"جماعة القربان"... غلوّ في الدين واستغلال لمحبّي "أهل البيت"! | أخبار اليوم

"جماعة القربان"... غلوّ في الدين واستغلال لمحبّي "أهل البيت"!

فالنتينا سمعان | الخميس 06 يوليو 2023
"

بتاريخ 29 حزيران الماضي، في عيد الأضحى المبارك، عُثر على جثة على جانب الطريق في محلة حارة حريك، تبيّن أنها تعود للشاب علي عصام فرحات الذي حضر من كندا إلى لبنان مؤخرًا، والذي رمى نفسه عارياً من سطح المبنى، لتحاول زوجته بعد ساعات قليلة من انتحاره على الانتحار بالطريقة نفسها في حي السلم، لكنّها فشلت!

الحادثتان أثارتا تساؤلات عدّة، وفتحتا الأعين على جماعة تُسمّى "القربان"، وهي جماعة دينيّة غريبة ظهرت في العراق، في محافظة ذي قار، تطرح أفكارًا وطقوسًا غريبة منها الانتحار بموجب قرعة تجريها، ومن يقع عليه الاختيار تكون التّضحية من نصيبه، وذلك "لأن الروح بحاجة إلى التحرّر والتطهّر"، وتحرير الروح يكون بخروجها من الجسد، ومغادرة الدنيا، والتّضحية تكون بمناسبة دينيّة، و"كما وُلد الإنسان"، أي عرياناً بالكامل.

فما هو رأي الدين بهذه الجماعة؟

أكّد الشيخ ياسر عودة عبر وكالة "أخبار اليوم" أنّ ما تقوم عليه هذه الجماعة هو غلوّ بالدين و"خرافة" تعتمد على روايات كفيلة بأن تنشئ جماعات متعدّدة الأهواء، المشارب والطّقوس...

وتابع: "مشكلة المسلمين عمومًا هي ابتعادهم عن القرآن، إضافة إلى تعلّقهم بالروايات وتقديسها".

ونتيجة لذلك، لم يبدِ عودة استغرابه من هذه الظاهرة، فقد "نشأت عبر التاريخ الكثير من الجماعات المغالية بالدين"، إلّا أنّ ما استغربه هو أن "رجال الدين تركوا العمل بالقرآن لكلّ المسلمين وافسحوا المجال أمام الروايات، كما أنّ المرجعيّات الدينيّة الفاعلة ذات السّلطة الدينيّة على الأرض صامتة ومغيّبة، ما يساهم في نموّ هذه الجماعات في مجتمعات متعدّدة".

وأرجع عودة السّبب في ذلك، إلى عدم جرأة رجال الدين الدارسين وذوي الفكر خوفًا من المحاربة ولعدم تحمّل مسؤوليّة وعبء التهديد لهم ولعائلاتهم من جهة، فضلًا عن أنّ هناك رجال دين "جهلة"، لا يملكون العلم، بل صنعتهم الظّروف".

وعن إمكانيّة انتشار هذه الظاهرة في لبنان، اعتبر عودة أنّ مثل "هذه الظّواهر تبقى محدودة جدًّا لدينا، لأنّ تطرّفها خارج عن نطاق عاداتنا"، مشيرًا إلى أنّ "المغالاة في "أهل البيت" لدينا لا تصل إلى مستوى "الألوهية"، إنّما غلو في المكانة التي أعطاهم إيّاها الله، لذلك هي لا تندرج في المفهوم الصحيح للغلوّ، وبالتالي مثل هذه الظّواهر تبقى بعيدة عن مجتمعاتنا".

وختم قائلًا: "هذا النموذج من الجماعات يكون محبًّا كثيرًا لأهل البيت، وللإمام علي (عليه السلام)، ولكن أفراده ذوو جهل مفرط، يتمّ استغلال عاطفتهم ومحبّتهم، وتتمّ إدارتهم كما يريد المشغّلون".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار