لودريان يعود اليوم بـ"شيء جديد"... طروحات لإنعاش مهمته | أخبار اليوم

لودريان يعود اليوم بـ"شيء جديد"... طروحات لإنعاش مهمته

| الإثنين 11 سبتمبر 2023

لودريان يعود اليوم بـ"شيء جديد"... طروحات لإنعاش مهمته

معزّز بالتنسيق الفرنسي - السعودي وبدعم المجموعة الخماسية


"النهار" - سمير تويني

هل سيتمكن الموفد الرئاسي الفرنسي جان - إيف لودريان خلال جولته الثالثة في بيروت من القيام بمساعٍ حميدة لتهيئة ظروف مؤاتية لقيام حوار يؤمّن حلا توافقيا لانتخاب رئيس للجمهورية، وهي خطوة اساسية يحتاج اليها لبنان عاجلا لوضعه على طريق الاستقرار من خلال اخراج سياسي يرسي معادلة "لا غالب ولا مغلوب"، وهي معادلة ضرورية لتأمين انتخاب رئيس للبلاد للشروع في طريق الانتعاش؟

يصل الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الوزير السابق لودريان الى بيروت اليوم لاستكمال مهمته في البحث والتشاور مع الكتل والاحزاب حول السبل الفضلى للتوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية، وحل الازمة السياسية المستعصية من خلال التوصل الى توافق يتيح انهاء الشغور الرئاسي الممتد منذ شهر تشرين الثاني الماضي، ووضع صيغة تشاور وتحاور محددة ببرنامج وزمن، ويعبّد الطريق لانتخاب رئيس وانجازه عبر توافق وتفاهم على صيغته وفق اتفاق الطائف.

وبين مؤيد ومعارض للحوار وآخذ في الاعتبار ردود الفعل المتقاربة على الرسالة التي وجّهها الى النواب، فان لودريان يعود الى لبنان حاملا خريطة طريق ومدعوما من اللجنة الخماسية عموما ومنسقا مع السعودية خصوصا بعد الاجتماعات الثنائية في باريس بين مسؤولين سعوديين وفرنسيين.

ثم إن إيّ صفقة خارجية يجب ان تراعي مع الاطراف اللبنانيين التسوية في ما بينهم واستقرار لبنان والمنطقة، اي استقرار الحدود والداخل اللبناني. وفي هذا السياق يحاول الموفد الاميركي آموس هوكشتاين ربط هذا الاستقرار السياسي الداخلي باستقرار أمن الطاقة والحدود مع اسرائيل، ويعتبر ان تحديد الحدود هو الباب نحو عودة الاستقرار الى الداخل اللبناني وفي سياقه انتخاب رئيس للجمهورية، إذ إن نجاح مهمة لودريان أو فشلها مرتبط بالتفاهم الاقليمي والدولي على تسوية تغطيها توافقات اقليمية ودولية.

وفي هذا الإطار استنتج لودريان ان انتخابات رئاسة الجمهورية تشكل منعطفا لباقي الملفات، وأن الرئيس المقبل يجب ألا يشكل تحديا لأي فريق في الداخل والخارج، وان تكون لديه القدرة على جمع اللبنانيين لان ليس من فريق بعينه قادرا على ايصال مرشحه، وحتى اذا اوصله فانه سيواجه صعوبات في ادارة البلد في ظل الانقسام العمودي السائد.

فهل سيتمكن لودريان بدعم من المجموعة الخماسية من ازالة العوائق من أمام مبادرته الحوارية بعدما تسلم من الأفرقاء السياسيين اجوبة متناقضة على رسالته؟

إن مجرد حضور لودريان الى لبنان يعني، وفق مصدر ديبلوماسي، ان لدى الموفد الشخصي للرئيس ماكرون شيئا جديدا سيعرضه على محاوريه، وانه لن يأتي لاعلان فشل مهمته، بل لديه طروحات جديدة سيعرضها على النخبة السياسية وهي تشكل خطوات عملية لانعاش مهمته واعطائها زخما لمتابعتها من خلال انتخاب رئيس للجمهورية قبل اعادة تكوين السلطة المفقودة. فلودريان يأمل بامكان توصّل النواب اللبنانيين الى انتخاب رئيس للجمهورية وهدفه الحصول على اجماع سياسي يؤمّن هذا الانتخاب، ويعوّل على جولته الثالثة لحل العقد التي تمدد الفراغ الرئاسي.

وكان لودريان قد نبّه جميع محاوريه الى الحاجة الملحّة للخروج من المأزق السياسي المؤسساتي الحالي الذي يشكل مخاطر كبرى على مستقبل لبنان. وهو منفتح على جميع اللبنانيين الذين حاورهم، وفهمُه البراغماتي قد يؤدي الى ابتكار إجماع حول اهم القضايا المطروحة، والجميع يذكر عبارته الشهيرة الموجهة الى الطبقة السياسية اللبنانية "ساعدونا لكي نتمكن من مساعدتكم". وكان اعلن لدى مغادرته لبنان عقب جولته الثانية بشكل حازم "ان المشاورات التي ستُجرى في شهر ايلول بشأن الملف الرئاسي ومواصفات الرئيس هي الفرصة الاخيرة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، واذا لم تنجح هذه المحادثات فان البلدان الخمسة التي تدعم لبنان (فرنسا والولايات المتحدة والسعودية ومصر وقطر) ستنسحب من الملف اللبناني، والذين يعرقلون الانتخابات سيخضعون لعقوبات".

فهل التهديد بالعقوبات يمكنه تغيير الوضع؟ ليس بالتأكيد لان التفاؤل الحذر ما زال سيد الموقف نظرا الى عدم وجود ثقة بين الجهات الفاعلة الرئيسية والاخفاقات العديدة للمبادرات الديبلوماسية الفرنسية في الماضي، وهذا ما يدعو بالطبع الى التشكيك بالقدرة الفرنسية على استنباط حلول،

علما ان لودريان والرئيس ماكرون مصرّان على التوصل الى حل. فهل سيتمكن الممثل الرئاسي من خلق مناخ من الثقة والسماح للبرلمان بالاجتماع وفقا للظروف المؤاتية لاجراء الانتخابات الرئاسية خلال جلسة مفتوحة للخروج بسرعة من الازمة، وهل سيستفيد خلال جولته الثالثة من نهج التيسير والمساعي الحميدة التي يقوم بها الخارج من خلال مبادرات، والداخل من خلال الدعوة الى حوار، لوضع لبنان على طريق الانتعاش والاستقرار؟ هذا وسيشكل اجتماع اللجنة الخماسية في الامم المتحدة في النصف الثاني من ايلول احدى الفرص الاخيرة للمساهمة في سد الفراغ الرئاسي.

المهم انه يجب عدم التفريط بالفرص والتعامل مع المبادرة بكل جدية لكي تشكل وسيلة للخروج من الازمة. فالبلد يدخل في منطقة محفوفة بالمخاطر والوقت يمر والوضع يستمر في التدهور.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار