استحضار 2006 للمقارنة في التحذيرات للبنان | أخبار اليوم

استحضار 2006 للمقارنة في التحذيرات للبنان

| الخميس 26 أكتوبر 2023

استحضار 2006 للمقارنة في التحذيرات للبنان
 يكاد يكون حتى الان دولة المواجهة الوحيدة مع اسرائيل غير غزة والضفة

"النهار"- روزانا بومنصف

حين يتم التحذير من استدراج لبنان الى الحرب والتي قد تكون مدمرة بالنسبة اليه على نحو اكثر عنفا من حرب تموز 2006 التي استحضرت الى الواجهة من باب المقارنة تخويفا للبنانيين وتحذيرا لاصحاب القرار من اخذ لبنان الى الحرب او الانزلاق اليها، لا يتم التطرق الى التفاصيل وما الذي سيلحقه التدمير.

اسرائيل هددت باعادة لبنان الى العصر الحجري. ويخشى كثر ان ذلك قد لا يكون صعبا في ظل الانهيار الكارثي الذي يستمر لبنان في الانزلاق اليه . لكن الافتراض المبدئي قياسا الى اجراءات التحوط التي اتخذت هو الخوف على مطار رفيق الحريري الدولي وابعاد عدد من الطائرات الى دول صديقة يصب في هذا الاطار . كما المخاوف الكبرى هي من تدمير الجنوب والضاحية باعتبارها المعاقل الاساسية ل"حزب الله" من دون تجاهل عمق البقاع كذلك ومن دون تجاهل ان اسرائيل ضربت عشوائيا في 2006 الجسور التي تربط بين المناطق على خلفية انها تشكل امدادا للحزب بالسلاح. وتقر مصادر ديبلوماسية ان التحذيرات للبنان استندت الى مجموعة اعتبارات قد يكون ابرزها : اولا ان لبنان يكاد يكون حتى الان دولة المواجهة الوحيدة مع اسرائيل غير غزة والضفة انطلاقا من ان سوريا وان تكن تطلق منها صواريخ رمزية وتتلقى ضربات رمزية لا تتعدى ما كانت تتلقاه قبل 7 تشرين الاول على نحو لا تهدد النظام انما تخدمه. فيما ان المسيرات ضد مواقع اميركية في العراق او من اليمن تبقى الى حد كبير تحت سقف عدم اشعال الامور كما يحصل انطلاقا من لبنان . وتاليا فان هذا الاخير سيكون بوابة توسع الحرب وانتشارها في المنطقة وربما اكثر وسيواجه تدميرا اضعاف ما واجهه في 2006 وفق ما نقل اكثر من مسؤول اجنبي وتوقع في هذا الاطار . وكانت المخاوف الغربية من المزيد من انهيار لبنان اقتصاديا وتاليا امنيا مبنية على انه سيساهم حكما في عدم استقرار المنطقة وتم الضغط بقوة خلال الاعوام الماضية من اجل عدم حصول ذلك فيما ان هذا الكابوس يتكرر من منطلق اخر راهنا . وهذا يعني ان احدا لن يمكنه التحكم او الحكم على النتائج التي سيؤدي اليها توسع الحرب .

ثمة خشية غربية من توسع الحرب انطلاقا من ان لبنان الذي يضم اعدادا هائلة من اللاجئين قد يفتح الباب امام موجة هجرة جديدة منه الى الخارج قد يكون صعبا التحكم فيها فيما انه ليس مضمونا ان اللاجئين السوريين قد يعود قسم كبير منهم الى بلاده تحت وطأة الحرب بل على العكس من ذلك من هروب الى الدول الغربية . فيما ان هذه الاخيرة تخشى راهنا من موجة هجرة فلسطينية على خلفية ما يحصل من نزوح قسري لاهل غزة والذي لا يمكن ان يستمر .

لم تقارب اي من الدول " حزب الله" حتى الان في موضوع تحذيره من توسع الحرب كما قاربت موضوع حركة " حماس" التي غدت بحكم المطلوبة دوليا بتهمة الارهاب. حتى ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اثناء زيارته الى اسرائيل قبل يومين اقترح " بناء تحالف إقليمي ودولي لمواجهة المجموعات التي تهددنا”، كما اقترح تمكين التحالف الدولي ضد داعش من محاربة حماس، كما قال الى حد يصعب راهنا تصور اي مهادنة دولية في التعامل مع الحركة .
لا بل ان دولا عربية عدة ترفض الانجرار الى ما تسببت به الحركة والتي يستهدفها في شكل خاص بغض النظر عن واقع الرفض الكلي لممارسات اسرائيل الاجرامية وحربها التدميرية ضد الفلسطينيين. ولكن بيروت تستضيف مؤتمرات صحافية كثيفة لمسؤولي حماس في الاسابيع الاخيرة فيما ان لا مؤتمرات صحافية او اطلالات لمسؤولي حماس من اي دولة عربية بل ثمة تحفظ كبير على ذلك . وفي الاسبوعين الماضيين سرت حملات اميركية في شكل خاص ضد قطر لاستقبالها مسؤولين في الجناح السياسي للحركة على اراضيها قبل ان تتراجع هذه الحملات على ضوء التزام هؤلاء المسؤولين الصمت وانخراط قطر بقوة في وساطة وقف التصعيد في غزة واطلاق الرهائن . ويضاف الى استقبال بيروت مؤتمرات مسؤولي حماس بسبب من الحزب ورعايته لهم انطلاق اعمال مواجهة فلسطينية من الجنوب قد تعيد احياء تجربة انطلاق العمل الفلسطيني من الجنوب مجددا وان تحت رعاية "حزب الله" مع احتمال تكرار تجربة السيطرة السورية على العمل الفلسطيني المقاوم من الجنوب . وقد يكون ثمة دول لا تمانع بذلك بل تعمل له او لا يكتسب اهمية بالنسبة الى البعض منها ، ولكن لبنان سيتحول مجددا الى مكان خطير على مستويات متعددة .

ويقول البعض ان الحزب يعي جيدا حسابات تدمير مناطق سيطرته في شكل خاص او المرافق الحيوية كمطار بيروت مثلا وسواه من المرافق الحيوية التي يستفيد منها بقوة ، مع حذره على سبيل المثال لا الحصر ان يؤدي ذلك الى تغيير كبير في حساباته في التحكم بالواقع اللبناني واستمرار قدرته على ذلك . كما يفترض انه يعي ايضا ان دولا كثيرة قد لا تمانع في ان يطاوله ما يطاول حركة " حماس" من تصنيف دولي وعدم ممانعة في الحرب الاسرائيلية ضدها لا سيما في ظل اقتناع بان المرحلة التالية التي يتم التفكير فيها خارجيا بالنسبة الى غزة ان تنبذ حماس من اجل ان يستطيع اهلها العودة الى حياتهم واملاكهم والذهاب الى التخلي عنها في المرحلة المقبلة كسبيل الى ذلك . وهذا ما قد يحصل مع الحزب لا سيما ان الحرب في حال اتساعها انما ستجري على قاعدة ان الجميع حدد مواقفه وبات يدرك الحسابات التي يفترض ان يبني عليها قرارته باقل قدر ممكن من المفاجآت غير المحسوبة .

ثلاثة امور ملحة تحتم على المجتمع الدولي منع توسع القتال، العمل والضغط على اسرائيل من اجل منع تدمير لبنان وعلى ايران من اجل عدم استخدامه مطية لمصالحها والعمل من اجل فك ارتباط لبنان بازمة غزة ما امكن ليس معنويا ولا اخلاقيا انما من حيث التداعيات عبر الضغط من اجل انجاز استحقاقاته الدستورية ومنع تحوله مكانا للاغراق " dumping ground " لا تمانع دول كثيرة ان يكون كذلك اتقاء للشرور عنها .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار