البطريرك الراعي وزيارة توطيد التلاقي لـ"بزوغ الجبل" | أخبار اليوم

البطريرك الراعي وزيارة توطيد التلاقي لـ"بزوغ الجبل"

| الجمعة 25 أغسطس 2023

البطريرك الراعي وزيارة توطيد التلاقي لـ"بزوغ الجبل"
تكريس العيش معاً وإعادة اللحمة بين مكوّنات الجبل بشكل أكبر

"النهار"- مجد بو مجاهد

سيكون الجبل في الثامن من أيلول المقبل على موعد مع إعادة بزوغ مبنيّ على التلاقي الوطيد بين مكوّناته في زيارة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في صورة مغايرة لليباس السياسيّ الخريفيّ على مستوى الأوضاع العامة في البلاد، والمتزامنة مع قحولة شغور في الاستحقاقات الدستورية. وتقوم الزيارة على أسس ترسيخ التواصل والعيش معاً في الجبل الذي يُعتبر بمثابة هدف أساسيّ، في وقت تتوقّف كيفية تفعيل اللقاءات على أرض الواقع بين الطوائف على الأفرقاء وطريقة تجاوبهم. ويتمثّل الهدف الأساسيّ من خطوة البطريرك الراعي، وفق تأكيد مصادر بكركي لـ"النهار"، في تكريس العيش معاً وإعادة اللحمة بين مكوّنات الجبل بشكل أكبر، خصوصاً أنّ البلاد ليست بألف خير راهناً وكلّ تقارب أو توافق في إمكانه أن يعطي مزيداً من الدفع الإيجابي على مستوى البلاد. ويتحضّر البطريرك الراعي لزيارة شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز سامي أبي المنى في دارته بشانيه، إضافة إلى فعاليات عدّة على مستوى المنطقة تشمل المكتبة الوطنية في بعقلين ومنطقة الباروك شمولاً بلقاء ركيزة في قصر المختارة. وتؤكد مقاربة مصادر الصرح البطريركي الحاجة إلى مزيد من التقارب بين المكونات داخل الجبل كهدف أساسي لزيارة البطريرك الراعي خصوصاً أنّ هناك مواطنين لم يعودوا بشكلٍ فعليّ حتى اللحظة، وثمّة حاجة إضافية إلى تنقية الأوضاع بين مكوّنات المنطقة. وإذا كان الجبل بخير إنّما كلّما زاد الخير صارت البلاد بخير أكبر استناداً إلى مقاربة بكركي، وكلّ تقارب على مستوى مكوّنات الجبل من المنتظر أن يكون له مردوده الوطني الإيجابي من هذه الناحية.

ومن جهتها، تنتظر مشيخة العقل في طائفة الموحّدين الدروز بإيجابية الزيارة التاريخية الطابع المقرّرة للبطريرك الراعي، وقد تقدّمت له بالشكر على هذه الزيارة التي تُعتبر بمثابة تكريس للتعايش والوحدة الوطنية التي كان انطلق منها البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير عام 2002. وتريد من هذه المحطة أن تشكّل استكمالاً لمرحلة إنقاذ لبنان عبر وحدة جبله، مع تأكيدها أنه عندما يكون الجبل بخير يكون الوطن بخير في اعتباره "قلب لبنان". وانطلاقاً من معطيات "النهار" المنبثقة من مصادر مشيخة العقل، فإن الشيخ أبي المنى يعطي أهمية لزيارة مماثلة ويعمل على مواكبة تفاصيلها في شانيه. وستشهد هذه المحطة كلمة ترحيبية به مع وفد من أهالي ومشايخ طائفة الموحّدين الدروز قبل الانتقال إلى المكتبة الوطنية في بعقلين مع كلمات مشتركة ستؤكد على هذه النقاط الأساسية القائمة على الوحدة والتعايش داخل الجبل وصون المفاهيم والروابط المجتمعية التي تعتبر قديمة مع المارونية السياسية بُعيد تأسيس دولة لبنان انطلاقاً من عنوان مماثل والعيش ضمن بيئة واحدة.

ولا شكّ أنّ اجتماع رؤساء طوائف ممثلة للمارونية والدرزية يصبّ في إطار إراحة أهالي المنطقة في تقويم مصادر مشيخة العقل، وإذا كان هناك عصب معين يغرّد خارج هذه الأجواء سيعلم أن هناك تصاهراً واندماجاً حقيقيين بين المكوّنات. وسيكون للمحطة داخل المكتبة الوطنية في بعقلين رمزيتها مع كلمات والإشارة إلى الموضوع البيئي والاجتماعي والإنمائي، علماً أن الكلمات لن تكون محصورة في اجتماع رؤساء الطوائف فحسب، بل سيتخلّلها دعوة إلى لقاء مشترك للتفكير في سُبُل انقاذ لبنان اقتصادياً وإراحة أجواء المنطقة أمام رجال الأعمال ليشعروا بالمناخ المناسب لتنفيذ أي مشاريع داخل الجبل أو خارجه. ووفق المعطيات، هناك تحضيرات تُدرَس للعمل على بلورة محطة شعبية ترحيبية في منطقة الباروك والالتقاء مع الأهالي ورؤساء البلديات على أن يكون ختام الزيارة في قصر المختارة وما تمثّله هذه المحطة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقاً #وليد جنبلاط من أهمية لإعادة تكريس المصالحة التي انبثقت عام 2002.

وفي البحث عن السُّبُل المُمكنة للوصول إلى العيش معاً على مستوى بعض المواطنين الدروز والمسيحيين الذين يحتاجون إلى مزيد من تنقية الأوضاع في الجبل، تجيب مصادر مشيخة العقل أنّ "الدعوة التي يدعو إليها شيخ العقل والتي نتفق عليها مع البطريرك الماروني ونتحدّث فيها على نطاق المجالس الخاصة، تلحظ أنّ هناك فئات تؤيّد التسامح بين المواطنين وتطوي صفحة الخلافات في مقابل فئات لا تصفح بسهولة وهذه من طبائع الناس المختلفة. وهناك خياران ما بين التسامح والارتقاء أو التشبّث بالرفض، وقد تمثّل اختيار الشيخ سامي أبي المنى بعد وفاة والده في الحرب التي دخلت فيها أيادي خارجية زعزعت الثقة بين شعب واحد، في تغليب خيار المسامحة وكرّس ذلك بعدئذٍ من خلال شهادة الدكتوراه التي حازها في الحوار الإسلامي المسيحي". ولا يغيب عن مقاربة مشيخة العقل في طائفة الموحّدين الدروز أيضاً، دعمها كلّ المبادرات المؤدّية إلى مزيد من التقارب والوحدة بين أبناء الوطن، رغم بروز بعض الحالات الاستثنائية من المسيحيين والدروز التي لم تعمل على تخطّي الماضي، لكن تصبح العلاقة بين المكوّنين أفضل مع تقدّم الزمن. وتعمل الفعاليات الروحية الدرزية والمارونية حالياً على إعادة إحياء العلاقة التاريخية بين مكوّنين مؤسّسَين للكيان، ما يُلزم الطوائف الأخرى العمل على تخطّي أيّ شقاق، وهذا ما يُراهَن عليه على مستوى مشيخة العقل.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار