عبد اللهيان حضّ "حزب الله" على الكفّ عن مهاجمة السعودية | أخبار اليوم

عبد اللهيان حضّ "حزب الله" على الكفّ عن مهاجمة السعودية

| الإثنين 04 سبتمبر 2023

عبد اللهيان حضّ "حزب الله" على الكفّ عن مهاجمة السعودية
لقاء جمع منصوري والسفير السعودي الذي رسم خريطة طريق للوضع المالي

"النهار"- وجدي العريضي

دخل لبنان في خضمّ السعي الدولي لانتشاله من أزماته ومعضلاته، لا سيما الاستحقاق الرئاسي، ما تبدّى بوضوح في الأيام الأخيرة عبر مثلث التحرك الديبلوماسي، من الاستعدادات للزيارة المرتقبة للموفد الفرنسي الرئاسي جان - ايف #لودريان، الى الزيارتين اللتين قام بهما كل من الموفد الأميركي آموس هوكشتاين ووزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان.

السؤال الذي تفاعل في الساعات الماضية: هل ستتأثر المساعي الديبلوماسية على خلفية الاشتباك السياسي بين باريس وطهران، مع الإشارة الى أنهما على علاقة وطيدة منذ سنوات طويلة لا بل "سمن وعسل"، بدليل تمسّك لودريان بدعم مرشح الثنائي الشيعي رئيس "تيار المردة" النائب السابق سليمان فرنجية؟ وعليه فان انتقاد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تدخّل إيران في الشؤون اللبنانية والمنطقة والذي كان مفاجئاً، بدأت ارتداداته تظهر على خط الثنائي الشيعي، وبعض الاصداء جاء من منطقة الجناح حيث جرى إحياء ذكرى تغييب الامام السيّد موسى الصدر عندما دعا رئيس المجلس النيابي نبيه برّي الى حوار السبعة أيام، في ظل سؤال آخر: ماذا عن طاولة عمل الموفد الفرنسي في قصر الصنوبر التي تُعتبر حوارية بامتياز؟

الموقف الأخير للرئيس ماكرون خيّم على أجواء زيارة وزير الخارجية الإيراني الى بيروت، اذ أشارت مصادر سياسية عليمة لـــ"النهار"، الى أن زيارته تناولت عناوين مفصلية، واللقاء الأبرز والتقليدي دائماً كان مع الحليف الأساس لطهران في لبنان والاقليم، أي "#حزب الله"، حيث نُقل أن الوزير الإيراني تمنّى على الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله وقف الحملات على المملكة العربية السعودية في ظل الإيجابيات التي توالى ظهورها بين بلاده والرياض، لا سيما اللقاء الذي جمعه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأُفيد أنه شدّد على ضرورة عدم التعرض للمملكة، إضافة الى أن اللقاء تناول الموقف الفرنسي وخلفياته ومعطياته من دون أن يعني كسر الجرّة بين طهران وباريس، انما هذه العلاقة أصيبت بخدوش كبيرة وزيارة لودريان المتوقعة ستكشف الى أين ستصل الأوضاع على خط فرنسا – إيران، وهذا ما سيظهر جلياً من خلال تعاطي "حزب الله" مع ما يحمله الموفد الفرنسي من أجندة رئاسية وحوارية، والأمر عينه مع الرئيس برّي الذي يعتبر من أبرز الذين يتواصلون ويتناغمون مع لودريان.

وتتابع المصادر أن عبداللهيان عرض مع "حزب الله" الوضع الميداني والسياسي في الجنوب اللبناني، الى سوريا والعراق والساحة الفلسطينية ووضع المخيمات خصوصاً بعد معركة عين الحلوة، وربطاً بالاستنفار الأميركي في المياه الإقليمية والتهديدات التي تطلقها الإدارة الأميركية ومعها إسرائيل تجاه إيران و"حزب الله"، ما يؤشر الى أن زيارته حملت عناوين يمكن البناء عليها في الداخل اللبناني وعلى نحو مغاير لما سبق، اذ وبمنأى عن التحالف العقائدي والميداني بين إيران والحزب، فالتقارب الذي تفاعل وتنامى بين الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية، خصوصاً بعد الزيارة الأخيرة لعبداللهيان الى جدّة، يساهم في حلحلة الملف اللبناني، اذ ثمة معلومات بأن الرياض تمنت على إيران ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان بفعل تأثيرها المباشر على من يعطل هذا الاستحقاق، وأقله المساهمة في تنقية الأجواء باعتبار أن الوضع اللبناني لم يعد يتحمل فراغاً رئاسياً ومزيداً من الانهيار الاقتصادي والمالي.

وعلى خط آخر، حظيت زيارة حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري الى السعودية باهتمام لافت، وسبق لـ"النهار" أن اشارت اليها بعد لقاء جمع منصوري والسفير السعودي وليد بخاري الذي رسم خريطة طريق للوضع المالي بفعل ما أفصح عنه نائب الحاكم بالإنابة، الأمر الذي أدى الى استعجال قيامه بالتوجه الى المملكة التي يُنقل ارتياحها الى العملية الإصلاحية التي يقوم بها منصوري، وهذا ما حظي بإجماع وارتياح في الأوساط اللبنانية وصندوق النقد الدولي، مع الاشارة الى ان المملكة تطالب منذ فترة طويلة بضرورة اجراء الإصلاحات المالية والإدارية. وعُلم أن كبار المسؤولين في الرياض، وعلى وجه التحديد مالياً واقتصادياً، سيستمعون الى تقرير مفصّل من منصوري عن المعاناة التي تحيط بالمصرف المركزي وعدم قدرته على دعم قطاعات حيوية وفي المجالات التربوية والصحية والعجز عن تأمين الطبابة لقوى الأمن الداخلي، في حين، وهنا بيت القصيد، أن المملكة بمجرد حصول هذه الزيارة ستلبي رغبة الحاكم بالإنابة في ظل ارتياحها الى خطواته الإصلاحية والسياسة المالية الرشيدة التي يتّبعها، ما يتفق مع رؤيتها للمبادئ الإصلاحية التي يجب أن تسلكها الحكومة اللبنانية في كل قطاعاتها ومؤسساتها ومرافقها.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار