مصادر ديبلوماسية غربية تتخوف من حرب وشيكة على لبنان | أخبار اليوم

مصادر ديبلوماسية غربية تتخوف من حرب وشيكة على لبنان

| الثلاثاء 14 نوفمبر 2023

مصادر ديبلوماسية غربية تتخوف من حرب وشيكة على لبنان
الميدان العسكري يتصاعد كل يوم وليس واضحا حتى الآن الى اين سيصل؟

 "النهار"-  سمير تويني

تتخوف مصادر ديبلوماسية غربية تتابع الوضع في الشرق الاوسط من نتائج احتمال تصاعد المناوشات بين "حزب الله" وحلفائه من جهة واسرائيل من جهة اخرى بما ينذر بتصاعد نسبة اندلاع حرب شاملة على لبنان حيث ستطاول الاشتباكات العمق اللبناني والمناطق الحدودية مع اسرائيل. فتل أبيب تراهن على استدراج الحزب الى حرب شاملة، وهذا ما تخشاه واشنطن التي تطالب بعدم تصعيد المواجهات وتوريطها في حرب اقليمية.

وعلى خلفية هذه المواجهة المفتوحة على شتى الاحتمالات بعد المواقف التصعيدية بين اسرائيل و"حزب الله"، تقول المصادر ان هناك تخوفا حقيقيا من توسع الاشتباك، والخروج عن الهامش المعتمد بين الطرفين، فيتوسع مسرح العمليات العسكرية كما حصل خلال الايام الماضية ويهدد الاستقرار الداخلي. وتتساءل: هل في إمكان لبنان تحمّل انهيار قواعد الاشتباك؟

وتعتبر المصادر نفسها انه بعد الهجوم الذي حصل من قِبل "حماس" على غلاف غزة، لا يمكن لاسرائيل القبول بوجود تهديد مباشر على مستوطناتها المحاذية للحدود اللبنانية، وان هذا التهديد لن يكون مقبولا من المستوطنين الذين يقيمون بجوار هذه الحدود. كما ان المجتمع الاسرائيلي لا يمكنه تحمّل قصف المدن الاسرائيلية من قِبل الحزب وحلفائه. لذا فان الجيش الاسرائيلي امام مجموعة متنوعة من الخيارات لتوسيع رقعة عمله وهجماته. وترى المصادر أيضا ان فرصة الحسم واستهداف الحزب في لبنان وسوريا ملائمة لما يوفره انتشار اساطيل وجيوش غربية من حماية لأمن اسرائيل التي ستتعرض في حال اتساع النزاع لفتح جبهات قتالية عدة. كما ان السياق الداخلي والاقليمي مناسب لاسرائيل لمهاجمة لبنان حيث الوضع فيه هش سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتكبيده خسائر كبيرة قد تهدد كيانه.

والدليل على ذلك ان لبنان تلقّى أخيرا تحذيرات جديدة بعد تصاعد المواجهات على حدوده الجنوبية، فجميع المسؤولين أو الموفدين الغربيين الذين زاروا لبنان في الآونة الاخيرة او تحدثوا عنه من على المنابر، ورغم اعلانهم ان الحرب ليست وشيكة بين الطرفين، حذروا السلطات اللبنانية والحزب من عدم القيام بخطوات لاشعال الصراع والانزلاق او الانجرار الى حرب مع اسرائيل لانها ستكون مدمرة عسكريا وماليا واقتصاديا واجتماعيا.

ورغم اعلان ان الحزب يعي هذه المخاطر ولن ينجرّ الى صراع مدمر، تشير المصادر إياها الى انه بعد اعلان السيد نصرالله "ان العيون يجب ان توجَّه الى الميدان الذي يتكلم وليس الى الكلمات"، فان الميدان العسكري يتصاعد كل يوم، ويبدو من هذا الكلام ان القرار السياسي والعسكري للحزب يقوم على خطة عسكرية تصاعدية لدعم "حماس" في غزة، وليس واضحا حتى الآن الى اين سيصل؟ وهل يمكن للسلطات الاسرائيلية الاستمرار بالتعرض لهذه الضغوط على حدودها الشمالية بعدما تحولت العمليات العسكرية من استفزازات الى عمليات ادت الى مقتل العديد وتدمير معدات؟ وبما ان "الميدان" هو الذي سيقرر ، فان هذا التصعيد سيؤدي الى حرب شاملة، مع التذكير بان لا أحد يريد الدخول في حرب، ولكن الحروب ما زالت تتكرر.

وتقول المصادر ربما ان الحزب لا يريد الحرب وان اسرائيل لا تريد فتح الجبهة الشمالية، لكن التصعيد اليومي للاشتباكات يهدد الاستقرار والوقت مؤاتٍ كي تقوم اسرائيل بهجوم على مواقع الحزب الذي يهدد امنها الداخلي، وإضعافه عسكريا قد يسهل اعادة النظر في الخريطة الاقليمية التي يتم العمل عليها من اليمن مرورا بالعراق وسوريا وفلسطين وصولا الى لبنان.

ولا تستبعد المصادر انطلاقا من التحالف الاستراتيجي بين "حماس" و "حزب الله" انه من خلال اعلان السلطات العسكرية الاسرائيلية نيتها تدمير "حماس"، ان تكون المرحلة الثانية وفي ظل وضع دولي ملائم لها محاولة ضرب الحزب لمنعه من تشكيل تهديد لسكان المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان.

لذلك تعتبر المصادر ان اسرائيل ستستدرج الحزب الى الحرب في ظل وجود عسكري غربي، وبخاصة اميركي، منتشر في المنطقة لتأمين سلامة اسرائيل. وبعد انخفاض التصعيد على جبهة غزة وداخلها سيتفرغ الجيش للوضع في الشمال لان وتيرة العمليات تتحرك بشكل تصاعدي وترتفع يوميا مما يؤدي حتما الى توسيع الحرب اقليميا.

والحرب على غزة إن هي شملت لبنان أم لم تشمله ستؤدي حتما الى واقع جديد على الساحة اللبنانية. فاكثرية اللبنانيين يرفضون الحرب ويطالبون بنزع قرار الحرب والسلم من يد الحزب والالتزام الكلي بمندرجات القرار الدولي1701. وهذا الواقع في ظل فراغ دستوري سيعمق الخلافات بين الاطراف في الداخل، ويطالب الخارج باجتراح الحلول في ظل تعطيل الاستحقاقات. ولبنان سيكون حتما احد بنود جدول اعادة ترتيب المنطقة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار