موفد الأليزيه بمهمة قاطعة: انتهى وقت التلاعب الخطر! | أخبار اليوم

موفد الأليزيه بمهمة قاطعة: انتهى وقت التلاعب الخطر!

| الإثنين 19 يونيو 2023

إحتواء الأزمة بين الرئيس والأمير.. 


"اللواء"

حضر لبنان في مباحثات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان بقوة من الباب الجيوبوليتكي وخارطة ترتيبات المصالح الكبرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ليس ضمن ما يمكن تسميته بسياسات المحاور التي تعصف بالعالم، بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحرب على أوكرانيا، أو الوقوع في الفخ الذي نصبه حلف الناتو لخصمه التاريخي الاتحاد الروسي، سواء أيام الاتحاد السوفياتي، وحلف وارسو او أيام روسيا القيصرية..

من أوكرانيا الى اليمن، وضمن رؤية بصرية بعيدة للهلال الصيني الآسيوي الذي يبزغ بقوة على ساحة الصراعات الكونية حول الطاقة والذكاء الصناعي، واستراتيجيات التحالفات القارية، او في حدود القارات المتنافسة على ادارة المصالح العظمى لدول النفوذ في هذه القارات، او عند تخومها وتقاطعاتها البرية والبحرية، امتدت المحادثات بين الرئيس والأمير، لتشمل دول الشرق الأدنى، سوريا والأردن والعراق ولبنان ودول الخليج العربي ضمن تقاطع مصالح واضحة بين أوروبا الغربية، حيث يلعب الرئيس الفرنسي ماكرون او يطمح لأن يلعب دوراً من أدوار السياسات الفرنسية في مناطق النفوذ التاريخي للامبراطورية الفرنسية التي تتقاسم مع الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس في مناطق العالم قاطبة خارج القارة الصناعية وزعيمة التقدم في العالم، قبل ظهور قطبي القوة في العالم: الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي كامتداد للامبراطورية الشيوعية الدولية.

من مشروع النهضة في المملكة العربية السعودية التي تطمح لدور اقليمي أكبر من باب المصالح والتنمية وتصفير المشكلات السياسية والعسكرية مع الأمير بن سلمان الى العراق الذي تسعى دول الخليج من السعودية الى قطر وسائر دول مجلس التعاون الى دعمه من زاوية توفير التمويل للخدمات والنهوض والانخراط ضمن مشروع الإحياء العربي للدول التي كانت تشهد نزاعات وما تزال، كالعراق وسوريا ولبنان.
من زاوية علاقات آخذة في النمو والثبات، واصلت قمة الاليزيه بين ماكرون وبن سلمان تثبيت ما تحقق ودفعه الى الأمام، ضمن انفتاح سعودي شرقاً وغرباً.
ومن زاوية الحضور التاريخي لفرنسيا في سوريا ولبنان، من ضمن دول الانتداب، حضر الوضع في لبنان، وفقاً للترتيبات الجارية لوضع البلد على خارطة طريق الخروج من المأزق، الذي يتحول الى ازمة خطيرة على الأبعاد كافة..
استمع ماكرون وبن سلمان الى المنسق الفرنسي باتريك دوريل الى تطور الاتصالات من أجل ايجاد صيغة مقبولة لتسوية تمكِّن الاطراف اللبنانية من التلاقي حولها، لإنهاء الشغور في الرئاسة الأولى..
واستعرض المسؤول الفرنسي العقبات التي تواجه مثل هذه المهمة، والمساعي والمباحثات التي بذلت على هذا الصعيد، بما في ذلك زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والمحادثات التي أجراها في الأليزيه، وقبل ذلك في الفاتيكان، والتي اعتبرت الحوار، وحده الطريق المؤدية الى معالجة الأزمة، التي من شأن تركها لقدرها أن تأخذ البلد الى ازمات خطيرة، من المتفق عليه ان تداعياتها لن تقف عند جغرافيا لبنان بل ربما تتعداه الى عواصم الحوار، ومن ثم التأثير سلباً على التفاهمات الحاصلة..
ليس من قبيل الإستنتاج العابر أن تتجه الرؤية الفرنسية - السعودية المشتركة الى ان الطبقة السياسية، الممسكة بزمام الأمور، باتت مستعصية على التجاوب مع أية مساعٍٍ تقود الى أية تسوية..
وبالتالي، فإن مسألة المعالجة، يتعين من ضرورة وجود قوى سياسية، شابة وبديلة على رأس السلطات في لبنان، سواء في الرئاسة الاولى، او الثانية وصولاً الى الرئاسة الثالثة أي مجلس الوزراء.. وهذا الوضع الجديد في المقاربات الدولية والاقليمية والعربية للمساعدة او لوضع تصور ينهي الفراغ في رئاسة الجمهورية اللبنانية..
ومهما حملت الأيام المقبلة من تفاهمات ستظهر على أرض الاتصالات التي يزمع وزير الخارجية الفرنسي السابق جان- إيف لودريان اجراءها مع رئيسي مجلس النواب والحكومة والبطريرك الراعي ورؤساء كتل وأحزاب معنية بالتعاون او التجاوب للخطو خطوة ثابتة باتجاه الخروج من المأزق المحكم، فإن الثابت ان السياسة المتفق عليها لكلٍّ من باريس والرياض هو عدم ترك لبنان لمصيره، ليس فقط والسير به باتجاه التعافي لحسابات المصلحة الوطنية اللبنانية، العليا او غير العليا، بل لمصلحة التعاون الاقليمي- الأوروبي والشراكة المتوسطية بين دول آسيا الأمامية وأورو الغربية..
ومن هذه الوجهة بالذات، يبدأ لودريان مهمته الأربعاء، ليبلغ المسؤولين اللبنانيين الذين سيلتقيهم ان فترة السماح انتهت، وأن ساعة إنهاء الفراغ الرئاسي حان وقتها، والمطلوب السير بتسوية لا تقتصر على انتخاب رئيس، بل الذهاب الى سلة متكاملة من التفاهمات، تشمل اعادة بناء السلطات والمواقع والمراكز المتعلقة بوضعية الدولة القادرة على ملاقاة دول المنطقة الى ادوار تتعلق بالتجارة البيئية، وحركة الترانزيت انطلاقاً من دور مرفأ بيروت ومطار بيروت، بعد السيطرة على المعابر غير الشرعية..
ثمة من يُبدي تفاؤلاً بمهمة لودريان، والبعض الآخر يخشى من المزايدات اللبنانية، على مذبح ادوار متلاطمة، مع اشتداد التباين الأميركي مع التوجه الفرنسي- السعودي الى خلفية النظرة غير الموحدة، لما بعد جلاء الصراع في اوكرانيا والدور الجيوبوليتيكي الجديد للصين!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار