الآليّة النهائيّة لمحادثات لودريان لم تتظهّر بعد... | أخبار اليوم

الآليّة النهائيّة لمحادثات لودريان لم تتظهّر بعد...

| الأحد 06 أغسطس 2023


الآليّة النهائيّة لمحادثات لودريان لم تتظهّر بعد...
وبعض القوى تميل الى عدم المشاركة فيها!!

دوللي بشعلاني -الديار

يُعوّل الداخل اللبناني على عودة المبعوث الشخصي للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان في أيلول المقبل، لتحريك الملف الرئاسي الذي "صيّف" في آب الجاري، بهدف فتح كوّة في جدار الأزمة الرئاسية، علّها توصل الى انتخاب رئيس الجمهورية المقبل. وهذه العودة التي ستكون الأخيرة للودريان الى لبنان كموفد رئاسي، كونه عُيّن من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيساً لوكالة التنمية الفرنسية في العُلا في السعودية، لا تزال تنتظر الحَراك الداخلي قبل حصولها. علماً بأنّ آلية المحادثات التي طرحها لودريان لم تتخذ بعد صيغتها النهائية. والقوى السياسية المعنية بها لا تزال غير مُدركة إذا ما كانت ستضمّ جميع الأطراف معاً لمناقشة مواصفات ومهام الرئيس المقبل، أم سيكتفي لودريان بلقاء كلّ مكوّن على حدة، على غرار ما حصل في الزيارة الأولى له.


تقول مصادر سياسية عليمة بأنّ عودة الحديث عن إجراء حوار أو محادثات بين المكوّنات السياسية من شأنها بحدّ ذاتها "فتح كوّة"، سيما وأنّ البعض رفض الدعوة الى التحاور مرّات عدّة سابقاً. ولهذا فمجرّد طرح التفاوض بين جميع الأطراف وموافقة هذه الأخيرة على تلبيته يُعتبر أمراً جيّداً.. ولكن حتى الآن لا يبدو أنّ شيئاً قد تغيّر، أو أنّ جميع الكتل النيابية موافقة على مناقشة الملف الرئاسي مع الأطراف الأخرى.




فـ "حزب الله"، على ما أضافت، لا يريد تلبية رغبات "اللجنة الخماسية" التي حملها لودريان معه خلال زيارته الأولى وسيتناولها بتفاصيلها خلال المحادثات المرتقبة في أيلول، إلّا أنّه الوحيد الذي بدأ بالحوار مع رئيس "التيّار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل لتقريب وجهات النظر حول الملف الرئاسي. علماً بأنّ المعلومات أكّدت على تمسّك "الثنائي الشيعي" بمرشّحه رئيس "تيّار المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، في الوقت الذي أعلن فيه لودريان عن "طوي صفحة المبادرة الفرنسية".

 
 
أمّا قوى المعارضة، فتؤكّد أوساطها بأنّها تسعى فيما بينها للتوصّل الى "موقف موحّد" يتعلّق بمواصفات رئيس الجمهورية ومهامه الأساسية، وحتى بالتوافق على إسمه. وهذا يعني بأنّها سوف تتوافق إذا ما كانت ستبقى مصرّة على السير بمرشّحها أي الوزير السابق جهاد أزعور، أم ستختار أحد المرشّحين من لائحة الـ 12 إسماً التي سبق وأن طرحها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على القوى السياسية.

وترى المصادر نفسها بأنّ الكتل النيابية لم تُعطِ حتى الآن موقفها النهائي من الذهاب الى محادثات لودريان أم لا، فكلّ منها لا يزال يدرس خياراته، والوقت لم يُصبح ضيّقاً بعد. علماً بأنّ قوى المعارضة، لا سيما النوّاب التغييريين منها، يميلون الى عدم المشاركة في هذه المفاوضات، كونهم، على ما يقول بعضهم، يرفضون فرض أي شيء عليهم من الخارج. علماً بأنّ موقفهم ليس موحّداً حتى الآن، وقد ظهر ذلك خلال جلسات الإنتخاب السابقة، باستثناء الجلسة الأخيرة للإنتخاب. كما جرى اتهامهم خلال الإنتخابات النيابية الماضية بأنّهم يُمثّلون "السفارات" ويقبضون منها وينفّذون أجنداتها، في الوقت الذي ينفون فيه جميع هذه الإتهامات.

كذلك فإنّ "القوّات اللبنانية"، على ما تابعت لم تحسم أمرها بعد بالنسبة لتلبية دعوة لودريان التي لم تظهر آليتها النهائية بعد. وقد لا تذهب الى محادثات معروفة النتائج مسبقاً. غير أنّ شيئاً ليس نهائياً بعد، إذ لا يزال الوقت يسمح للمزيد من النقاشات بين مكوّنات القوى المعارضة لاتخاذ القرار الحاسم. أمّا "اللقاء الديموقراطي" فلا يُعارض الحوار كونه بادر في هذا الإطار للخروج من المأزق الرئاسي. كذلك فإنّ النوّاب السنّة يميلون الى تلبية دعوة لودريان، كون السعودية تُشكل دوراً بارزاً من ضمن "اللجنة الخماسية" وتطرح مطالبها فيما يتعلّق برئيس الجمهورية المقبل، كما رئيس الحكومة الجديد.

وتقول المصادر عينها بأنّ لودريان طرح مقترحات "اللجنة الخماسية"، في الوقت الذي نجد فيه أنّ أي من التقاربات الإقليمية والدولية لا تسير نحو النتائج الإيجابية. فالتقارب الإيراني- السعودي لا يزال متعثّراً، كذلك المحادثات الأميركية- الإيرانية لا يبدو أنّها ذاهبة نحو التوافق. وهذا الأمر من شأنه أن يُعرقل محادثات لودريان في لبنان، في أيلول المقبل، في حال بقيت المواقف على حالها، ولم تُحرز أي تقدّم إيجابي.


من هنا، لا بدّ من انتظار حصول التسويات الإقليمية والدولية لكي تنعكس إيجاباً على الملف اللبناني، على ما تابعت، غير أنّ هذا الأمر يعني الإنتظار لوقت طويل بعد. كما يعني بأنّ البعض يجد بأن زيارة لودريان الثانية والأخيرة الى لبنان لن تكون "مثمرة"، وذلك قبل أن يحين موعدها. علماً بأنّه سبق وأن تحدّث أمام المكوّنات التي التقاها، بأنّ "الفراغ الرئاسي اصبح قاتلاً في لبنان، وستكون نتائجه وخيمة في حال استمراره. ولهذا فإنّ انتخاب الرئيس يفرض جلوس جميع الأفرقاء الى طاولة حوار واحدة لمناقشة مواصفات الرئيس ومهامه الأساسية طوال فترة عهده.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار