عشرة أشهر مرّت على مغادرة عون والاستحقاق الرئاسي عالق في «المربع الأسود» | أخبار اليوم

عشرة أشهر مرّت على مغادرة عون والاستحقاق الرئاسي عالق في «المربع الأسود»

| الخميس 24 أغسطس 2023

عشرة أشهر مرّت على مغادرة عون والاستحقاق الرئاسي عالق في «المربع الأسود»
إطلاق النار على الرسالة الفرنسية جاء بإيعاز أميركي لإفشال مهمة لودريان الحوارية


حسين زلغوط - "اللواء"

عشرة أشهر إلّا ثمانية أيام مرّت على مغادرة الرئيس ميشال عون القصر الجمهوري منهيا ولايته الرئاسية، وعلى الرغم من المحاولات والمساعي الداخلية والخارجية لملء الفراغ، ما يزال الاستحقاق الرئاسي عالق في مربعه الأول، محاط بكمٍّ هائل من التعقيدات، والتجاذبات، والانقسامات، التي تُطبق عليه وتمنعه من سلوك الطريق الى الإنجاز.
طروحات كثيرة طُرحت، وأفكار كثيرة تمّت مناقشتها في لبنان وخلف البحار، كلها سقطت بفعل سياسة التعنّت والنكد التي طبعت سلوكيات بعض الأطراف التي تعاطت مع هذا الأمر بخلفيات سياسية وحزبية وأحيانا شخصية، وهو ما حال الوصول الى الهدف المنشود وهو انتخاب رئيس ليكون مدخلا لانتظام عمل المؤسسات بما يؤدي الى مقاربة الأزمة الاقتصادية والمالية بشكل جدّي ومنطقي والعمل على معالجتها.

كل المؤشرات المتعلقة بالملف الرئاسي ما تزال في الدائرة السلبية، وما زاد الطين بلّة ان ثمة أطرافا قررت المقاطعة المسبقة للحوار الذي يُحضّر له الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، وهو ما سيؤدي بالطبع الى إعاقة مهمته، وخصوصا ان لودريان من خلال رسالة الأسئلة التي بعث بها الى مجموعة من النواب كشف انه يريد أن يشمل الحوار المنشود كلّ الأطراف المعنية بالملف الرئاسي، ولا يقتصر على الكتل الكبيرة فقط.
ما من شك انّ التعاطي السلبي مع العملية الحوارية التي ينوي لودريان أن يقودها بالتنسيق مع اللجنة الخماسية، وضع المسعى الخارجي في موضع حرج وإرباك كبير، وهو ما سيحمل الموفد الرئاسي الى إعادة ترتيب أوراقه، وتعديل أفكاره، وهو من دون أدنى شك سيلجأ الى شركاء فرنسا في اللجنة الخماسية والقيام بمشاورات مع أعضاء اللجنة، لوضعهم في صورة المواقف التي أطلقت لحظة وصول رسالته الى لبنان، والأجوبة التي سيتلقّاها على هذه الرسالة، لكي يبني على الشيء مقتضاه وتحديد الخطوة التالية التي ستأخذ بعين الاعتبار ما استجدّ من مواقف على الساحة اللبنانية.

في هذا الإطار، يؤكد مصدر وزاري ان الملف الرئاسي هو الآن في «المربع الأسود» حيث ان بعض القوى السياسية في لبنان تعيش على كوكب آخر، وهي لا تدرك حجم المخاطر الناجمة عن استمرار الشغور الرئاسي على كافة المستويات، وان البرهان على ذلك هو إطلاق النار غير المسبوق على رسالة لودريان، في دلالة واضحة على ان البعض لا يريد في الأصل أن تلعب باريس دور الوسيط حول الملف الرئاسي تحت ذريعة ان فرنسا منحازة الى طرف معين، كل ذلك لأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كان في بداية الأزمة طرح مقايضة رئاسة الجمهورية مقابل رئاسة الحكومة والتي عرفت بمعادلة سليمان فرنجية - نواف سلام.
وأعرب المصدر عن خشيته من فشل المسعى الفرنسي والشركاء في «اللجنة الخماسية»، لأننا سنكون أمام تداعيات لا قدرة للشعب اللبناني على تحمّلها، وأن الخارج لن يقف مكتوف الأيدي، بل هو سيتخذ اجراءات ما، من باب حفظ ماء الوجه، وسيقف يتفرّج علينا ونحن ننحدر الى الوادي السحيق، من دون أن ترفّ له جفن باعتبار ان ما وصلنا إليه هو بفعل أيدينا ورفضنا مساعدة الخارج لنا.
ولم يسقط المصدر من حساباته أن يكون هناك دور أميركي وربما قطري في تشويه صورة الدور الفرنسي، وان هناك من هو في الداخل اللبناني يستند على هذا الدور التعطيلي ويعمل على إفشاله من خلال رفض الرسالة الفرنسية والتمترس وراء مواقفه التي كانت سبباً في عدم انتخاب رئيس للجمهورية حتى هذه اللحظة، لان هؤلاء يعتقدون ان المرحلة المقبلة ربما تحمل من المعطيات التي تجعلهم يطرحون بقوة اسم مرشحهم الفعلي للرئاسة من دون إعطاء أي اعتبار لما سيكون عليه موقف الشريك الآخر في القرار، ولا سيما ان الممر الآمن لعملية انتخاب رئيس هو التوافق.. ثم التوافق، وأي محاولة للقفزة فوق هذه القاعدة سيكون قفز في المجهول، وستكون له تداعيات خطيرة، وخصوصا ان المعطيات الاقتصادية وكذلك الأمنية لا تبعث على الاطمئنان.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار