نصر الدين: روسيا تلعب الدور المحوري في عملية التحرر والاستقلالية على صعيد العالم
داود رمال- "أخبار اليوم"
افتتح في ضواحي العاصمة الروسية موسكو، المنتدى العسكري التقني الدولي "آرميا - 2023"، بحضور دولي كبير، حيث تكشف الشركات الروسية المصنعة للسلاح عن أحدث ابتكاراتها الجديدة ومشاريعها المستقبلية الفريدة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المعدات التي تم الاستيلاء عليها خلال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا عُرضت في حديقة "باتريوت" بالقرب من موسكو، في إطار فعاليات المنتدى العسكري التقني الدولي "آرميا-2023".
وتحدث رئيس مؤسسة التعاون الروسي اللبناني "روس ليفان" الدكتور محمد نصرالدين الذي يشارك سنويا في المنتدى بصفته الرسمية، لوكالة "اخبار اليوم" عن اهمية المنتدى العسكري التقني الدولي "آرميا - 2023" المنعقد في العاصمة الروسية موسكو، وقال "نحن نشارك في هذا المنتدى المهم جدا والذي ينعقد سنويا في الاتحاد الروسي منذ نحو سبع سنوات، والقيمة المضافة لانعقاد هذا المنتدى في السنتين الاخيرتين والتي يمكن ادراجها في اطار الدلالة الخاصة، ان المنتدى استمر في الانعقاد على الرغم من خوض روسيا عملية عسكرية خاصة في اوكرانيا، لا بل استمرت وزارة الدفاع الروسية في مواكبة هذا المنتدى دبلوماسيا وتقنيا وفنيا، وهذا المنتدى في جزء منه عمل سياسي بامتياز".
اضاف نصر الدين "كل سنة نلمس ان المجمع الصناعي الروسي يتطور أكثر فأكثر، ويكشف عن انواع جديدة من الاسلحة الحديثة والمتطورة، بحيث يعرض اسلحة تقليدية واسلحة حديثة واسلحة مستقبلية، والمشاركون في هذا المنتدى يستفيدون من هذه الاسلحة من خلال حيازتها للدفاع عن دولهم ولفرض الاستقرار والسلام العالميين".
وردا على سؤال عن حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في افتتاح المنتدى عن الدول الصديقة، وعن نظرته للعلاقات الروسية العربية قال نصر الدين "منذ زمن الاتحاد السوفياتي وصولا الى الاتحاد الروسي اي روسيا الحديثة كانت العلاقات العربية جيدة مع روسيا، الا انها لم تترجم بالشكل الذي يجب ان تكون عليه، وخاصة انه بعد تفكك الاتحاد السوفياتي حصلت هيمنة اميركية على مناحي متعددة من الاقتصاد والمال الى العلاقات مع الدول ومنها الدول العربية، انما راهنا حصل تغيّر كبير في العالم، وهذا نلمسه منذ نحو ثلاثة سنوات، مع بوادر جدية لولادة عالم جديد غير آحادي انما متعدد الاقطاب، ولا بد من الاشارة الى ان الشعوب العربية على صداقة وتعاون دائمين مع روسيا، كان ينقص هذه العلاقات الايجابية ترجمة من الحكومات الا ان ذلك كان متعذرًا سابقا لوجود ضغوطات اميركية، حتى ان عددا من الدول العربية التي لا تستفيد شيئا من الغرب كانت تخضع لهذه الهيمنة، ونجد حاليا ان عددا من الدول العربية الاساسية مثل المملكة العربية السعودية ومصر وسوريا والامارات العربية المتحدة(..) اخذت توجها جديدا في العلاقة مع روسيا، وخاصة ان الوضع العالمي صار مختلفا، لانه على الرغم من كل ما حصل مع روسيا من عام 2000 و 2004 و2008 الى 2013 استطاعت روسيا ان تستمر في لعب الدور المحوري في عملية التحرر والاستقلالية على صعيد العالم، وما يحصل في اوكرانيا يندرج في سياق حرب التحرر العالمي من هيمنة الاحادية القطبية".
واوضح نصر الدين "ان روسيا تخوض معركة تحرر لها علاقة بسيادة الدول وحرية قرارها ومصير الشعوب التي يعود لها حق تقرير مصيرها وادارة شؤونها وتوجهاتها ومصالحها بنفسها، وهذا الامر كان من المحرمات الغربية الى الامس القريب، لان السياسات المعتمدة غربيا كانت تعتمد الفرض والاملاءات ويستقوون بسلاح المال والاقتصاد والعقوبات واعتماد الترهيب، من هنا فان حرب روسيا ضد النازية الجديدة، سبق وان خاضتها على مساحة العالم ضد الارهاب من القاعدة الى داعش، والسلاح المعروض حيث انعقاد المنتدى هو السلاح الذي خيضت الحرب عبره ضد الارهاب وهو الذي هزم النازية في القرن الماضي ومن ثم هزم الارهاب في القرن الحالي، بينما المجتمعات الصناعية الغربية تستخدم السلاح لغزو الدول واخضاعها".
وعن تطوير القدرات العسكرية الروسية على الرغم من العقوبات والحرب القائمة، اكد نصر الدين "ان روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفياتي اعتمد الغرب في مواجهتها استراتيجية صارمة لمنعها من تطوير قدراتها في المجالات كافة لا سيما العسكرية، وعمد الغرب الى خلق ازمات لروسيا لمنعها من التقدم في التكنولوجيا العسكرية وانزالها عن موقعها المتقدم عالميا على هذا الصعيد، الا ان كل هذه المحاولات فشلت وتحدّت روسيا كل الصعوبات والحصار، واثبت المواجهة مع الغرب على الساحة الاوكرانية وجود فارق كبير في نوعية السلاح يصب لصالح الصناعات الحربية الروسية".
وعن دور مؤسسة "روس ليفان" في تعزيز العلاقات بين لبنان وروسيا وبين روسيا ودول اخرى، لفت نصر الدين الى ان "روس ليفان هي مكتب تعاون روسي لبناني وفي ذات الوقت مكتب تعاون روسي عربي، ونحن صلة وصل بين عدد كبير من هيئات ومنظمات ومؤسسات حكومية وغير حكومية روسية مع لبنان ولبنانية مع روسيا، ونعمل للتعويض عن الخلل في التطور المفترض ان يكون حاصلا في مجالات اهتماماتنا، والذي يجب ان تقوم به الحكومات، وحققنا انجازات مهمة في تطوير آليات واسس التعاون المشترك".