انتخابات رئاسة الجمهورية والافق المسدود | أخبار اليوم

انتخابات رئاسة الجمهورية والافق المسدود

| الأربعاء 21 يونيو 2023


"الديار"

يشعر حزب الله بانه كان هنالك انقلاب سياسي عليه وقد احبط ذلك من خلال نتائج جلسة انتخاب الرئيس حيث حصل المرشح جهاد ازعور على 59 صوتا مقابل 51 صوتاً للمرشح سليمان فرنجية، وانه في حين كان اجماع المعارضة المسيحية على ازعور يتوقع ان يحصل فرنجية على 44 او 45 صوتا مقابل 65 او 70 صوتا لأزعور، حصل فرنجية على 51 صوتا وهي رسالة الى ان هذه النتيجة ليست نهائية ويمكن الوصول الى اكثر من 51 صوتا بسهولة في الدورة الثانية.

وينظر حزب الله الى الوزير جبران باسيل بأسف لإتخاذه موقفا بعدم الاستمرار في التحالف مع حزب الله والمقاومة من خلال اتفاق مار مخايل الذي وقعه سماحة السيد حسن نصرالله وفخامة الرئيس العماد ميشال عون.

وانه قبل ستة اشهر اجتمع باسيل مع السيد نصرالله، وقال السيد نصرالله للوزير باسيل انني حتى اللحظة لم اتكلم مع سليمان فرنجية واني اقترح عليك ان تؤيد فرنجية لرئاسة الجمهورية وانا اقدم لك ضمانات بالحفاظ على مكتسباتك السياسية ووجودك في الوزارات والدولة اللبنانية ووعدي لك صادق كما عملت طيلة حياتي من خلال مبادئ المقاومة ومبادئ الدين الالهي وكل واحد منا يقدس الله.

هنا اتى جواب باسيل بالرفض واستمر على موقفه، وان حزب الله بالنتيجة قرر ترشيح سليمان فرنجية لانه رجل قرار وان السيد نصرالله قال لجبران باسيل اننا لا نريد ان ننام ذات يوم ونستفيق على قرارات مثل التي اخذها فؤاد السنيورة وطعن المقاومة في ظهرها وحصلت حوادث 7 ايار لنوقف المؤامرة علينا واوقفناها ولم نكن مضطرين لذلك لولا غدر فؤاد السنيورة للمقاومة.

لكن الوزير جبران باسيل تابع في موقفه حتى وصل الى الذهاب والتقاطع مع المعارضة المسيحية وقرر التخلي عن المبدأ الاستراتيجي واختار بديلا عنه المبادئ التكتية وهي تبقى مسيرة مؤقتة ومسافتها قصيرة في حين ان المسيرة الاستراتيجية تبقى طويلة المدى لتعمل وفق الاستقرار والحفاظ على المبادىء.

كما ان حزب الله لا يفهم انضمام الوزير جنبلاط الى التكتل مع سمير جعجع وسامي الجميل.

وانه كان من المنتظر ان لا يقبل الوزير جنبلاط بالانقلاب على المقاومة التي تحافظ على لبنان وتردع اي عدوان اسرائيلي عليه واي عدوان اخر من التكفيريين الاسلاميين وغيرهم من هذه المكونات.

اما المعارضة المسيحية التي يقودها سمير جعجع قائد القوات اللبنانية وسامي الجميل رئيس حزب الكتائب فتقول ان موقع رئاسة الجمهورية يجب ان يكون للطوائف المسيحية الكلمة الاولى في اختيار الرئيس المسيحي لهذا المنصب. كما تفعل الطائفة الشيعية في اختيار نبيه بري رئيسا للمجلس النيابي، ولا تقبل بان يكون اي ترشيح ممكن لغيرها كما انها ستواصل هذا المنحى لامد طويل.
 

وفي ذات الوقت فان الطوائف السنية في الماضي كانت تختار رئيس الحكومة السني رغم ان نواب الطائفة السنية الان انقسموا الى 4 جهات منهم مع جهاد ازعور ومنهم مع سليمان فرنجية ومنهم مع التغييريين ومنهم مع المستقلين.

لكن رغم ذلك فان المفتي دريان استطاع اسقاط حسان دياب من رئاسة الحكومة حين قال لنواب سنة ان السراي الحكومي حيث مقر رئيس الوزراء هو مقر ينطلق من دار الافتاء في غياب الزعامة السنية حيث يعتبر ان الرئيس سعد الحريري هو في غياب قصري عن لبنان ومع احترامه لكل الشخصيات فان سد الفراغ للشهيد رفيق الحريري ولسعد الحريري لم يحصل حتى الان.

هذه الخريطة السياسية في الاندفاع وراء ترشيح جهاد ازعور لرئاسة الجمهورية في وجه سليمان فرنجية تقود اي مراقب سياسي متجرد للقول ان انتخابات رئاسة الجمهورية وصلت الى افق مسدود. ويسلم بذلك الثنائي الشيعي الوطني ويسلم بذلك ايضا رئيس تكتل المعارضة المسيحية المارونية رغم التأييد من الفريقين لجهاد ازعور ولسليمان فرنجية والاعلان انهما لن يتراجعا لكن في واقع الامر فانهما ينتظران مبادرة عربية دولية والارجح المبادرة الفرنسية السعودية.

واذا كان ماكرون قد فشل في مبادراته السابقة لعدم حصوله على الادوات التنفيذية له في لبنان فانه وجد في الامير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية القدرة التنفيذية في لبنان كي تكمل المبادرة الفرنسية.

لكن الرئيس الفرنسي قال بعد زيارة البطريرك الراعي انه لا يجب ان ينتصر اي فريق على آخر ولا يكون هناك غالب او مغلوب وان بن سلمان سينسق مع ماكرون عبر الفريق الديبلوماسي السعودي والفريق الامني الديبلوماسي الفرنسي للوصول الى حل لمشكلة الانتخابات الرئاسية في لبنان.


من هنا يمكن القول لاي مراقب سياسي ان الانتخابات الرئاسية اذا لم تنجح من خلال المبادرة الفرنسية العربية وتكون مقبولة من الجميع فان انتخابات رئاسة الجمهورية لن تحصل الان وسيكون الشغور الرئاسي لفترة طويلة.

اما اذا نجح المبعوث الفرنسي الذي جاء الى لبنان ويريد الاستماع الى قادة الرأي السياسي بالاضافة الى قائد الجيش العماد جوزاف عون والى البطريرك الماروني الراعي حيث ان بكركي اعلنت انها لا تفضل مرشحا على اخر انما البطريرك الراعي اشار الى ان هناك اجماعا مسيحيا على احد المرشحين وهو يقصد ترشيح جهاد ازعور وتكتل الوطني الحر مع حزب الكتائب وحزب القوات اللبنانية في وجه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وترشيح الثنائي الشيعي الوطني له بالاضافة الى حلفائهم، كما للكتائب والقوات اللبنانية حلفاء مثل الحزب الديموقراطي الاشتراكي الذي حصل على معظم النواب من الطائفة الدرزية وان النائب الدرزي مارك ضو والنائب فراس حمدان انضما الى المعارضة المسيحية الوطنية.

وطبعا لا يمكن استبعاد ان تكون الولايات المتحدة تدعم المرشح الذي يكون ضد حزب الله وفي ذلك جمعت التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب سوية اضافة الى ان جبران باسيل وسمير جعجع وسامي الجميل وبالتحديد باسيل وجعجع لا يمكن ان يقبلا بالوزير سليمان فرنجية. والوزير فرنجية الذي تصالح مع جعجع يعلم ذلك. وهو قال انه اذا حصل اجماع على رئيس جمهورية فانه ينسحب لكن في ظل النزاع الكبير لا بد من حوار وتفاهم وبكركي والمسيحيون لا يرفضون الحوار والتفاهم لكن كلا الطرفين اللذين يرشحان جهاد ازعور وسليمان فرنجية ينتظران من سيدعو الى الحوار، طرف خارجي اوروبي ام دولة عربية تدعو للحوار على اراضيها.


والان يجب انتظار مهمة المبعوث الفرنسي وليس هنالك في الافق جلسة انتخاب في البرلمان.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار