"أساطيل الحرية" قد تُبحر قريباً لتحرير غزة والقدس فهل تنتهي الحرب؟ | أخبار اليوم

"أساطيل الحرية" قد تُبحر قريباً لتحرير غزة والقدس فهل تنتهي الحرب؟

انطون الفتى | الخميس 26 أكتوبر 2023

درباس: الحديث عن حروب دينية هو ورقة تُستعمل بحسب الحاجة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

قد يعدّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العدّة لـ "أسطول حرية" يكسر الحصار عن غزة، ويشتبك مع الجيش الإسرائيلي، ويحرّر القدس. وهو قد يحضّر الآن للذهاب في ما هو أبْعَد من تدهور العلاقات السياسية والاقتصادية مع إسرائيل.

وقد تتسابق مصر، والأردن، ودول الخليج... مع تركيا، لملاقاة "أسطول الحرية" التركي الجديد، بنسخة 2023، في الطريق الى غزة، وربما الى القدس، وصولاً الى حدّ إلغاء كل معاهدات السلام الموقّعة بين بعض الدول العربية وتل أبيب.

ولكن ماذا عن مستقبل الشرق الأوسط والحروب فيه، التي قد تدوم الى ما بعد عقود وقرون، حتى ولو سلك حلّ الدولتَيْن طريقه؟

 

حروب دينية

فأكثر ما يلفت انتباه بعض المراقبين في التحركات العربية والتركية... خلال كل حرب بين إسرائيل وغزة، ليس الحديث عن أن "حماس" (أو غيرها) ليست منظمة إرهابية، بل بعض السلوكيات التي تؤكد أن حروب الشرق الأوسط هي دينية، ولا يمكن حلّها بأرض، ولا بأراضٍ، ولا بحلّ دولتَيْن، ولا بقرارات دولية، ولا بوقف إطلاق نار... ولا بأي شيء من هذا النوع.

أبرز مثال على أن حروب الشرق الأوسط دينية في الأساس، لا حروب أرض، هي أنه في كل جولة عنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، نسمع أن هناك نواباً في برلمانات الدول العربية والإسلامية (حتى في تركيا التي من المُفتَرَض أنها علمانية ولو على الورق) المُطبِّعَة مع إسرائيل قبل المُعادِيَة لها بالكامل، يهتفون "الموت لإسرائيل"، و"الموت لأمريكا"، وصولاً الى حدّ الهتاف بـ "الموت لليهود".

وآخر تلك الأمثلة، هي أنه خلال مهاجمة أردوغان إسرائيل أمس، كان بعض نواب البرلمان التركي يواكبون كلامه بهتافات "الله أكبر"، و"لتسقط إسرائيل"، و"الموت لإسرائيل".

 

ضغط كبير

رأى الوزير السابق رشيد درباس أن "لا مجال للمبالغة بانتظار أسطول تركي يكسر الحصار عن غزة. ولكن كلام أردوغان الأخير هو دليل على أنه يحصل في القطاع حالياً ما لا يحتمله الضمير الإنساني. وبعد الأخبار عن أن تركيا تُنذر عناصر "حماس" للخروج من أراضيها، تحوّل أردوغان للقول إنه سينزل الى المعركة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذا يعني أن هناك ضغطاً كبيراً لا يُستهان به داخل الرأي العام التركي، والرأي العام العالمي أيضاً، تجاه المجزرة المفتوحة في غزة، والتي يبدو أن لا أفق لها، فيما تمنع الولايات المتحدة الأميركية أي وقف لإطلاق النار يُدخل المساعدات الإنسانية بهدوء".

 

التعايُش

وأشار درباس الى أن "حصار غزة لا يُكسَر ببارجة. وتُكمل إسرائيل مشروعها بضوء أخضر أميركي، بشكل قد يؤدي الى ترتيبات جديدة لخريطة الشرق الأوسط لا نعرف نتائجها منذ الآن، خصوصاً أن الحرب الجديّة لم تبدأ بَعْد، والتي هي على مستوى الهجوم البرّي. فحركة "حماس" تدفع ثمناً كبيراً الآن، ولكنها ليست لقمة سهلة للأكل، وهي تجهّزت جيّداً منذ ما قبل هجومها على إسرائيل".

وردّاً على سؤال حول الجذور الدينية لحروب الشرق الأوسط، والتي ستجعلها قابلة للاستمرار حتى في مرحلة ما بعد حلّ الدولتَيْن، أجاب:"الحديث عن حروب دينية في المنطقة هو ورقة تُستعمل بحسب الحاجة. فأي جذور دينية للصراع بعدما اعترفت معظم دول الخليج بإسرائيل؟ وإذا تأسّست دولة فلسطينية مُكتملة المواصفات، باقتصاد متين، وبمطار، ومرفأ، ستُحَلّ المشكلة بين الطرفَيْن، خصوصاً أن هناك عدداً لا بأس به من الفلسطينيين يعيشون داخل إسرائيل منذ عقود، وهو ما يعني أن تجربة التعايُش المتجاور بين الإسرائيليين والفلسطينيين تمّت سابقاً".

وختم:"عندما سقطت الأندلس، انتقل اليهود منها الى المغرب، أي باتوا مع المسلمين آنذاك، وصاروا الطرف الأقرب لهم في ذلك الوقت، في مرحلة كانت تدور الحرب فيها بين المسيحيين والمسلمين. وبالتالي، تتغيّر الأزمنة والعلاقات. والعداء لليهود في المنطقة هنا حصل بسبب ما قاموا به في فلسطين، ولم يَكُن موجوداً قبل عام 1948".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار