استجمام سياحي وتكديس الأرباح في الخارج... هكذا يعمل المسؤولون في لبنان... | أخبار اليوم

استجمام سياحي وتكديس الأرباح في الخارج... هكذا يعمل المسؤولون في لبنان...

انطون الفتى | الأربعاء 26 يوليو 2023

مصدر: شعب لبناني فاسد يحبّ الفساد وينمو ويترعرع به

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هي سلوكيات واحدة تتحكّم بالمسؤولين الفاسدين في معظم البلدان، ومنها البذخ، وكل مظاهر التّرف وقلّة الإحساس تجاه الصعوبات التي تواجهها أضعف الشرائح في المجتمع، وحتى لو كانت بلدانهم تواجه أشرس الصراعات والحروب، أو المشاكل الاقتصادية والمعيشية.

 

أوكرانيا

نذكر في هذا السياق أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وجّه انتقادات للمسؤولين والنواب الأوكرانيّين الذين ينخرطون في تحقيق الثّراء الشخصي، والذين يقضون عطلاتهم خلال الحرب، فيما الملايين من أبناء الشعب الأوكراني لا يركزون على أنفسهم، ولا على رغباتهم الخاصة، بل على الدفاع عن الدولة وحياتهم. وانتقد زيلينسكي هؤلاء بالقول إن لسوء الحظ، يعتقد بعض الناس أن الحرب بعيدة عنهم في مكان ما.

وحذّر زيلينسكي جميع النواب والمسؤولين والعاملين في المناصب العامة من أن أي خيانة داخلية، أو أي شاطئ، أو أي جمع للأرباح التجارية الشخصية في الخارج، أو أي ثراء شخصي بدلاً من مصالح أوكرانيا، في أوان البحث اليومي عن أسلحة، وعن توفير المدفعية والصواريخ والطائرات من دون طيار، ووسط الجهد الذي يبذله المحاربون لتحقيق النصر والحفاظ على الحرية، هي مظاهر تثير الغضب على الأقل، داعياً إياهم الى العمل في أوكرانيا، ومن أجل مصالح الشعب الأوكراني.

 

فساد

وتأتي تحذيرات الرئيس الأوكراني على وقع سلسلة من فضائح فساد تورّط فيها مسؤولون حكوميون هناك، وهي من مستوى رحلات سياحية الى الخارج، والكشف عن ممتلكاتهم في الخارج أيضاً، بموازاة جرائم فساد، وتهرُّب ضريبي. وما أكثر تلك الممارسات والتجاوزات في لبنان، حيث الحرب المالية والاقتصادية، وحيث الفساد الرسمي الكثير.

وإذا أردنا اختصار الحديث عن واقع الحال في لبنان، نكتفي بذكر أن بعض كبار القوم من مسؤولين، ووزراء، ونواب... لا "يُنتجون" سوى التغريدات، ولا يهتمون إلا بذواتهم وعائلاتهم ومصالحهم، على حساب كل مصلحة عامة. فأي فساد سنُكافح في لبنان مستقبلاً، وسط هذا الواقع؟

 

شعب فاسد

شدّد مصدر مُتابِع على أنه "لا يمكن مكافحة أي نوع من الفساد في البلد، طالما أن كل المسؤولين فيه لم يعترفوا بَعْد بأن الانهيار الذي يُصيبه هو بسببهم. فكل فريق يتّهم الآخر، وكأن لا مسؤولية تقع على عاتقه. فبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات ونصف على الأزمة، لم يحصل أي إعادة تقييم لشيء، ولا حتى للعمل داخل أي حزب أو تيار أو أي مجموعة تُعنى بالشأن العام. وبالتالي، من يمكنه أن يُصحّح أي شيء؟".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الفساد في لبنان لا يُكافَح، والسبب في ذلك، هو الشعب اللبناني أيضاً. فهذا الشعب فاسد، يحبّ الفساد، وهو ينمو ويترعرع به. فالشعب اللبناني هو الشعب الذي يدفع ضريبة المياه والكهرباء مثلاً، مُضاعَفَة، والشعب الذي يشتري ويبيع في السوق السوداء، وبدلاً من أن يثور على من يزيد الأثقال عليه، ينتخب هذا الأخير ويُعيده الى كرسي الحُكم، ويبحث عن سُبُل السرقة بالمباشر وبغير المباشر، ليتمكّن من دفع الضرائب المُضاعَفَة المفروضة عليه. فهذه أوضح صورة عن الفساد. وبالتالي، أي شعب في لبنان يُمكنه أن يُطالب المسؤول بالتوقُّف عن ممارسة الفساد، أو بتعديل سلوكياته في أزمنة الانهيار على الأقلّ؟".

وختم:"دخل الى لبنان مليارات الدولارات من جراء مؤتمرات "باريس 1" و2 و3، وبعد انتخابات عام 2005 النيابية، وبعد حرب تموز عام 2006. وهي مبالغ "طارت" كلّها، و"ذابت" بالسرقات والفساد. وحتى الثروة النّفطية الموعودة، ستذوب هي أيضاً. فهذا هو لبنان، بلد الحاكم الفاسد، والشعب الفاسد، والبلد الذي لا أمل بأي استقرار يمكنه أن يتجاوز الـ 15 عاماً فيه، بحدّ أقصى".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار