من يتذكر الفراغ في رئاسة الجمهورية و..."الفسيفساء" اللبنانية؟ | أخبار اليوم

من يتذكر الفراغ في رئاسة الجمهورية و..."الفسيفساء" اللبنانية؟

| الثلاثاء 24 أكتوبر 2023

من يتذكر الفراغ في رئاسة الجمهورية و..."الفسيفساء" اللبنانية؟
الصايغ: ليس صحيحاً أن لا صوت يعلو على صوت المعركة 

دنيز عطالله - المدن
تمضي الحرب على غزة والمواجهات في جنوب لبنان وسط ضبابية قاتمة في استشراف التطورات والمآلات. وبعيداً عن صخب المعارك التي تطغى على كل كلام سياسي، تبدو الأسئلة عن "دواخل" لبنان، المشرّعة على عصف الخارج، مشروعة ومقلقة.
فمن يتذكر اليوم أن لبنان بلا رئيس للجمهورية؟
من يتذكر بعد أن الفراغ يتسلل إلى كثير من مؤسسات الدولة ومن بينها قيادة الجيش؟
من يستطيع أن يطمئن اللبنانيين إلى بديهيات يومياتهم من أمن غذائي وواقع خدماتي ووضع اقتصادي منهار أصلاً؟
من يضمن عدم تعميق عزلة لبنان بعد توقف شركات طيران عدّة عن القدوم إليه، وسحب عدد من شركات التأمين لتغطيتها سواء جواً أو بحراً؟
من يمكنه أن يمنع خوف كثيرين وهم يسمعون ويقرأون طلب بلدان عربية وأجنبية مغادرة رعاياها فوراً؟

ضاهر: مسؤولية المسيحيين
يعتبر النائب ميشال ضاهر في حديثه لـ"المدن" "إننا في حالة طوارئ، ومع ذلك لا أحد يتصرف على هذا الأساس". ينتقد بشدّة "جميع المسؤولين المدنيين والروحيين" ويخص المسيحيين من بينهم بأقسى التعابير متسائلاً "ماذا يفعل البطاركة بعد في روما؟ لماذا يغيبون عن لبنان في هذا الوقت المصيري العصيب؟ هل يجوز أن يكون بطريرك الموارنة غائباً عن البلد منذ شهر ونصف الشهر؟ وبطريرك الروم الملكيين الكاثوليك لا يزال في روما؟".
يضيف "كيف ما انتهت الأوضاع القائمة اليوم فإن مسيحيي لبنان خاسرون. فإذا اندلعت الحرب سيهاجر من تبقى منهم؛ وإذا انتهت الأمور إلى تسوية سياسية فلا مكان لهم فيها لأنهم تخلوا عن دورهم".

- وما هو ذاك الدور المفترض في ظروف لا يتحكمون في تقريرها؟

يجيب "وحدتهم وتضامنهم واتفاقهم على المبادرة هي الشرط المطلوب. لكنّهم مع الأسف لا يزالون يسجلون انتصارات وهمية ويعيشون حالة نكران ويخططون للأصوات التفضيلية في الانتخابات المقبلة!".
ويتخوف ضاهر "بعد خسارة المواقع في رئاسة الجمهورية والمصرف المركزي فانهم يريدون القضاء على العمود الفقري للدولة وهو الجيش، من خلال السماح للفراغ والفوضى بالتسلل لقيادة الجيش وقيادة الأركان".

ويذكّر بأنه "لا يجوز تجاهل واقعنا الذي يتدهور من سيء إلى أسوأ مع الحرب القائمة والتي يمكن أن تتفاقم. فنحن اليوم كحال الرجل الذي كان يتألم من وجع أسنانه، بترت يده فغلب وجعه الثاني على الأول، وخوفي أن يستمر حالنا من بتر إلى آخر حتى إعلان وفاة الدولة والبلد".

الصايغ: أين صوت لبنان؟
النائب عن حزب الكتائب سليم الصايغ، يعاكس من يروجون لمقولة لا صوت يعلو على صوت المعركة. معتبراً أنه "تحديداً في المعارك لا بد من الإصغاء لكل الأصوات. ولا بد من الاحتكام لصوت العقل ومصلحة لبنان". ويقول لـ"المدن" إن "هذا الزمن هو زمن الحوار الداخلي المطلوب بإلحاح، وليس كما كان يُدعى إليه للالتفاف على الدستور والمؤسسات. الحوار المطلوب اليوم هو لتحييد لبنان الذي انخرط بحرب لا ناقة له بها ولا جمل، باعتراف رئيس حكومة لبنان نفسه". يضيف "لغة الحقد لا توصل إلى أي مكان. وفي زمن الأزمات الكبرى يجب أن نحتكم إلى العقل وليس إلى العواطف والغرائز". ويتساءل "وسط كل ما يجري أين صوت لبنان وتعدديته؟ لبنان مغيّب عن المؤتمرات الدولية وقراره الداخلي مصادر، وشعبه مغلوب على أمره والمطلوب منا جميعاً الانتصار على طريقة حماس في غزّة من دون نقاش، في حين أن الكيان اللبناني مهدد بوجوده. ونحن علينا أن نخوض معارك ونتلقى نتائجها من دون معرفة الأسباب وانتظار ما يقرره السيد نصرالله لحسابات استراتيجية".  

المجمع الانطاكي: تذكير بالرئيس وانفجار المرفأ
الكنائس اللبنانية، والتي يشمل حضورها البطريركي كل دول المنطقة، تحرص عند الاستحقاقات على الحفاظ على "خصوصية لبنان" وتجنيبه كأس الحروب المرّة.
ووصلت أصداء الانتقاد إلى مسامع روما حول غياب البطاركة الكاثوليك، لاسيما البطريرك الماروني لأكثر من شهر ونصف؛ إلّا أن مصادر كنسية تؤكد أن "لبنان حاضر في كل لقاءات البطاركة في روما وعملهم الصامت هناك مفيد جداً للقضية اللبنانية. وإن الكنائس اللبنانية أكثر الجهات حرصاً على تسيير شؤون الدولة وفصلها عن مسارات المنطقة ومآسيها".

في هذا السياق، سجل المجمع الإنطاكي برئاسة بطريرك الروم الارثوذكس يوحنا العاشر موقفاً واضحاً. دان المجمع "الحصار المفروض اليوم على الشعب الفلسطيني وعلى قطاع غزة تحديداً"، معتبراً "ما يجري من عنف، نتيجة لعدم احترام القوانين والقرارات الدولية بتطبيق العدالة". وندد بـ"الإبادة الجماعية المرتكبة فيه تحت أنظار العالم".

لكنه، في الموازاة، جدّد "دعوة المسؤولين اللبنانيين ولا سيما منهم النواب، إلى انتخاب رئيس للجمهورية يضمن عمل سائر المؤسسات الدستورية ويكفله"، مناشداً إياهم "تغليب روح الحوار والتوافق بدلاً من التمترس خلف منطق المواجهة وفرض الإرادة على الآخر في كل الملفات".

ولم ينسَ أن يذكر من غابوا عن ذاكرة الكثيرين: "من سقطوا في انفجار مرفأ بيروت، و..العدالة المصلوبة على قارعة المصالح والسياسة"، وصولاً إلى "جنى أعمار اللبنانيين وأموالهم المحجوزة في المصارف".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار