أشهر ليّ الأذرع من حاكمية المركزي إلى حاكمية الرئاسة وتعقيداتها! | أخبار اليوم

أشهر ليّ الأذرع من حاكمية المركزي إلى حاكمية الرئاسة وتعقيداتها!

| الإثنين 24 يوليو 2023

من البيان المفاجئ إلى غموض المهمة..

أشهر ليّ الأذرع من حاكمية المركزي إلى حاكمية الرئاسة وتعقيداتها!

"اللواء"
يحيط غموض غير بنّاء بالمشهد اللبناني الداخلي، بمعزل عن مجيء جان- إيف لودريان الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى بيروت أم إرجاء هذا المجيء في إطار المرحلة من الضغط على «القيادة اللبنانية» (وهو التعبير الذي استُخدم في صياغ البيان الختامي الصادر عن اجتماع المجموعة الخماسي في الدوحة عاصمة دولة قطر الاثنين في 17 تموز الجاري).
بالضبط لم يحدد البيان المذكور من هي «القيادة اللبنانية» التي يتحدث عنها، لكن المقصود من السياقات العامة السياسيون اللبنانيون، لا سيما رؤساء الكتل النيابية، التابعة لأحزاب وتيارات وحركات حزبية وسياسية، ولديها الكتل والمجموعات النيابية في البرلمان اللبناني، الذي يتعين عليه انتخاب رئيس جديد للجمهورية كخطوة أولى على طريق استعادة مسار التعافي، بدءاً من تأليف حكومة جديدة الى موضوع برنامج اصلاحي، يكون هو البيان الوزاري لحكومة العهد الأولى، ثم تبدأ عملية إعادة بناء الادارة، ولا سيما في المواقع الكبرى في الدولة، من حاكمية مصرف لبنان الى قيادة الجيش، واعادة تأليف المجلس العسكري، وصولاً الى سدّ الشواغر في مراكز الفئة الاولى المملوءة بالتكليف أو الإنابة، أو ما شاكل.
وقد يكون الغموض، الذي لا يكتنف عودة لودريان فقط، بل برنامج لقاءاته، وطبيعة المهمة التي يحملها في حال عودته، شكلاً من اشكال الضغط على الطبقة السياسية، التي عليها إيجاد حلول ظرفية أو دائمة لعدد من المشكلات الطارئة، والضاغطة، لكنها قديمة ومعروفة، أبرزها إيجاد حلّ أو تسوية أو مخرج، لمن يشغل وظيفة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي يخرج من الخدمة، فعلياً صباح الثلاثاء 1 آب، أي بعد ثمانية أيام بلياليها الحارة، والحافلة بإحياء الشعائر الحسينية لدى طائفة كبيرة في لبنان، وهي المعنية بالدرجة الاولى بما ورد في البيان الخماسي، ومن المتوقع أن يستأثر بموقف أكثر وضوحاً مع كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم العاشر، حيث قُتل الإمام الحسين في كربلاء.
كلمة السيد نصر الله، ستكون على الأرج ذروة التصعيد في موقف «الثنائي الشيعي» من بيان التصعيد الصادر عن الدوحة، بمعزل عما آلت إليه الاتصالات القطرية - الإيرانية..
ومن المفترض أن تكون مهمة لودريان بدأت وانتهت، حسب رزنامة المواعيد، أي من 24 الى 28 تموز الجاري، قبل الكلمة الفصل لأمين عام حزب الله.
من مخاطر انفجار الوضع في العراق مجدداً بين المكونات الشيعية، الى استمرار الضغوطات على الأرض التي يمارسها الجيش الأميركي، على ايران وسوريا وحزب الله، عبر ضربات بالمسيرات او انزالات على الأرض، الى الضغوطات عند الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، سواء في مزارع شبعا أو غيرها، سواء في البر أو البحر أو الجوّ، ومع اقتراب وصول الحفّارة التابعة لشركة «توتال انيرجيز» للبدء في الحفر في البلوك 9 تنقيباً عن الغاز، يبدو المشهد الشرق أوسطي بالغ التعقيد بين المحور الأميركي والمحور الايراني مجدداً، في عالم أعادت إليه الحرب الروسية - الأوكرانية انقسامات في العمق، تخطت ما كان يجري خلال الحرب البارد، إذ تحولت إحدى القوتين العظميين، الى أخذ مبادرة الحرب المباشرة وليس بالوكالة..
من هذه المخاطر والمشهديات، يتدحرج الوضع، ومعه تتدحرج المواقف، بحثاً عن نقاط التقاء.. أو تقاطع، في وقت سقطت فيه التقاطعات أو كادت أن تسقط،أو هي على وشك الإنهيار، من التقاطع على الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة الأولى، وصولاً الى تقاطع حزب الله والتيار الوطني الحر على عدم تسهيل مهمة وصول جوزاف عون قائد الجيش الحالي الى سدة الرئاسة الأولى..
من المعلومات، التي باتت ترقى الى درجة عالية من الواقعية والصحة أن مناقشات الدوحة في الاجتماع الثاني للمجموعة الخماسية انطلقت من نقاط ثلاث:
1 - إسقاط أولوية الحوار، وهيكليته، وإطاره، وفقاً لتصوّر لودريان، حيث كان ينتظر رئيس المجلس الإشارة الفرنسية، للافراج عن تصوّره لادارة حوار، تتبادل فيه الأطراف الأفكار التي في حوزتها حول سبل الخروج من التداعيات القاتلة لمشهد التأزم بانتخاب رئيس للجمهورية، باتفاق غالبية الكتل..
2 - الضغط للذهاب فوراً الى دعوة الرئيس بري لدعوة مجلس النواب لجلسات انتخاب متتالية، من اجل انجاز المهمة الرئاسية بالاقتراع، وليس بالاتفاق..
3 - تقدم اسم قائد الجيش على ما عداه كمرشح توافقي، أو مرشح أكثر قبولاً للرئاسة الأولى، وأبدت مصر ومعها قطر حماساً لهذا الخيار، الذي قيل ان الجانب الفرنسي، لم فاتراً تجاهه، من دون ان يرقى حماسه أو فتوره الى مصاف زملائه في اللقاء..
مع هذه النتائج، طغت الأجواء السلبية، على ما عداها، بين قائل أن التحرك الدولي - العربي، اعاد ازمة الرئاسة الى بداياتها، وبالتالي اطال العملية الشاقة، بوصول شخصية موثوق بها، الى بعبدا، وقائل أن التحرك الدولي- العربي، شق طريقاً مختلفة عن طريق قصر الأليزيه، وبالتالي، فالمرحلة المقبلة، هي واحدة من مراحل الضغط لتسويق انتخابات رئاسية، لا تُرضي حزب الله، ولكن يمكن ان تحظى بسكوته..
يدرك «الثنائي الشيعي»، والحزب بالدرجة الاولى، ان مرحلة جديدة من الضغوطات او الصعوبات، تنتظره بمعزل عن الدور او اللادور للسيد لورديان..
وعليه، جاءت مناسبة عاشوراء، لترفع من وتيرة المواقف الرافضة لعودة الضغوطات، وإشهار الإرادة بالتصدي لها، سواء عبر الإمساك بمفاتيح المجلس، أو إظهار قوة التعبئة الشعبية على أرض المجالس العاشورائية..
لا أحد من أطراف «المجموعة الخماسية» يتحدث عن اشتباك، لكن لا احد يتحدث عن الوقوف على خاطر «الثنائي» كما اتفق او حسبما كان يحصل في المرات السابقة، سواء من دوحة 2008 الى الاتفاقيات والتفاهمات الثابتة التي أوصلت ميشال عون الى سدة الرئاسة..
اعتاد اللبنانيون على ما يمكن وصفه «بالانتظارات القاتلة»، وها هم على رصيف الانتظار مجدداً، بدءاً من الاسبوع الانتقالي في حاكمية المركزي إلى الأشهر الانتقالية في حاكمية الرئاسية وتعقيداتها.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار