رفض حوار بري كان متوقعاً ومهمة لودريان انتهت قبل أن تبدأ | أخبار اليوم

رفض حوار بري كان متوقعاً ومهمة لودريان انتهت قبل أن تبدأ

| الثلاثاء 05 سبتمبر 2023

رفض حوار بري كان متوقعاً ومهمة لودريان انتهت قبل أن تبدأ

الدور الفرنسي أصيب بأضرار جسيمة بعد انتقاد ماكرون للدور الإيراني في لبنان والمنطقة


"النهار"- وجدي العريضي

طغى الحوار المتطاير من باريس إلى عين التينة على ما عداه في ظل تساؤلات من مثل: كيف يدعو الموفد الفرنسي جان - إيف لودريان الى طاولة عمل في قصر الصنوبر وهو حواري بامتياز، ومن ثم يطلق رئيس المجلس النيابي نبيه #بري، في ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر، قنبلةً حوارية ضربت في معراب والصيفي حيث كان الرد السريع على رفضها واعتبارها غير دستورية وميثاقية، لأن الأهمّ هو انتخاب رئيس للجمهورية، فيما كانت دعوة رئيس المجلس تلقى رداً مرناً من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي؟ وسابقاً نُقل عن بري خلال استقباله المطرانين بولس عبد الساتر وبولس مطر، قوله يومذاك:

"سألبّي رغبة البطريرك الراعي وسأدعو لانتخاب رئيس، ولو عبر جلسات متتالية والمهمّ أن نتحاور"، فكان الرد إيجابياً بالمثل على اعتبار أن الإتصال عبر القنوات المباشرة وغير المباشرة بين بكركي وعين التينة كان عنوانه ضرورة عقد جلسات متتالية مهما بلغ عددها لأن المهم هو انتخاب رئيس للبلاد. وتالياً فإن رفض "القوات اللبنانية" تحديداً والأمر عينه للكتائب دعوة بري لسباعية الحوارية، يطرح سؤالاً آخر: ماذا بعد الرد، وهل يعني ذلك أن الحوار انتهى من دون نتيجة وسينسحب ذلك على مبادرة لودريان المترنّحة أصلاً؟ أي أن مهمة الموفد الفرنسي انتهت وعنوان جلسة العمل في قصر الصنوبر هو الفشل الذريع وفق ما يجري تداوله في المجالس السياسية وما يصرح به أكثر من مرجع سياسي ومن لديهم خبرة في مثل هذه المفاصل التي يمر بها لبنان راهناً.

في هذا الإطار، تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"النهار" إن بري كان واثقاً من رفض مبادرته، لا سيّما من المعارضة وعلى وجه الخصوص من قِبل الكتائب و"القوات"، لكنه في الوقت عينه كان يعلم أن البطريرك الماروني سيتعامل إيجابا مع دعوته ومع ما أشار إليه في ذكرى تغييب الإمام الصدر، لا بل هذا ما يريده سيد بكركي من حوار وجلسات انتخاب ولو وصلت إلى عشر جلسات وأكثر. واللافت هنا أنه بُعيد انتهاء البطريرك الراعي من إلقاء عظته أول من أمس، جاءه الرد من معراب عبر أحد نواب تكتل "الجمهورية القوية" وإنْ كان التصريح هادئاً لكنه كان مستغرِباً لموقف الراعي الذي جاء قبيل قداس ذكرى شهداء "القوات" بساعات معدودة، إنما ووفق المعلومات المتقاطعة، لم يعد هناك من مجال للمناورات السياسية من كل الأفرقاء، فالمعارضة أُربِكت من موقف البطريرك الماروني إضافةً إلى أن "التيار الوطني الحر" سيتلقف بدوره دعوة بري ويعتبرها جائزة ربحها من دون عناء ليتّهم المعارضة وخصومه من معراب الى الصيفي بانهم يعطلون الحوار، لاسيما ان ثمة اجواء موثوقاً بها لها صلة بالحوار الجاري على قدم وساق بين "التيار البرتقالي" و"حزب الله"، انه سيأخذ توجهات حركة "أمل" بالاعتبار، وبمعنى أوضح ان "حزب الله" لا يمكن أن يوافق على مطالب باسيل وتحديداً اللامركزية الإدارية والمالية من دون المرور ببري وتشريعات المجلس والتغطية الشيعية الكاملة لمطالبه، على أن تُرفد الموافقة من أطراف أخرى لاحقاً. ولهذه الغاية قد يشارك "التيار الوطني" في الحوار خصوصاً أنه خرج من "تقاطع" المعارضة بعدما دخلها مناوراً سياسياً وقطف ما يريده.

والسؤال المهم هنا: هل يحصل الحوار من دون "القوات" والكتائب والمعارضة بشكل عام، وهل تؤمّن الميثاقية المسيحية في حال شارك "البرتقالي" إلى نواب مسيحيين مستقلين ومنهم مَن ينتمون إلى كتل نيابية متنوعة، وهل يعني رفض دعوة بري للحوار انتهاء مهمة لودريان؟

المصادر المعنية ترى ان زيارة الموفد الفرنسي المرتقبة إلى بيروت باتت بحكم المنتهية قبل انعقاد جلسة قصر الصنوبر ولقائه الأطراف اللبنانيين، ولا سيما أن الدور الفرنسي أصيب بأضرار جسيمة بعد انتقاد الرئيس إيمانويل ماكرون للدور الإيراني في لبنان والمنطقة، وهذا ما انسحب على علاقة باريس مع الثنائي الشيعي والتي كانت في أفضل مراحلها، أضف إلى ذلك الدخول الأميركي القوي على خط الملف اللبناني من الترسيم البحري والبري إلى الاستحقاق الرئاسي، لذلك فان مهمة لودريان التي وُلدت ميتة قد تكون وداعية قبل أن ينتقل إلى مدينة العُلا السعودية في مهمة جديدة لتطويرها، أي أن الحوار الفرنسي انتهى مفعوله فيما حوار بري تتبلور معالمه خلال الأيام القليلة المقبلة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار