هل تتحوّل بيروت الى غزّة ثانيّة فتتكرر مشاهد الحصار في الـ 82؟
طالما الحرب لا تزال قائمة والمفاوضات ليست واضحة الافق الخطر قائم
شادي هيلانة – "أخبار اليوم"
فاجأت عملية طوفان الأقصى، في السابع من تشرين الأول، العالم كلّه، بدءا من إسرائيل، مرورا بكل دول العالم، اذ جاء الرد الإسرائيلي، كما هو متوقع، عنيفا جدا، ولكنّه تجاوز كلّ التوقعات، مع الدعم الغربي المفتوح لاسيما من قبل الإدارة الأميركية وعدد من الدول الاوروبية.
الرد الاسرائيلي، لا يُقتصر بعبارة "الاكثر دموية" فقط بل تحولت حرب غزّة الى "إبادة جماعية" لشعبها، في حرب غير متكافئة ضد حماس، قد لا تنتهي إلا بإنهاء الحركة، كما ان قادة الحركة مُتحضرون ويُدركون ذلك جيداً، انطلاقاً من رغبة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته التخلص نهائيا من أزمة قطاع غزة وسكانه.
اما النقطة الاهم، ما جاء على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، من تهديد ووعيد، اثناء حديثه مع عناصر الفرقة 91، خلال جولة له على الجبهة الشمالية قرب الحدود مع لبنان، السبت الفائت، بحيث قال: "أنه من السهل تحويل بيروت إلى غزة ثانية، و"الطائرات مستعدة للتوجه إلى الشمال لاعادة لبنان الى العصر الحجري".
اذاً، بيروت في دائرة الخطر، إلى أن تنتهي الحرب الحمساوية - الاسرائيلية، خصوصاً انّ لحماس تواجد واسع في مخيمات لبنان التي تأتي بالمرتبة الثانية بعد غزّة، ايضاً مع ازدياد منسوب التوتر بين حزب الله واسرائيل على الحدود الجنوبية، لكن بحسب المراقبين، الخطوط الحمر لا تزال مضبوطة، في المقابل رؤوس الطرفين حامية، فالنار الجنوبية كالهشيم لربما تتوسع رقعتها وتتخطى المحظور.
ويشير المراقبون الى انه طالما الحرب لا تزال قائمة، والمفاوضات ليس لها أفق ٌواضحٌ، فلا شيء يمنع الجيش الاسرائيلي، من توسيع ضرباته نحو لبنان، بعدما خرق كل المواثيق الدولية، واتفاقية جنيف الهادفة إلى حماية المدنيين، وصولا الى استهداف الطواقم الطبية، واقتحام المنشآت الاستشفائية، من خلال عقابٍ جماعي لابناء غزة، لم تشهده حروب القرون الوسطى. لذا قد يكون واردا في اي لحظة تنفيذ تهديداته، بقصف بيروت وتحويلها إلى غزة ثانية، وبالتالي الضغط على الحزب من باب تخويفه الى واقع كارثي من خلال سيناريو شبيه لحرب لبنان 1982 وحصار بيروت!؟