عندما يقول عبداللهيان: أميركا لا تريد حرباً قنوات | أخبار اليوم

عندما يقول عبداللهيان: أميركا لا تريد حرباً قنوات

| الجمعة 24 نوفمبر 2023

عندما يقول عبداللهيان: أميركا لا تريد حرباً
قنوات غرفة العمليات مفتوحة بين أذرع محور الممانعة

"النهار"-رضوان عقيل

يتقصّد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان الحضور الى بيروت في لحظة ذروة الاشتباكات المفتوحة في غزة وجنوب لبنان للقول للجميع إن طهران تواكب كل تفاصيل الاحداث والتطورات عقب عملية "طوفان الاقصى" التي نفذتها حركة "حماس" وساهمت في تسليط الضوء على قطاع غزة المحاصر، والذي تحولت احداثه جراء المجازر الاسرائيلية نقطة رئيسية على جدول اهتمامات اكثر من عاصمة معنية في المنطقة. واذا كانت محطة عبداللهيان في بيروت تدخل في اطار الاستشارات وتبادل المعطيات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووضعهما في أجواء ما تقوم به طهران من مواكبة للتطورات العسكرية والديبلوماسية، يبقى الاهتمام الاكبر من طرف الايرانيين مع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وقيادتي حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي".

واذا كانت قنوات غرفة العمليات مفتوحة بين أذرع هذا المحور، فان عبداللهيان اراد من خلال وجوده في لبنان القول للاميركي اولا وللاسرائيلي ثانيا إن بلاده حاضرة في قلب المواجهة. وكان ابرز ما قاله في لقاءاته هو ان طهران في صلب تفاصيل الهدنة التي يحضَّر لها منذ ايام على وقع الاتصالات الديبلوماسية التي تقوم بها الدوحة وواشنطن والقاهرة مع طرفَي الحرب اسرائيل و"حماس" لتأخذ طريقها الى التطبيق بدءا من اليوم.

ويقدم رئيس الديبلوماسية الايرانية رؤيته انطلاقا من مشهدية الدماء المفتوحة في غزة وجنوب لبنان بان التوصل الى هدنة "أمر جيد"، لكنها لا تكفي "اذا لم تؤد الى وقف نهائي لاطلاق النار في غزة"، وان استمرار اسرائيل في رأيه على هذا الشكل من عدوانها وارتكابها كل هذه المجازر لا يمنع الدخول في حرب كبرى ستنتهي في حال وقوعها الى "تغيير شكل المنطقة"، وان وقف الحرب في غزة سيؤدي في الوقت نفسه الى عدم انزلاق اسرائيلي في لبنان، مع اشارته الى ان المقاومة تقف بالمرصاد لأي تطور اكبر من جهة اسرائيل حيث لم تقصر في إسناد المقاومة في غزة، فضلا عن الادوار الكبيرة التي تؤديها في الجنوب.

ويتوقف عبداللهيان عند مسألة تلقّيه تبدلاً من اكثر من دولة في الاتحاد الاوروبي على مستوى الحكومات التي اخذت تعيد النظر في رؤيتها لمسار كل ما يحصل في قطاع غزة منذ 7 تشرين الاول الفائت، وان المسؤولين والديبلوماسيين الاوروبيين لا يخفون اعتراضاتهم ولو في اللقاءات الضيقة وعدم قبولهم بأداء حكومة بنيامين نتنياهو وعدم تلاقي هؤلاء مع كل ما ترسمه واشنطن في دعمها المفتوح واللامحدود لاسرائيل. وكان البارز في طيّات كلام عبداللهيان ان اميركا لا تريد حرباً شاملة في المنطقة حفاظا على مصالحها، وهو لا يقول هذا الكلام من باب الاعجاب او التسليم بما ترسمه لدول المنطقة. ولا يختلف كلام عبداللهيان هنا مع ما قاله كبير المستشارين في البيت الابيض آموس هوكشتاين على مسامع المسؤولين اللبنانيين بتوجه واشنطن الى عدم توسعة رقعة الحرب. وهذا ما ركز عليه في زيارته الاخيرة الى تل ابيب.

وتفيد المعلومات ان الاتصالات غير المباشرة بين واشنطن وطهران لا تزال على وتيرتها الايجابية بواسطة صديقتهما سلطنة عُمان.

وفي موازاة ذلك، اظهرت الوقائع ان ايران لا تريد المشاركة في الحرب في شكل مباشر وتكتفي بكل ما قدمته وما زالت لـ "حماس" و"الجهاد" طوال السنوات الاخيرة الى اليوم. وترى جهات متابعة هنا انه من غير السهل دخول دولة (ايران) في وجه دولة (اسرائيل) على عكس ما هو حاصل اليوم من مواجهات بين تل ابيب ضد الحزب و"حماس". ولا يمكن هنا إبعاد تأثير هذه الحرب على حملة الانتخابات الرئاسية للرئيس جو بايدن حيث لا تغيب طهران عن هذا الاستحقاق.

وكان هناك تأكيد من عبداللهيان على استمرار طهران في دعمها للفلسطينيين مع تشديدها على ألا يُفرض شيء على ابناء غزة بعد انتهاء الحرب خارج ارادة من يمثلها. ويأتي هذا الكلام من عبداللهيان قبل توجهه الى الدوحة امس في معرض الرد على طروحات ما بعد وقف اطلاق النار والحديث عن استقدام قوات فصل بين غزة والمستوطنات الاسرائيلية، ولا سيما ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اشار الى هذا الطرح من خلال إرسال قوات عسكرية من جيشه الى غزة في وقت ترفض "حماس" كل هذه الطروحات ولا تقبل في الوقت نفسه بتسليم زمام الامور الى السلطة في رام الله بقيادة محمود عباس.

وعلى سيرة حكومة تل ابيب، يقول مسؤول لبناني ان التجارب كانت تظهر توحد الاسرائيليين في الحروب والمحطات الكبرى منذ العام 1948، لكنهم اخذوا يدخلون في خلافات ولو في ذروة المواجهات العسكرية، وهذا ما يعكسه افرقاء حكومة نتنياهو من خلال تخبطهم حيال الموافقة على الهدنة وصفقة تبادل الاسرى مع "حماس" واجبارهم على السير بجزء لا يستهان به من الشروط التي وضعتها.

ويعلّق مسؤول لبناني على الطروحات التي تتناول مستقبل غزة بان كل ما يدور حول هذا الموضوع تعوزه الدقة، وان الدول المعنية بواقع غزة ومستقبلها لا تقبل بحصول اي تبدل في غزة وهي مصر والاردن ولبنان، وان من يحدد مصير ابناء غزة هم اهلها. وهذا ما شدد عليه عبداللهيان بان الفلسطينيين هم اصحاب الارض وهم يقررون مَن يحكمهم ويدير شؤونهم.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار