مسيحيّو الجنوب عاتبون على البطريرك... متى ينوي التحرّك؟ | أخبار اليوم

مسيحيّو الجنوب عاتبون على البطريرك... متى ينوي التحرّك؟

فالنتينا سمعان | الجمعة 27 أكتوبر 2023

حال السّكان في الجنوب إلى تراجع... وشهادات توثّق المعاناة!

 فالنتينا سمعان- "أخبار اليوم"

لا يُحسد سكان القرى الحدوديّة على حالهم، فأوضاعهم النفسيّة والجسديّة والماديّة إلى تراجع مع تدهور الأمور على الحدود جنوبًا.

"لا نعلم ما إذا كنّا نعيش في حرب أو على وشك نشوبها، لكنّنا متأكّدون من أننا نعيش حربًا نفسيّة استنزفت طاقاتنا الفكريّة وهدّت أجسادنا"، بهذه الكلمات يعبّر ج. ا عن حال سكان القرى المحاذية للشّريط الحدودي، ويتابع: "يقولون انزحوا كما فعل أغلب السّكان، ولكنّهم لا يدركون أنّ النّزوح صعب في مثل هذه الأوضاع، أوّلًا من الناحية الماديّة، فالوضع أساسًا "خربان"، كيف مع "قعدة" ثلاثة أسبابيع بلا عمل؟

ثانيًا من النّاحية النفسيّة، فمن الصّعب جدًّا علينا أن نترك بيوتنا حتى أجل غير مسمّى، فإذا كانت الأمور ستطول- كما يقولون- من يدري، ربّما لن نعود قبل أشهر! أين نبيت؟ ومن سيتحمّلنا كلّ هذه الفترة؟ لذا علينا أن نبقى حتى تشتدّ الأمور، عندها لا حول ولا قوّة"!

أمّا م. ج، قتقول بحسرة: "والله مقهورة ع الأولاد، يعني لو القصّة متل وقت "كورونا" أهين، منعرف كل أولاد البلد مثل بعضها، بس إنو يروح الفصل الأول هيك ع ولادنا ويمكن السّنة، والله شي بيقهر"!

تضيف: "أعصابنا تلفت، مش عارفين كيف نفكر وبمين!

وككثر من أبناء بلدتها، لا تخفي عتبها على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فتقول: "أين البطريرك من كلّ ما نحن فيه؟ لماذا لم يبادر بأي خطوة تجاه مسيحيّي الجنوب؟ كم يبلغ عددنا؟ ومتى ينوي التحرّك"؟

وتكتفي ن.م بالقول: "جسمي مهدود هدّ من كثر النقزات ونفسيتي بالأرض، بس مش طالع بإيدي أعمل شي"!

بدورها تعبّر ز.س عن همّ التلاميذ، خصوصًا من لديهم امتحانات رسميّة، فتسأل: "إذا كانت الأمور متّجهة نحو الأسوأ، كيف نضمن عامنا الدّراسي؟ من يضمن لنا أن يأخذوا بعين الاعتبار تقليص المناهج كما فعلوا عندما كان طلاب لبنان جميهم بلا مدارس أو يتعلّمون عن بعد؟ لا نعرف كيف سيتّجه منحى التّعليم، ولكنّنا الحلقة الأضعف"!

من جهتها، تنقل م. ج خوف أطفالها، وتداعيات أصوات القصف عليهم فتقول: "في البداية كانوا يعتقدون أن الأصوات عبارة عن لعبة "ينقزونا فيها" وكانوا يقلّدونها، ولكن مع اشتداد القصف وارتفاع حدّة الأصوات، باتوا يرتعبون ويواصلون البكاء مع كلّ ضربة، رافضين النوم في المنزل، وطالبين النوم في آخر فيه عدد كبير من الأشخاص".

وعن موسم الزيتون ولمّ الأرزاق، فإنّ ش. ا ممتنّ لكون رزقه يقع قرب بيته، بعيدًا عن الحدود وباستطاعته القطاف، أمّا ح.م، فبامتعاض يقول: "من وين بدنا نلملم الموسم وهوي بآخر نقطة بالبلد! صحيح الرزق ع الله بس انو نحنا شو ذنبنا؟ بس يلا بتضل مصيبتنا أهين من يلي احترقت كرومهم وبساتينهم"!

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار