بالمقارنة بين رميش وعيتا الشعب: هل بلبلة "المساعدات" في القرى الحدوديّة في مكانها؟! | أخبار اليوم

بالمقارنة بين رميش وعيتا الشعب: هل بلبلة "المساعدات" في القرى الحدوديّة في مكانها؟!

فالنتينا سمعان | الأربعاء 08 نوفمبر 2023

بعد قراءة الأرقام... لا بدّ من "العدالة في التوزيع" لا "المساواة"!

فالنتينا سمعان- "أخبار اليوم" 

بعد مرور أسبوع على الضّجة التي أثيرت حول مساعدات وصلت إلى القرى الحدوديّة، لا تزال بعض الأصوات "الشاذة" تثير بلبلة في الإطار ذاته، متعمّدة الكلام الجارح، وإعطاء الموضوع منحىً طائفيًّا لأسبابها الخاصّة، من هنا كان لا بدّ من وضع الموضوع في إطاره الصّحيح، وذلك منعًا للإنزلاق مجدّدًا في الحرب الكلاميّة "البغيضة" والاتّهامات الباطلة...

المشكلة بدأت باتّهام وزير الشّؤون الإجتماعيّة في حكومة تصريف الأعمال هكتور الحجار بالاستنسابيّة والطّائفيّة في توزيع مساعدات مقدّمة من جمعيّة "تشيلد" على البلدات المسيحيّة أو التي يتواجد فيها مسيحيين حصرًا في الجنوب، لكنّ الحقيقة مغايرة تمامًا فما تمّ توزيعه في "البلدات المسيحيّة" تمّ أيضًا في "البلدات المسلمة"، مع الأخذ بعين الاعتبار نسبة السّكان الموجودين في كلّ قرية.

وكالة "أخبار اليوم" تواصلت مع رئيسَيْ بلدية رميش وعيتا الشعب المجاورتين لبعضهما- واللّتين يمكن اعتبارهما نموذجًا- وتوصّلت إلى ما يلي:

بحسب رئيس بلديةّ رميش ميلاد العلم، فإنّ عدد سكان البلدة الحاليين يصل إلى حوالي 5000 شخص- 1200 عائلة- حالتهم الإقتصاديّة باتت معروفة خصوصًا بعد شهر من "البطالة"، وهناك صعوبة بالوصول إلى الحاجات الأساسيّة نظرًا لعدم توفرها بسبب عدم وصول التّجار إلى المنطقة، لذا كان لابدّ من التحرّك، وهذا ما فعلته البلدية، إذ عملت بجهد وتواصلت مع أكثر من جهة لتأمين ما يمكنها من مقوّمات الصّمود لأبناء البلدة، ولقيت استجابة، فحصلت على:

-         710 وحدات غذائيّة وعدد من ماكينات الأوكسيجين من مؤسسة الإنتشار الماروني- جمعيّة "سوليدارتي"- بمعية السفير البابوي.

-         700 ليتر مازوت من جمعيّة "النورج".

-         كميّة من الأدوية والمستلزمات الطبيّة للمستشفى الميداني من قائد القطاع الغربي في "اليونيفل" جيوفاني برافا ميوزيكورو الذي  أخبر الوفد الذي زاره بطلبه مساعدات من إيطاليا لأهالي البلدات الحدوديّة.

وفي سياق الجهود المستمرّة كشف العلم أنّه: "بحلول الأسبوع المقبل ستُقدّم الرّابطة المارونيّة 454 حصّة غذائيّة، كذلك الرؤية العالميّة 225 حصّة لنُعاود توزيعها على العائلات الصّامدة فنكون بذلك قد استطعنا توزيع  حصّتين غذائيّتين خلال 15 يومًا لكل عائلة مسجّلة على المنصّة".

أضاف: بدوره، مجلس الجنوب أخذ إحصاءً ووعد بالمساعدة من دون تحديد ماهيتها".

أمّا موضوع الجدل الأساس- جمعيّة "تشيلد"- فقد استلمت لجنة التنسيق في رميش منها: 200 حصّة مواد تنظيف، 200 حرام، 60 كيس طحين (5 كيلو)- 300 حصة مدرسيّة، 20 عكازة و10 كراسي متحرّكة، وهو ما استلمته عيتا الشعب أيضًا وفقًا لما أكّده رئيس بلديّتها محمد سرور.

فبحسب سرور، تعتبر عيتا بلدة شبه مهجّرة، يسكنها حاليًّا حوالي 20 إلى 25 عائلة- من أصل حوالي 14000 شخص- وقد يصل عددهم إلى 10 عائلات عند اشتداد حدّة الاشتباكات، حصلت من جمعيّة "تشيلد" على  100 "بطانية"، 100 حصّة تنظيف و20 كيس طحين (5 كيلو).

وكرئيس بلديّة رميش، يسعى رئيس بلدية عيتا إلى تأمين ما يلزم لأهل بلدته من مقوّمات الصّمود، فيتّصل بجهات ممكن أن تقدّم المساعدة، ولكن لا استجابة! المساعدة الوحيدة التي قُدّمت حتى اليوم غير مساعدة "تشيلد" هي 35 حصةّ غذائيّة من جمعيّة قلب لبنان.

وفي مسعاه الأخير اتصل قبل ظهر اليوم بجمعيّة ليردّ عليه أحدهم بأنه سيراجع الإدارة، من دون وعود أكيدة.

بأسف شديد، عبّر سرور عن الوضع الذي يعيشه صامدو بلدته، فأكّد أن الحاجات الأساسيّة لا تصل إلى البلدة، والسّكان يعتمدون على الذين يزورون القرية لتفقّد ممتلكاتهم بين الحين والآخر، فيجلبون معهم بعض الأغراض للأهل والجيران.

من جهة أخرى، أكّد سرور أنّ مجلس الجنوب تواصل معه لإحصاء الأضرار، تمامًا كما فعلت وزارة الزّراعة، لكنّ الجواب كان بأنّ الوقت حاليًّا ليس لـ "جمع الأضرار"، فلا رقمًا دقيقًا حتّى اليوم ولا من أحد يستطيع أن يُحصي أضراره في ظلّ الإشتباكات التي لا تزال قائمة...

وختم سرور مطالبًا أي جهّة كانت فرديّة أو جماعيّة- ومن النّاحية الإنسانيّة- تقديم ما أمكنها من مساعدات ولو بكميّة قليلة.

خلاصة القول، إنّ "المعمعة" التي أُثيرت غير مبينيّة على حقائق، فصحيح أنّ رميش- البلدة المسيحيّة- حصلت على مساعدات أكثر ولكن اتّضح أنها من مصادر "مسيحيّة" وليست جهات رسميّة كما أنّها كلّها بفضل المجهود الشّخصي للبلديّة ورئيسها.

ومع أنّ رئيس بلديّة عيتا الشعب يسعى جاهدًا، إلّا أنّ الخلل ممكن أن يُردّ إلى عدد السّكان في البلدة التي لا يمكن مقارنتها بجارتها مع الأخذ بعين الاعتبار أنّها معرّضة للخطر بشكل أكبر وبكثير، لكنّ ذلك هو الواقع!

وكما رميش وعيتا، البلدات الحدوديّة المجاورة أيضًا، لا بدّ أن يكون فيها "عدالة في التوزيع" لا "مساواة"، فجميع سكّان المنطقة يركبون سفينة واحدة وعند "الشدّة والضّرورة" لن يكون لهم سوى بعضهم... فليتعالوا عن كلّ ما هو ثانوي وليتكاتفوا ويتوحّدوا في وجه الخطر الداهم الذي لن يميّز بينهم!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار