هل تمرّر سلّة تعيينات لقطع الطريق على التمديد لقائد الجيش؟ | أخبار اليوم

هل تمرّر سلّة تعيينات لقطع الطريق على التمديد لقائد الجيش؟

| الخميس 09 نوفمبر 2023

هل تمرّر سلّة تعيينات لقطع الطريق على التمديد لقائد الجيش؟
  البطريرك يتحرك ويتواصل مع الجميع من أجل عدم حصول شغور في هذا المركز

"النهار"- وجدي العريضي

ما زالت مسألة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون أو عدمه، تشهد صولات وجولات وتجاذبات لا مثيل له، حيث بدأت تصفية الحسابات السياسية واضحة من خلال هذه القضية، لما لها من أهمية قصوى في هذه المرحلة، بدليل أن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، رفع الصوت عالياً الأحد المنصرم خلال عظته، وهو يتحرك ويتواصل مع الجميع من أجل عدم حصول شغور في مركز قيادة الجيش.

وفي السياق، ومن خلال التجاذبات الحاصلة والتمريكات السياسية بين هذا الطرف وذاك، ثمة معلومات أشارت إلى أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، عرض سلة تعيينات على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مقابل عدم التمديد لقائد الجيش، وبالتالي، يخوض "داحس وغبراء" كي لا يمدد للعماد عون، وعليه عودة العلاقة بينه وبين ميقاتي التي شهدت في السنوات الماضية فتوراً ومساجلات عنيفة، فباسيل قد ينطلق من هذه الزاوية لترتيب وتطوير العلاقات مع ميقاتي، وصولاً إلى ما يربطه بـ"#حزب الله" من تحالف وثيق وإن اهتز لكنه لم يسقط، بدليل أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن #نصرالله، اتصل بباسيل عبر خط أمن وقد يكون الاتصال الوحيد الذي كشف عنه، ما يعني أن اتفاق مار مخايل باقٍ ولم يلغ أو يشطب لأكثر من ضرورة بين الطرفين.

في هذا الإطار، تشير أوساط مقربة من رئيس التيار الوطني الحر النائب باسيل لـــ"النهار"، إلى أنه لا صحة لما نشر عن سلة تعيينات سوى الحرتقة والأحقاد السياسية، خصوصاً بعد تحركات رئيس التيار باتجاه البطريرك الراعي وعدد من المرجعيات والقيادات السياسية، وهذا ما لم يهضمه البعض، فبدأوا يفبركون ويقومون ببهلوانيات لا تركب برأس عاقل، فمسألة التمديد لقائد الجيش غير واردة عند التيار الوطني الحر، وهو على موقفه، وذلك يأتي وفق الأطر الدستورية المتعارف عليها عندما يُنتخب رئيس للجمهورية، حيث هو من يعيّن قائد الجيش.

وحول ما قيل عن سلة تعيينات ليقبل باسيل بالتمديد، تنفي أوساطه ذلك جملة وتفصيلاً، وتؤكد أن العلاقة مع ميقاتي، صحيح أنها شهدت تقدماً في الآونة الأخيرة، لكن مشاركة وزراء التيار رهن جدول أعمال المجلس، أي أن يكون هناك بنود تهمّ الناس وتستوجب حضور الوزراء في مثل هذه الظروف الاستثنائية لتسهيل أمور وشؤون الناس الصحية والتربوية والاجتماعية والإنسانية، وعدا ذلك فالتيار على موقفه، وفي المحصلة لم تُطرح سلة التعيينات من قريب أو بعيد.

بدورها تؤكد أوساط مقربة من بكركي، أن البطريرك الماروني سيرفع الصوت عالياً لعدم حصول فراغ في قيادة الجيش، وعظته الأحد المنصرم لن تكون الأخيرة بل يقول ذلك جهاراً لأن المسألة وطنية وضرورية في أكثر من أي وقت مضى، من خلال ما يمر به البلد من أوضاع صعبة وتحديداً في هذه المرحلة حيث حرب غزة والجبهة الجنوبية مشتعلة "والله يستر" ما يمكن أن يحصل لاحقاً ما يستوجب أن يبقى العماد جوزف عون على رأس هذه المؤسسة، وهو الذي يقوم بواجبه على أكمل وجه.

وعن رفض النائب باسيل التمديد لقائد الجيش وهو الذي التقى البطريرك نهاية الأسبوع الماضي، ترد المصادر قائلة: إن البطريرك بمعزل عن رفض التيار أو سواه، سيبقى يطالب بالتمديد ويقوم باتصالاته مع الجهات المعنية، وسيستمر برفع الصوت من أجل عدم حصول فراغ في قيادة الجيش، وإلا فليذهبوا وينتخبوا رئيساً للجمهورية، وهذا ما يردده الراعي في مجالسه وأمام من يلتقيهم، عندما يُنتخب الرئيس يعيّن رئيس الجمهورية قائد الجيش، لذلك الفراغ الرئاسي غير مقبول وعدم التمديد غير مقبول، ومن هذا المنطلق إن لم يقبلوا ببقاء العماد جوزف عون فعليهم أن ينتخبوا الرئيس اليوم قبل الغد وننهي هذه المسألة، فالبلد لم يعد يحتمل الترف السياسي في مثل هذه الأجواء الصعبة التي يمر بها.

وعلى خط القوات اللبنانية، يبدو واضحاً أن حزب القوات إلى جانب التمديد لقائد الجيش ودائماً ثمة إشادة من رئيس الحزب وسائر نواب وقيادة القوات، بالدور الذي يضطلع به العماد عون، وهنا تقول مصادر القوات لـــ"النهار" إنهم قدموا اقتراحاً للتمديد وهذا أمر يؤكد المؤكد بأن القوات تسلك طريق التمديد ولن تقبل بالفراغ في قيادة الجيش، تحت عنوان الأمن القومي، وثمة إصرار قواتي على هذا المعطى خصوصاً في الأوضاع الراهنة التي نشهدها من حروب من غزة إلى الجنوب والداخل، حيث يبقى الجيش هو الضامن للسلم الأهلي دون سواه.
وتخلص المصادر كاشفةً أن كتلة القوات بدأت بطلب مواعيد من معظم الكتل النيابية، إذ ثمة جولة لها على سائر الكتل لبحث اقتراح القانون الذي تقدمت به كتلة الجمهورية القوية في المجلس النيابي، وهذه مسألة واضحة لا رجوع عنها، أي خيار التمديد بما أنه ليس هناك انتخابات رئاسية، ولن نقبل مهما حاول البعض رفض التمديد من خلال أحقاده والضغائن التي يكنّها لقائد الجيش والتفتيش عن مصالحه الخاصة على حساب الأمن الوطني والقومي، وهذه الفئة لم تراجع تاريخها ولم تتعظ من تجاربها.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار