح فيه موضوع لبنان، وفق المصادر، فإنّ لودريان سينقل نتائج هذا اللقاء، وإمكان أن يتحدّث لاحقاً باسم الرئيس ماكرون مع دول الخليج ومع دول أخرى، تدخل ضمن مجموعة الدول المانحة، من أجل تقديم المساعدة للبنان ليتمكّن من الخروج من أزمته الإقتصادية والمالية الراهنة. وبما أنّ فرنسا هي المفوّضة من قبل اللقاء الخماسي بمساعدة لبنان على إيجاد الحلّ للأزمة الرئاسية، فقد يطرح لودريان بعض الحلول على الأطراف اللبنانية، في محاولة لمساعدتها على إيجاد "حلّ توافقي وفعّال" للأزمة التي تفاقمت، لا سيما بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب من العام 2020.


ولودريان بصفته الجديدة كممثل شخصي لماكرون سيتحاور مع كلّ من يمكنه المساهمة في حلّ الأزمة اللبنانية، على ما عقّبت المصادر، أكان في لبنان أو في الخارج، من أجل إنهاء هذه الأزمة المتفاقمة يوماً بعد يوم. علماً بأنّ الموقف الفرنسي لا يزال على حاله، سيما أنّ الخروج من الأزمة يتطلّب "أكثر من الاتفاق على اسم". في حين أنّ المرشّح الأفضل بالنسبة لفرنسا أو الدول الخمس، فهو الذي باستطاعته الالتزام بالإصلاحات التي تجري المطالبة بها منذ سنوات للوصول الى تعافي البلاد.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار