استكشاف الرئاسة من خلال الحاكمية | أخبار اليوم

استكشاف الرئاسة من خلال الحاكمية

رانيا شخطورة | الجمعة 21 يوليو 2023

استكشاف الرئاسة من خلال الحاكمية

باريس لا تعارض العاصمتين الخليجيتين وواشنطن احاطت مبادرتها

 رانيا شخطورة - "أخباراليوم"

"اجتماع اللجنة الخماسية لا يحمل الكثير لكنه في الوقت عينه ليس كأن شيئا لم يكن"، هكذا علق مرجع سياسي واسع الاطلاع على لقاء الدوحة للدول المعنية بالازمة اللبنانية (قطر، فرنسا، السعودية، الولايات المتحدة، ومصر) معتبرا انه في ضوء البيان المشترك، لا يمكن اعتبار ان المبادرة الفرنسية ترنحت وسقطت وكذلك مخطئ من يعتقد انها ما زالت في نفس الزخم، لا سيما وانه تمت الاحاطة بها من قبل الجانب الاميركي بحرفية عالية بشقين: قطري وسعودي.

واوضح المصدر ان قطر من خلال استضافتها للقاء اوضحت ان لبنان دولة عربية ووقف العرب الى جانبها منذ ايام الحروب ولغاية اليوم، ومن على ارضها انجز اتفاق الدوحة في العام 2008 الذي اتى بانتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي قطر مدركة جدا المنطق الطائفي والتوازنات في لبنان، اما السعودية التي تركت المجال مفتوحا امام قطر للتحرك، علما ان الاخيرة لن تطرح اسم مرشح للرئاسة ما لم تستكين لموقف الرياض.

ويبدو ايضا، بحسب المرجع عينه، ان باريس لا يمكن ان تعارض العاصمتين الخليجيتين، لا سيما بعد تعيين جان ايف لودريان رئيس الوكالة الفرنسية لتطوير العلاقات في المملكة العربية السعودية، والصفقات التجارية مع الدوحة.

لذا اعتبر المصدر ان لودريان كان المستمع الاول في اجتماع الدوحة، لا سيما بعدما وجدت الادارة الفرنسية أن هناك حصارا جدّيا لمبادرتها يقف وراءه الجانب الاميركي، ومنفذه الفعلي القطري الى جانب "الساكن الساكت" السعودي.

في الوقت نفسه، اسف المصدر الى ان الجانب اللبناني خارج اي معادلة اكان من خلال وزارة الخارجية والحكومة او كل فاعلياته السياسية، حيث اعتبرت المعارضة ان اجتماع الدوحة وأد المبادرة الفرنسية، اما الفريق الممانع فلم يرى اي تأثير مع التذكير بكلام سابق للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي قال فيه "من ينتظر الاتفاق السعودي-الايراني عليه ان ينتظر كثيرا".

وانطلاقا مما تقدم، رأى المرجع ان لبنان دخل في مرحلة "الانهاك"، اي: وقت مستقطع ثقيل وبليد وازمات اقتصادية واجتماعية وطبية وتربوية... انكشاف كامل للشعب اللبناني على صعيد الخدمات اكثر من الوضع الراهن، الوضع الامني المضبوط يخرق دائما منها اليوم التحرك امام السفارة السويدية في بيروت اقتحامات المصارف ويد الاجرام تضرب حيثما كان.

وردا على سؤال، قال المرجع: حرب الموارنة على كرسي الرئاسة اما معبدة بالمال او بالدم، والتاريخ شاهد على ذلك، حتى الآن المال لم يخدم في ايصال مرشح الثنائي الشيعي، حيث بات يدرك الفرنسي انه ليس وحيدا في هذه اللعبة  وسيضطر في مكان ما الى التفكير بخيار ثالث ويعرف في الوقت نفسه انه لا يريد ان يخسر "العلاقة المميزة" مع حزب الله، اضف الى ذلك كله ان الاميركي لم يقل كلمته بعد.

غير ان الاهم الذي توقف عنده المرجع هو "استحقاق حاكمية مصرف لبنان"، اي الملف الاخطر الذي يهدد كل الناس، قائلا: بعد اتضاح الصورة على هذا المستوى قد تظهر الطريق نحو الرئاسة، لذا تتجه الانظار راهنا على: تصرف نواب الحاكم الاربعة، هل سيتسلمون المهام او سيتجهون الى الاستقالة اي المزيد من الفراغ، انهيار استقرار سعر الصرف، المصارف والهجوم المركز عليها اكثر واكثر ... بكلام آخر: نحن الآن في مرحلة استكشاف الرئاسة من خلال الحاكمية.

وخلص المرجع الى القول: على لبنان ان يواكب ما يحصل في الخارج بكثير من الانتباه والحرص، لان ما قد يخطط له لا يعني حصرا انه لمصلحته، وختم محذرا من ان الدولة اصابها الانحلال وهي على مشارف الدولة الفاشلة اذا استمر الوضع على ما هو عليه، وعندها تصبح كل الوصايات مقبولة بما فيها وصاية الشقيق الشرقي.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار