حروب العونيين مفتوحة مع الممانعة والمعارضة... و"بري طرف"
"التيار" كان اول من حذر من اخطار قدوم موجات النازحين السوريين
"النهار"- رضوان عقيل
يخوض "التيار الوطني الحر" حروبا مفتوحة ضد كتل نيابية عدة في الممانعة والمعارضة مع تركيزه في الايام الاخيرة وبالمباشر على قائد الجيش العماد جوزف عون واتهامه بتسهيل عملية قدوم النازحين السوريين وتغطيتها من خلال اجتياحهم الاراضي اللبنانية وعدم قيام المؤسسة العسكرية بالواجبات المطلوبة منها على الحدود مع سوريا.
وقد يكون "حزب الله" الفريق الوحيد الذي يتواصل مع "التيار" ولو لم يتوصلا بعد الى قاسم مشترك في شأن الانتخابات الرئاسية، ولا يبدو انهما سيلتقيان على رؤية واحدة لهذا الملف الشائك المليء بالهواجس والخشية من الآخر وانعدام الثقة بين الكتل النيابية.
وتلقّى العونيون بأكثر من ارتياح عبارة "الخيار الثالث" التي رددها الموفد الفرنسي جان - ايف لودريان على مسمع اكثر الافرقاء المنقسمين في الخيارات، وان المقصود بها ابعاد المرشحَين سليمان فرنجية وجهاد ازعور وشطبهما من بورصة المرشحين "ولا سيما ان المجتمع الدولي لا يريد فرنجية لجملة من الاعتبارات"، بحسب الفريق العوني الذي يهمه ايضا ويحل في مقدم اولوياته قطع الطريق على قائد الجيش وتطويق ترشحه وألا يكون في عِداد الاسماء المطروحة من ضمن تشكيلة "الخيار الثالث".
وفي عرض لسياسة العونيين يقولون على لسان الوزير السابق بيار رفول انهم لم يصلوا بعد الى نتائج مشجعة ليس مع المعارضة فحسب، بل مع "حزب الله" ايضا.
ولم يقطع "التيار" خطوط تواصله مع المعارضة ولا مع المقاومة حيث لم تتحلحل الامور بعد مع اي جهة يشترك معها في وقت يستمر في حواره المفتوح مع الحزب حيال بندي اللامركزية الادارية والصندوق الائتماني. ويؤكد رفول ان فريقه يتعاطى بشفافية "ومن دون لف ودوران، وانه منذ اليوم الاول ابلغ النائب جبران #باسيل السيد حسن نصرالله عدم قبول تأييده فرنجية وقبل ان يرشحه الرئيس نبيه بري".
وقد اصبح الحزب في موقع اليقين بأن "التيار" لن يتراجع عن موقفه الرافض لفرنجية وعدم اقدام نواب تكتل "لبنان القوي" على انتخابه ويتخذون الموقف نفسه من العماد جوزف عون.
ولا يعارض رفول عقد طاولة حوار بين سائر الافرقاء وفق ما قدمه فريقه للبحث في برنامج الرئيس وعدم الاكتفاء بالاسماء، وان رئيس المجلس "يبقى طرفا ونصف ما دام متمسكا بفرنجية"، وان من الاسلم التوجه في رأيه الى "الاسراع في الخيار الثالث، ولا سيما بعد بروز موجة الرفض الداخلية والخارجية لترشيح رئيس تيار المردة".
لم يسمِّ رفول شخصية تنطبق عليها نظرية "الخيار الثالث"، لكنه يرى ان كثرا من الشخصيات المارونية "تتمتع بمواصفات هذا التوجه شرط ان يأتي المرشح اولا من تمثيل بيئته على غرار ما يتم فعله مع الشيعة حيال رئيس مجلس النواب والسنّة مع رئيس الحكومة، وان الرئاسة في النهاية لا تأتي بطريق الفرض". ويرفض قول بري ان المشكلة الرئاسية عند الموارنة، "المشكلة عنده هو ما دام متمسكا بمرشحه، ولا يستطيع ان يبقى على موقفه هذا من دون ان يتزحزح عنه. ويبدو كأنه يقول لمن لا يلتقي معهم: اذهبوا وبلطوا البحر، وان الحوار في النهاية يجب الّا يكون على قياس جهة ومصالحها من دون اخرى. وهذا ما أتبعه رئيس المجلس وياللاسف".
وفي الامكان بحسب رفول "التوصل الى اسم يكون ممثلا لبيئته المسيحية اولا وغير معاد للمقاومة شرط ان يسير وفق برنامج واضح حيال المواضيع والملفات الشائكة في البلد". ويدعو "القوات اللبنانية" الى اعادة النظر في مقاربتها، "ويبدو ان جهات عدة لا تريد اتمام هذا الاستحقاق ولا احترام خيارات مكونه الطائفي".
الى ذلك يعتبر رفول ان "التيار" كان اول من حذر من اخطار قدوم موجات النازحين السوريين. ويكرر موقف باسيل بان قائد الجيش لا يقوم بالواجبات المطلوبة منه في شأن هذا الملف، "ونحن لسنا ضد الجيش ولا نحتاج الى شهادة من احد حيال هذه المؤسسة، لكن الوقائع تثبت اليوم ان رأس قيادتها متواطئ مع قدوم كل هذه الاعداد الكبيرة حيث لا قدرة للمناطق اللبنانية على تحمّلها، وان اجتياز النازحين الحدود وخصوصا في الاسابيع الاخيرة اصبح امرا لا يطاق وعلى المعنيين تحمّل مسؤولياتهم. ويمارس جوزف عون الاداء نفسه الذي طبقه العماد جان قهوجي حيال هذا الملف. وكان في الامكان ضبط الحدود اكثر بدل تقديم خدمات لتسهيل مجيء كل هذه الاعداد. وتقدر المؤسسة على ضبط الحدود بطريقة افضل من تلك المتبعة اليوم من باب الحفاظ على اللبنانيين اولا".