سيناريوهات بديلة... واللقاء الخماسي يواكب طاولة العمل اللبنانية | أخبار اليوم

سيناريوهات بديلة... واللقاء الخماسي يواكب طاولة العمل اللبنانية

| الخميس 24 أغسطس 2023

سيناريوهات بديلة... واللقاء الخماسي يواكب طاولة العمل اللبنانية

 لن ينتخب الرئيس في أيلول والارتطام كبير في ظل النزف المالي

"النهار"- وجدي العريضي

تعود الذاكرة باللبنانيين الى حقبة ما قبل اتفاق الطائف، يوم كانت أنظارهم مشدودة بانتظار بشائر الموفد العربي الشهير الأخضر الابراهيمي واللجنة العربية الثلاثية، وبمعنى آخر يبقى التعويل دوماً على المساعي الخارجية في الاستحقاقات السياسية والدستورية في ظل تقاعس المعنيين في الداخل عن القيام بواجباتهم دون "الاستعانة بصديق".

راهناً ينسحب هذا الوضع أو التقليد على ما سيقوم به الموفد الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان، وسط جلبة سياسية لا مثيل لها حول توقيت عودته أو الحديث المتنامي عن استبداله بموفد آخر بعد تعيينه مسؤولاً من قبل الرئيس الفرنسي ايمانويل #ماكرون لتطوير مدينة العلا السعودية الأثرية . لكن من خلال معلومات موثوقة " لـــ النهار"، ان طاولة العمل التي سيترأسها لودريان في قصر الصنوبر ، اذا عقدت ، وبحضور الكتل النيابية وممثلين عن اللقاء الخماسي، لن تكون عابرة وفق ما يتم تداوله بمعنى المكتوب يُقرأ من عنوانه ولن يؤدي الحوار الى أي نتيجة، تالياً لن ينتخب الرئيس في أيلول المقبل كما ينقل عن أكثر من جهة سياسية .

بل ثمّة من يشير من الذين لهم علاقات وثيقة مع الفرنسيين بأن لودريان سيلتقي بالرئيس ماكرون بعد الاجازة الصيفية ويتواصل مع المشاركين في اللقاء الخماسي، وقد يُصار الى مشاركتهم في طاولة الحوار أو ممثلين عنهم، فالتنسيق جار على قدم وساق والموقف النهائي بعد لقاء قصر الصنوبر سيكون موحداً، وفي حال وصلت الأمور الى الفشل فإن بياناً شديد اللهجة قد يفاجئ الكثيرين سيصدر عن اللقاء الخماسي لوضع الأمور في نصابها الصحيح.

توازياً، تقول مصادر سياسية مطلعة ل"النهار"، أن الشهرين المقبلين حاسمان ومفصليان رئاسياً ومالياً وما بينهما من بقاء الهواجس الأمنية مكانها، اذ على الصعيد الرئاسي لودريان عائد بأجندة مغايرة عن الزيارتين السابقتين مع النقاش حول الأسماء المطروحة والحديث عن طرح اسم أو اسمين من قبل اللقاء الخماسي أمام الكتل النيابية كخيار آخر للخروج من الستاتيكو القائم الذي بدا أنه لا يُحرق ولا يُغرق مما يُبقي الشغور الى ما لا نهاية . أضف الى ذلك ان الموفد الفرنسي ووفق ما تمّ طرحه في لقاء الدوحة الأخير بعد الموقف السعودي الحازم لتحصين الطائف وعدم المس به باعتباره قفزة في المجهول عبر مداخلة للسفير السعودي وليد بخاري، فإن لودريان سيؤكد بدوره الطائف كخيار يرتضي به اللبنانيين بعد حروب طويلة، ما يعني أن أي تعديلات دستورية جوهرية يجب طرحها على طاولة العمل وبإجماع والمجلس النيابي المخوّل بالتعديل، انما في الوقت عينه سيتم الحرص على تنفيذ ما تبقى من بنود لهذا الاتفاق حيث المشكلة لا تكمن بوثيقة الوفاق الوطني بل بعدم تنفيذها خصوصاً البند الذي نصّ على سحب السلاح من الميليشيات على الساحة اللبنانية سواء كانت داخلية أو خارجية.

في السياق عينه، تضيف المصادر أنه في حال لم تعط زيارة لودريان النتائج المتوخاة، السؤال، هل يتحمل البلد بوضعيته الراهنة وأزماته المتراكمة المزيد من الانتظار؟ هنا تؤكد المصادر أن كل السيناريوهات والخيارات أضحت متاحة لأنه في حال لم يُنتخب الرئيس العتيد قبيل الخريف المقبل واستحقاقاته الداهمة، عندها يحصل الارتطام الكبير في ظل النزف المالي والاقتصادي والاجتماعي المستمر ما يُدركه بامتياز نائب حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري الذي أفضى بالكثير حول المآسي المحيطة بالمصرف المركزي ومالية البلد أمام أصدقاء مشتركين، وما اجتماعه بالسفير بخاري وزيارته المتوقعة للسعودية الا دليل على حالة الإفلاس والسعي في الوقت عينه للحصول على دعم عاجل من الرياض لمؤسسات أساسية في بنية البلد أمنية واقتصادية، من هنا احد السيناريوهات الذي يؤشر اليه البعض يكمن في انعقاد اللقاء الخماسي على مستوى وزراء الخارجية ووضع خارطة طريق لحلّ المعضلة اللبنانية والرئاسة تحديداً من خلال تسوية شاملة متكاملة والاتصالات جارية في هذا الإطار بين المعنيين على أن تكون زيارة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الى المملكة السعودية منطلقاً للبحث مع إيران في تسهيل الحل على الساحة اللبنانية لما لها من تأثير ونفوذ مع "حزب الله"، اضافة لدلالة اللقاء الذي جمع أمين عام الحزب السيّد حسن نصرالله وموفد ايراني بعد لقاء التسعين دقيقة بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الإيراني حسين عبد الأمير اللهيان في جدة.

من هنا، باتت كل "الاحتياطات" في جهوزية تامة قبل وبعد زيارة الموفد الفرنسي الى بيروت وما بينهما من اتصالات أميركية لم تنقطع بعيداً عن الأضواء وقطبها السفيرة الأميركية دورثي شيا مع مرجعيات سياسية وحزبية، ما يؤكد أن البلد ليس متروكاً، لكن يبقى الهاجس الأمني مصدر قلق في ظل ما يجري داخل مخيم عين الحلوة، وبمعنى أوضح ان تفجيره على التوقيت الاقليمي احتمال قائم ربطاً بالاحتفان السياسي والأمني بين المكوّنات الفلسطينية المتواجدة في هذا المخيم.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار