هل يُسمَح بحصول اشتباكات فلسطينية في أي دولة عربية غير لبنان... بالطبع لا... | أخبار اليوم

هل يُسمَح بحصول اشتباكات فلسطينية في أي دولة عربية غير لبنان... بالطبع لا...

انطون الفتى | الإثنين 31 يوليو 2023

مصدر: للتحذير من النّموذج الذي يمكن أن نشهده على خلفية اللّجوء السوري في ما بعد

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

إذا كانت الاشتباكات الفلسطينية الأخيرة والعنيفة في لبنان، مُتزامِنَة مع اجتماع مصالحة ومصارحة وطنية فلسطينية في مصر، فكيف كان يمكن للنتائج أن تكون في "عين الحلوة" لو أن الفلسطينيين يتبادلون الاشتباكات المسلّحة، سواء في الضفة الغربية، أو في قطاع غزة، بدلاً من مساعي الصلح؟

 

خريطة طريق

وإذا كانت مقاطعة بعض الفصائل الفلسطينية لاجتماع مصر، وبعض الحسابات العربية - العربية، والخليجية - المصرية، تؤدي الى رفض عدد لا بأس به من الفلسطينيين لاجتماع العلمين المصري، ولما اُعلِنَ عنه على مستوى تشكيل لجنة من الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لاستكمال الحوار بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة، و(تؤدي) الى اشتباكات بـ "عين الحلوة" في لبنان، فكيف كان يمكن للنتائج أن تكون في لبنان لو كانت هناك توتّرات فلسطينية - فلسطينية مسلّحة، داخل الأراضي الفلسطينية؟

وماذا عن ضرورة الاتّفاق على خريطة طريق عربية واحدة في الشأن الفلسطيني، قبل أي مساعٍ لمصالحات فلسطينية - فلسطينية، وذلك كباب لحلّ القضية الفلسطينية، ولحماية لبنان من تداعيات الخلافات السياسية والسلطوية والأمنية التي تتحكّم بها؟

 

دولة

فالمشكلة أبْعَد من استعمال لبنان ساحة لتبادل الرسائل، وهي تتعدّاها لسلوكيات فلسطينية تنبع من فقدان الشّعور بوجود دولة فيه. وهي السلوكيات نفسها التي لم يفعل العرب شيئاً لتعديلها أو لمحاولة تغييرها لصالح لبنان، منذ عقود. وهذا ما سمح ويسمح لكل الأطراف التي دخلت وتدخل على خط الملف الفلسطيني، باستباحة لبنان في شكل مستمرّ، عند التعاطي مع هذا الملف.

 

مزيج

رأى مصدر أمني أن "ما يحصل في مخيّم "عين الحلوة" يمكنه أن يكون مزيجاً من الحسابات العربية - العربية التي تترافق مع اجتماع مصر من جهة، ومن رغبة بعض الجهات بإحداث خضّة مهمة في المشهد اللبناني، عشيّة الفراغ في حاكمية مصرف لبنان، والتخبّط المالي والسياسي، ومخاطر التهديدات الأمنية التي تعصف بلبنان أصلاً".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "الأهم من كل ذلك، هو النموذج التي تقدّمه تلك الاشتباكات، وهو ما يستدعي ضرورة ضبط السلاح الفلسطيني في لبنان، والتحذير من النّموذج السوري الذي يمكن أن نشهده على خلفية اللّجوء السوري في ما بعد، بشكل أكبر وأخطر وأكثر تهديداً للكيان اللبناني، وذلك نظراً لانتشار اللاجئين السوريين في كل قرية وبلدة من لبنان، أي بما هو أوسع من مخيّمات فقط. فهذا الوضع يُخرجنا من الحديث عن خطورة استعمال لبنان كساحة لتبادل الرسائل، ويجعلنا في وضع أصعب".

 

دولة قوية

وأكد المصدر "وجوب توفُّر إرادة لبنانية حقيقية قبل أي اتفاق عربي - عربي في الشأن الفلسطيني. إرادة يمكن فرضها على أي إجماع عربي. وبالتالي، لا منفعة من أي حديث لبناني عن الملف الفلسطيني في لبنان مع أي جهة عربية، إذا بقيَ الانقسام اللبناني - اللبناني في النّظرة الى هذا الملف على حاله".

وختم:"الإرادة اللبنانية التي نتحدّث عنها في هذا الإطار، تتعلّق بالرغبة في أن يكون لدينا دولة ذات سيادة فعليّة في لبنان، ودولة متمكّنة من قرارها السياسي والأمني كما هو الحال في معظم الدول العربية. وهنا نسأل، هل كان ليُسمَح بحصول ما يشهده "عين الحلوة" في أي دولة عربية أخرى؟ بالطبع، لا. ولذلك، يجب البَدْء بتحصين البلد عبر انتخاب رئيس للجمهورية أولاً، كمقدّمة لمسار بناء دولة قوية".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار