لبنان على أعصابه...وجنوبه على حماوته | أخبار اليوم

لبنان على أعصابه...وجنوبه على حماوته

| الثلاثاء 24 أكتوبر 2023

الراي- لم يمنع إرجاءُ بدءِ الاجتياحِ البري الإسرائيلي لقطاع غزة، استمرارَ «شدّ الأعصاب» في لبنان في ضوء مضيّ طرفيْ المواجهة في الإعداد لها على قاعدة أنها معركة «حياة أو موت»، وبقاء «حزب الله» على تَحَفُّزه وتحريكه جبهة الجنوب ضمن ضوابط، وإن كانت كل عملياته صارت «عابرةً» للخط الأزرق على طول الحدود، وذلك في إطار عملية إشغالٍ على مدار الساعة للجيش الإسرائيلي و«ربْط نزاعٍ» مع ضروراتٍ يمكن أن يفرضها الميدانُ وقد تقتضي دخولَ الحرب ولاسيما في ضوء «التفعيلِ الناعم» حتى الساعة لكل ساحات «محور الممانعة» بوجه «الردع الأميركي» وأساطيله في المتوسط وما يترتّب على ذلك من ارتفاع مَخاطر «الحسابات الخاطئة».

وفيما كانت بيروت تواجه طلائعَ عملية نزوحٍ تَصاعُدية من قرى الجنوب الحدودية خصوصاً بَلَغَ معها عدد النازحين نحو 19 ألفاً يتعيّن توفيرُ مقوّمات الدعم لهم، وسط «إنذاراتٍ تذكيرية» من عدد من السفارات لرعاياها بوجوب المغادرة فوراً كما فعلت واشنطن التي أكدت لمواطنيها أنه «انه مازالت هناك رحلات تجارية متاحة، ولكن هناك انخفاض في القدرة الاستيعابية»، فإن الميدان الجنوبي لم يسترِحْ رغم تعليق العملية البرية ضد غزة، سواء تحت عنوان انتظارِ وصولِ قوات أميركية إضافية إلى المنطقة أو إعطاء فسحة لبت ملف الرهائن أو في إطارِ «تمويهٍ» لاسترداد عامل المفاجأة عسكرياً.

ولم يكن عابراً أن حيفا وعكا، شكّلتْ ، عنصراً مشترَكاً في يومِ المواجهاتِ على جبهتيْ غزة والجنوب، كما «على منبر» التهديدات الإيرانية، في ما اعتُبر «تَشبيكاً» متعمّداً يكمل سياقات «تَلاحُم الساحات» والتلويح بحربٍ متعددة الجبهة بحال بدأ الغزو البري لغزة بهدف إنهاء «حماس»، وسط انطباعٍ بأن «محورَ الممانعة» بدأ يستشعر بالإرباك الإسرائيلي في مقاربة هذه العملية وبأن عاملَ الوقت لم يعد لمصلحة تل أبيب في ظل المتاعب التي بدأت تواجهها جراء الوحشية التي تعتمدها حيال القطاع المحاصَر والتي دفعت فرنسا عشية وصول رئيسها إيمانويل ماكرون إلى إسرائيل لطلب هدنة إنسانية قد تؤدي إلى وقف لإطلاق النار، بالتوازي مع مساعٍ لإطلاق عشرات الأسرى ممن يحملون جنسيات مزدوجة.

ففي حين اعترضت إسرائيل صواريخ رُجح أنها من غزة، فوق عكا وخليج حيفا، وهو أول تطور من نوعه منذ بدء «طوفان الأقصى»، أُعلن لاحقاً أن طائرة مسيَّرة دخلت من لبنان تم إسقاطها فوق خليج حيفا وعكا، بالتوازي مع تلويح نائب قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء علي فدوي بأنه «إذا اجتاحت إسرائيل غزة فإن محور المقاومة سيرد»، و«إذا لزم الأمر فسنطلق الصواريخ مباشرة باتجاه حيفا».

وعَكَسَ تَزامُن هذه الوقائع، وفق أوساط سياسية، أن محور الممانعة بات يتعاطى مع «حماس» على أنها صارتْ خط دفاع عن مجمل أركانه، وهو المرتكز الذي حمله للتدخل دعماً للنظام السوري في الأعوام الـ 12 الأخيرة، وإن مع فارقِ أن تعقيدات وأكلاف حماية «حماس» أكبر بكثير هذه المرة في ضوء الخشية من أن أي خطأ في التقدير أو «تجاوُز الحدود» من شأنه أن يضع «رأس» كل من «حزب الله» وإيران في السلّة نفسها، ويجرّ إلى الانفجار الكبير الذي لا شك في أنه سيقوم على أنقاضه واقع جيو - سياسي جديد ولا سيما أن الولايات المتحدة وفّرت درعاً مباشراً لإسرائيل وبدت كأنها مَن يدير دفّة المرحلة وحدود التصعيد واحتوائه.

وفيما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤكد أمس أنه «لا يمكن أن أقول لكم الآن إذا كان حزب الله سيقرر دخول الحرب بالكامل بعد»، بالتوازي مع إعلان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه «يجب منْع امتداد الحرب بين إسرائيل وحماس إلى لبنان والدول المجاورة»، وتحذير وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس من «ان انتقال العنف إلى لبنان أو الضفة الغربية سيفضي إلى عواقب وخيمة للغاية»، أبلغ وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في بيروت، أن روما «تقوم باتصالات مع المجتمع الدولي ودول المنطقة للبحث في الأوضاع في غزة»، مشدداً على «أهمية العمل المشترك للتخفيف من وطأة الصراع وتجنيب دخول أطراف أخرى منْعاً لتفاقم الوضع».

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار