من غير المتوقع أن يقدم نصرالله على منحى تصعيدي | أخبار اليوم

من غير المتوقع أن يقدم نصرالله على منحى تصعيدي

| الجمعة 10 نوفمبر 2023

من غير المتوقع أن يقدم نصرالله على منحى تصعيدي

الجيش قلق من صواريخ الفلسطينيين في الجنوب


 "النهار"- رضوان عقيل

استغربت شخصية لبنانية كانت على جدول أعمال لقاءات كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين وصفه، كما قالت هذه الشخصية، خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بـ"العقلاني" رغم عدم تقصير صاحبه في توجيه سهام انتقاداته لواشنطن واتهامها بمشاركة إدارة البيت الأبيض في عدوان حكومة بنيامين نتنياهو على قطاع غزة ومحاولتها القضاء على حركة "حماس" والاقتصاص من كل من يدور في محور قتال تل أبيب والتصدي لمخططاتها في المنطقة. ويأتي كلام هوكشتاين من المنظار الذي يقدم أن الحزب ما زال يتعاطى بهدوء من الناحية العسكرية رغم حدة الضربات المتبادلة بينه وبين وحدات الجيش الإسرائيلي التي ضاعفت من حجم انتشارها على طول الحدود الشمالية مع الجنوب تحسباً لإقدام الحزب على أي خطوة عسكرية تخرج عن قواعد حدود الاشتباك المرسومة التي تم تجاوزها بعد أيام على واقعة "7 أكتوبر" في غلاف مستوطنات غزة. وفي انتظار طبعة الخطاب الثاني لنصرالله غداً السبت سيجري ترقب كل ما يدور على طول مساحة النار في غزة مع انتظار معرفة الى أين ستنتهي الاتصالات الديبلوماسية المفتوحة بين أكثر من عاصمة للتوصل الى تثبيت هدنة في غزة وانسحابها على الجنوب.

ومع ترقب ما سيخلص عن القمة العربية السبت وأخرى إسلامية في اليوم التالي في الرياض ستتوجه الأنظار الى أكثر من ملك ورئيس دولة في هذا التوقيت مع سعي أكثر من دولة إسلامية غير عربية الى المطالبة بإصدار مواقف قاسية ضد إسرائيل والبلدان الغربية وعلى رأسها أميركا جراء دعمها اللامحدود لتل أبيب. ومن غير المتوقع أن يقدم نصرالله في كلمته المقبلة على اتخاذ منحى تصعيدي ولو من دون إبراز ميله الى أي مهادنة مع إسرائيل، ولا سيما بعد قتلها مجموعة من المدنيين الجنوبيين. وتلقى الحزب رسائل غير مباشرة وعبر "اليونيفيل" في الناقورة تؤكد أن الجيش الإسرائيلي لن يقدم على استهداف المدنيين. ويبدو أن الحزب تيقن بأن الأخير لا يريد حرباً مفتوحة على طول الحدود في الجنوب رغم سخونة الضربات المتبادلة.

وكان من الملاحظ أن الحزب أخذ سلسلة من الإجراءات في الأسبوعين الأخيرين أسهمت في الحد من خسائره البشرية وأصبح يتعاطى بدراية عسكرية أعمق في مقاربة إشغاله للإسرائيليين المستنفرين فضلاً عن استمرار الحزب على غرفة عملياته المشتركة مع "حماس" و"الجهاد الإسلامي" حيث لا يزال وضع المقاومة الفلسطينية على وتيرة تصاعدها في التصدّي للإسرائيليين. والحديث عن "وحدة الساحات" لا ينبغي أن يكون على شكل رئاسة أركان واحدة تحرك كل المحور في أمر عمليات واحد ومع توقع الوصول الى هذا الفعل على أكثر من جبهة إذا فلتت الأمور وأقدمت إسرائيل على توسيع دائرة مواجهاتها مع التشديد على أن لكل ساحة خصوصياتها.

وتبقى المسألة التي لم يقبلها الأميركيون هي مشاركة حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" فضلاً عن "الجماعة الإسلامية" في عمليات توجيه زخات من الصواريخ في اتجاه إسرائيل ومن دون إقدام الحزب على منعهم من هذا الأمر على أساس أنه لا يمكنه ذلك في هذا التوقيت وفي لحظة تشن فيها إسرائيل عدوانها ضد غزة وتستهدف أهلها بأطنان من القنابل والأعتدة الأميركية الصنع، أي بمعنى لا يمكن منع الأجنحة العسكرية الفلسطينية في لبنان من مشاركتها العسكرية هذه وإن كانت في حدود المتواضعة. وكان هذا الموضوع محل بحث بين الرئيس نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزف عون.

وفي اختصار لكل الأسئلة التي توجّه لقيادة الحزب عن السكوت عن حالة التغلغل الفلسطيني في البلدات الحدودية أو من تلك المساحات المتاخمة لها يردّ بأنه لم يقم بدور "حرس حدود" لمنع هذه المجموعات من المشاركة في أعمال حربية وجرت مراجعتها بالفعل من الأجهزة الأمنية الرسمية ومن دون أن تتلقى من هذه الفصائل أجوبة حاسمة في هذا الخصوص.

ولا يعترض الحزب على منع الجيش في طبيعة الحال هذه الفصائل من تنفيذ ضربات عسكرية أو الاستيلاء على منصاتها التي كان أخطرها ما يطلق من سهل القليلة ومحلة المعلية (صور) والتي لا تصل بسهولة الى الأراضي الفلسطينية المحتلة لسببين الأول أنها تعود الى طراز من صواريخ الـ"غراد" و"كاتيوشا" القديمة الصنع، والثاني أن الذين يطلقونها ليسوا من المدربين المحترفين على غرار خبراء المدفعية عند "حزب لله". وثمة صواريخ فلسطينية سقطت على مقربة من مراكز للجيش اللبناني وأصاب أحدها مركزاً لـ"اليونيفيل".

وبالنسبة للجيش ثمة رسالة وجهها الى المعنيين ومن دون أي التباس وهي أنه لن يقصّر في منع هذه المجموعات الفلسطينية من نصبها منصات هذه الصواريخ وإطلاقها ليس من باب العودة الى سنوات "فتح لاند" في المنطقة الحدودية قبل اجتياحي إسرائيل في عامي 1978 و1982 فحسب بل من باب الحفاظ على القرار 1701 زائد أن ثمة خشية من أن تقدم إحدى المجموعة وتكون مخروقة من المخابرات الإسرائيلية لتستغل الأخيرة هذا الأمر ضد أهداف لبنانية مدنية فضلاً عن استهداف مراكز ونقاط تعود لـ"حزب الله".

وعند زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والعماد جوزف عون نقاطاً للجيش ولقاء قيادة "اليونيفيل" في الناقورة سأل الأول عن الخروق التي تمكّن عناصر فلسطينيين من إطلاق تلك الصواريخ ليتبيّن أن وحدات الجيش لا يمكنها ضبط كل هذه المساحات في الجنوب وخصوصاً تلك البساتين في قضاء صور إضافة الى نقاط في العرقوب تُطلق منها صواريخ غير مدروسة من الناحيتين التكتية والسياسية. ورغم استنفار الجيش والظروف الصعبة التي يعمل فيها نجح في العثور على منصات للصواريخ المعدّة للإطلاق كانت منصوبة داخل بساتين للموز والحمضيات حيث جرى تفكيها ومصادرتها.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار