حرية الإعلام بداية الحضارة | أخبار اليوم

حرية الإعلام بداية الحضارة

| الأربعاء 23 أغسطس 2023

بقلم البروفسور فيليب سالم

حرية الإعلام هي أحدى أبرز الأمور التي يتميّز بها لبنان عن سائر بلدان الشرق الأوسط. من المهم جدًا أن يكون لديك الحرية لأنها بوابة الحضارة. والأهم هو كيف نستخدم هذه الحرية. نحن "السياديون" ندعم مواقف الإعلام الحرّ في لبنان ومواقف محطة (MTV) التي تستخدم الحرية من أجل دعم سيادة لبنان، لأن سيادة لبنان مقدّسة. لا يمكن أن تُحبّ لبنان ويكون ولاؤك الى غير وطنك لبنان... وهنا مأزق الاختلاف.

المطلوب هو سيادة لبنان وحريته. إنه مطلب وطني لبناني، مطلب كل اللبنانيين. ليس مطلبًا طائفيًا، هو مطلب كل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين على السواء.

لقد اختبرنا كل أنواع الوصايات الأجنبية على لبنان: الوصاية السورية، والفلسطينية والإيرانية. الوصاية تستخدم سلاح طمس الحقيقة والتخويف والترهيب لترسيخ استراتيجيتها وأهدافها في لبنان.

ماذا يجب أن يكون ردّ اللبنانيين؟ ردّنا أننا لن نخاف. لن نسمح لهم بتخويفنا. لن ننحدر الى حرب أهلية أو مواجهة عنفيّة.

أنا أتوجّه الى "حزب الله" وأقول له: نحن أهل هذه الأرض، آن الأوانُ أن نَجلُس ونتحاور بشكل حضاري وأن نتوصّل الى عقدٍ جديد. يجب أن تكون الدولة اللبنانية وحدها مسؤولة عن قرار الحرب والسلم وعن قضايا الأمن على جميع الأراضي اللبنانية، والدفاع عن لبنان وأرضه وشعبه. ولكن هذا الحوار مع "حزب الله" لا يؤدي الى نتيجة إذا لم يتلازم بالمقابل مع عمل دبلوماسي كبير للحصول على دعم دولي. المبادرة الفرنسية كما تقومُ اليوم غير كافية لأن الدعم الفرنسي للبنان مشكوك فيه. هل الرئيس الفرنسي ماكرون يقف مع سيادة لبنان أم مع مصالح فرنسا الاقتصادية والمالية؟

نحن نريد دعمًا أكبر من الدعم الفرنسي يكون الهدف منه في النهاية قيام مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة، ولكن في الوقت نفسه يجب أن نحيي الثورة في لبنان. أنا لا أؤمن بثورة العنف بل بثورة حضارية وحركة سياسية حضارية أيضًا. والهدف ليس فقط، تغيير الطبقة السياسية في لبنان وإنما تغيير ما هو أهم، أي تغيير الثقافة السياسية اللبنانية وكيف يفكّر اللبنانيون... نحن نطمح، بل ونهدُف، أن لا تعود الثقافة الراهنة التي تعزّز طبقة سياسية جديدة أسوأ بكثير من الطبقة السياسية الحاكمة اليوم. وهذا أهم سبب لإعادة إحياء الثورة في لبنان على الأسس التي تحدثنا عنها. لا عودة للثقافة السياسية الحالية ولا عودة لمنطق الأحزاب والطوائف، الذي يقوم عليه لبنان اليوم والذي دمّر هذا الوطن الصغير وأفقرَ وشرّدَ شعبه. وهكذا نترجم الغضب في قلوب اللبنانيين عبر حركة سياسية لتغيير الثقافة السياسية اللبنانية الراهنة.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار