يسعى لخطوة غير تقليدية في جنوب أفريقيا فما هي الإشارات التي تلتقطها "رادارات" ماكرون؟... | أخبار اليوم

يسعى لخطوة غير تقليدية في جنوب أفريقيا فما هي الإشارات التي تلتقطها "رادارات" ماكرون؟...

انطون الفتى | الأربعاء 21 يونيو 2023

مصدر: حضوره قمة "بريكس" يُشبه التمايُز الفرنسي عن أميركا وبريطانيا في غزو العراق

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

في عزّ التصارُع الدولي، ومعارك "كَسْر العَظْم" بين القوى العالمية، أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غير مُرتبط بالتزام، وأنه مهتمّ بالمشاركة في قمة "بريكس" التي ستُعقَد بجنوب أفريقيا في آب القادم.

وأتى إعلان كولونا مثل من يحثّ جنوب أفريقيا على دعوة ماكرون للمشاركة في القمة، تحت ستار الرّغبة الفرنسية بمواصلة الحوار مع دول تلك المجموعة، وهي: البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا، التي كانت تكتّلت مع بعضها البعض على أساس أنها صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم.

 

مستقبل اليورو؟

فدول "بريكس" تساهم حالياً بـ 31.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهي مجموعة مُنافِسَة لدول "مجموعة السّبع" التي انخفضت حصّتها الى 30 في المئة، على هذا الصّعيد. وتتحضّر "بريكس" لمزيد من التوسّع، إذ عبّرت مجموعة من الدول كالأرجنتين، وتايلاند، والسنغال، والإمارات، وإندونيسيا، والجزائر، ومصر، والسعودية، عن رغبتها في الانضمام إليها.

قد يرغب ماكرون بدخول التاريخ، كأول رئيس غربي يحضر اجتماعات تلك المجموعة. فهل هو يشعر بقرب نهاية عصر القوة الغربية، والعالم الديموقراطي، فاندفع لـ "تعويم" نفسه في تكتّلات أخرى قبل غرق المركب؟ وهل سيتمكّن من الحفاظ على تحالفه مع الولايات المتحدة الأميركية، ومع دول أوروبية عدّة، في ما لو انتمى الى تلك المجموعة؟ أو هل سينجح بمدّ جسور التواصل بين الغرب عموماً، وأميركا خصوصاً، ودول تلك المجموعة؟ وهل سيشكّل مثالاً لدول أوروبيّة أخرى، كألمانيا مثلاً، في المستقبل، من زاوية المصالح؟ وماذا عن مستقبل اليورو، وليس فقط الدولار، لا سيّما أن بعض دول "بريكس" تحاول التخلّي عن الغرب في كل شيء؟

 

خصوصيّة

أوضح مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "فرنسا من أفضل الدول التي تُحسن ممارسة التجارة في سياستها الخارجية. والمثال الأبرز على ذلك، هو أن الدولة هناك تؤمّن الأسواق ومجالات العمل لشركة "توتال" مثلاً، فيما تلك الأخيرة تساهم في نسج وتطوير العلاقات الجيوسياسية لباريس، في معظم مناطق العالم".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "سواء حضر ماكرون قمة "بريكس" القادمة، أو لا، فإن هذا لن يؤثّر في شيء. ففرنسا تريد الحفاظ على وجودها في حلف "الناتو" كدولة فاعلة، وضمن المعسكر الغربي، والإتحاد الأوروبي. وهي في الوقت نفسه تعمل على توطيد علاقاتها بالأطراف العالمية الأخرى، ليس لأسباب اقتصادية فقط، بل بما يحفظ خصوصية معيّنة لها من ضمن الغرب".

 

 

حسابات غربيّة

وأشار المصدر الى أن "فرنسا تلعب بالوقت الضائع، في كل مرّة تكون فيها الولايات المتحدة الأميركية مُنشغلة بأزمات عالمية، كأزمة الحرب في أوكرانيا مثلاً، حالياً. فرغم أن أوروبا كلّها مُوحَّدَة ضدّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن ماكرون لا يزال يكلّمه. وفي أوقات الصّراع الغربي الحادّ مع الإيرانيّين، تُبقي باريس على خطوط مهمّة مفتوحة مع إيران. فرنسا تلعب هذه الأدوار تاريخياً، وتميّز نفسها عن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، لتقول إنها موجودة، وإن سياسة الغرب تنبع منها أيضاً، وليس من واشنطن ولندن فقط. وبالتالي، حضور ماكرون قمة "بريكس"، إذا حصل، سيكون شبيهاً بتمايُز الموقف الفرنسي عن الأميركي والبريطاني، في أوان غزو العراق عام 2003".

وختم:"فرنسا تسعى دائماً الى هذا التمايُز، والى المرونة في العلاقات مع الأطراف الدولية المختلفة. وهذه حسابات غربية - غربية، ترتبط بالعلاقات الغربية - الغربية، أكثر من أن تشكّل فارقاً كبيراً على مستوى الأحداث والتطوّرات العالمية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار