الشرق الأوسط... بين "تصفير المشاكل" وزيادة صفقات السلاح! | أخبار اليوم

الشرق الأوسط... بين "تصفير المشاكل" وزيادة صفقات السلاح!

انطون الفتى | الإثنين 26 يونيو 2023

عبد القادر: موازين قوى صالحة للاستقرار النفسي والمادي على الأرض

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

ألا يتناقض الحديث عن "تصفير المشاكل" في المنطقة، بحثاً عن الازدهار، والرّخاء، والنموّ، مع الاستمرار بالتسلُّح؟

وألا يتناقض مسار التسويات والمصالحات والزيارات... بين عدد من الدول، سواء على خلفيّة اتّفاق بكين أو غيره، مع زيادة التسلُّح، والسّعي لاقتناء أحدث الطائرات والقطع الحربية، والذخائر؟

 

الحماية؟

أعلن مسؤولون إسرائيليون منذ نحو أسبوعَيْن، عن أن الصادرات العسكرية الإسرائيلية بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق خلال العام الفائت، وأن ربع تلك المبيعات ذهبت لصالح دول عربية وقّعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل. فالتصدير العسكري الإسرائيلي سجّل قفزة نوعية الى تلك الدول.

فماذا عن زيادة التسلُّح وسياسات "صفر مشاكل"؟ ولماذا ارتفاع الإنفاق العسكري، في أوان زيادة الاتّفاقيات الاقتصادية والتعاون الاقتصادي بين دول "تصفير المشاكل"، وكل باقي القوى الإقليمية الأساسية وغير الأساسية في المنطقة؟ وهل يبقى السلاح أساسياً الى هذا الحدّ، لحماية المشاريع الاقتصادية والاستثمارية، في مدى بعيد؟

 

الديبلوماسية؟

أوضح العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر أن "التهديدات والمخاطر لا تقتصر على اتّجاه واحد في العادة. وحتى لو وُقِّعَت اتّفاقيات سلام وفق مسار "أبراهام"، إلا أن هذا لا يؤكد حتماً زوال أو تخفيف حدّة المشاكل الأمنية بشكل تامّ".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "سواء كان التهديد قريباً أو لا، فإن الدول بحاجة دائماً الى تحقيق موازين قوى تحفظ لها أمنها. وهذه الموازين لا بدّ لها من أن تقوم بجزء أساسي منها على ما هو أوسع من الديبلوماسية".

 

استقرار

وشرح عبد القادر:"الديبلوماسية هي عنصر أساسي. ولكن القدرات العسكرية تشكّل خطاً موازياً لذاك الديبلوماسي، الذي من الممكن أن تعتمده الدول لتحقيق سلامة أراضيها واستقرارها. ولذلك، لا بدّ من أن تتسلّح، ومن أن يكون لديها موازين قوى وفقاً لعقيدتها الاستراتيجية، ولرؤيتها للتهديدات. ويجب أن تكون تلك الموازين صالحة لتحقيق الاستقرار النفسي والمادي على الأرض".

وأضاف:"من هذا المُنطَلَق، لن توفّر سياسات تخفيف التوتّر، أو ما يُسمى بـ "صفر مشاكل" حالة من الاطمئنان والاستقرار الدائم، إذ قد تبقى تهديدات تقوم بها عناصر أخرى. هذا فضلاً عن أن الوضع في المنطقة متقلّب دائماً، بموازاة إمكانية الانزلاق الى مشاكل وضغوط تؤدي الى اندلاع نزاعات كما حدث في السودان مثلاً، مع ما لذلك من مخاطر قد تهدّد الدول المجاورة".

 

نوايا

وردّاً على سؤال حول فاعلية الاعتماد على التسلّح لحماية المشاريع الاقتصادية والاستثمارات، أجاب عبد القادر:"من أول الشروط التي ستطرحها السعودية من أجل تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، هي حصولها على وعد أميركي ببيعها طائرات "إف - 35".

وتابع:"هنا يُصبح الحديث السعودي مع الأميركيين، إذا كُنتم جديّين بالفعل بمساعدتنا على تحقيق أمننا، وعلى إبعاد كل المخاطر التي تهدّدنا، فستوفّرون لنا سُبُل الحصول على سلاح نوعي يعطينا سيطرة تكنولوجية مع دول أخرى في المنطقة. وهذه السيطرة يؤمّنها الجيل الخامس من الطائرات المقاتلة، مثل "إف - 35"، أو طائرات "إف - 22". فكل الدول تسعى الى خلق موازين قوى تُشعرها بالاطمئنان والاستقرار".

وختم:"رغم اتّفاق بكين والمصالحات، إلا أن الدول الخليجية بحاجة الى الاطمئنان لجهة التهديد الإيراني في منطقة الخليج. فمهما تحسّنت العلاقات في الظاهر، يبقى عامل النوايا في مدى بعيد، وهذا ما لا يمكن لأحد أن يبتّ بشأنه في شكل تام".


 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة