هدنة غزّة أحيَت القرى الحدوديّة... والأهالي بين العودة السّريعة والتمهّل! | أخبار اليوم

هدنة غزّة أحيَت القرى الحدوديّة... والأهالي بين العودة السّريعة والتمهّل!

فالنتينا سمعان | الجمعة 24 نوفمبر 2023

مشهد اليوم غير مألوف منذ أكثر من شهر... على أمل أن تعود الحياة لطبيعتها!

فالنتينا سمعان- "أخبار اليوم"

مع دخول هدنة غزّة حيّز التّنفيذ، وسريانها على الجنوب اللّبناني، عادت الحركة إلى بعض القرى الجنوبيّة الحدوديّة، فقد بدا المشهد اليوم غير مألوف عمّا اعتدنا عليه في الشهرين الماضيين: حركة سير مقبولة، محلات تجاريّة مفتوحة، تجمّعات لأهالي الأحياء أمام منازلهم، أصوات وضجيج أطفال يلعبون خارج البيوت...

يصف ب. ع طريق المطار صباحًا، فيقول: "عجقة مش طبيعيّة"، لم أنزعج منها، بل ابتسمت وأنا في "عزّها" لأنّ كلّ هؤلاء جنوبيّين حقيقيّين يحبّون أرضهم ولا يوفّرون فرصة ولو "غير مضمونة" لإثبات ذلك.

لقد أجمع كثيرون ممّن عادوا على أنّ العودة هي أوّلًا وقبل أي شيء لتفقّد المنازل والممتلكات، فهم وإن كانوا بعيدين، كان هاجس الإطمئنان على أرضهم وأرزاقهم يرافقهم دومًا، فيما عبّرت النّساء عن ارتياحها لفرصة "تعزيل البيت عزالة الشتويّة".

ح. س قرّر العودة لأجل أولاده: "عدت لأنّ أولادي لا يحتملون البقاء في بيروت، فكلّ يوم "نقّ وبكي"، هم محاصرون بين أربعة جدران فلا مساحة للّعب أمام المنزل الذي نسكنه، على عكس ما اعتادوا في الضّيعة، وأنا لا قدرة لديّ لأخذهم "مشاوير"، "فأي طلعة مكلفة، ومش وقتا بهالإيام"، وقد رأيت أنّها فرصة لهم ولنا على أمل ألّا نضطر للمغادرة مرّة أخرى".

أمّا ن. ح فقالت: "اشتقنا إلى أهالينا وجيراننا، فقد مرّ شهر على مغادرتنا للبلدة، وقد قرّرت منذ أن بدأ الحديث عن الهدنة أنني سأعود، رغم أنني لم أكن متأكّدة بأنها ستشملنا".

بدوره رأى ك. ا أنّ "العودة هي فرصة لقطاف الزّيتون لذا لم أتردّد لحظة في "الطلعة"، فتأمين نصف المونة خير من عدم تأمينها أبدًا، ولكن أتمنّى ألّا تكون بساتيني قد تعرّضت للفوسفور، فحينها أخشى القطاف أو أن يكون قد فات الأوان و"تكون الحبوب عالأرض"!

ع.م فكّر مهنيًّا، فاعتبر أنّ العودة ممكن أن تحيي عمله: "مصلحتي مسكرة" منذ شهر ونصف، فجئت علّني أفتح لأربعة أيّام وأستفيد، وأتمنّى طبعًا أن تعود الحياة لطبيعتها في أيّام ما بعد الهدنة ونستعيد نمط عيشنا السّابق.

من جهتها اعتبرت ز. ب  أنّ "المكوث في المدارس أمر صعب للغاية! لذا قرّرنا الإستفادة من هذه الأيّام الأربعة، فربّما بعد انتهائها لن نحظى بمثيل لها، ونضطر لـ"الزربة" لأيّام أطول من التي مضت".

في حين رأى آخرون أن يتمهّلوا في قرار العودة رغم رغبتهم الشّديدة في ذلك، فقد اعتبر ف. ع أنّ "الطلعة" منذ الصّباح فيها خطر، فلا أحد يضمن فعليًّا أنّ الهدنة سارية على الجنوب أيضًا، لذا من الأفضل التروّي.

أمّا ج. ز فقال: "كنت قد جهّزت كلّ شيء، ووعدت أولادي، لكنّ ضربة الخيام صباحًا ألغت الفكرة من رأسي نهائيًّا، ربّما أراقب الوضع حتّى صباح الغد وأتّخذ قراري".

ولعب عامل الثّقة دورًا هامًّا في قرار ه. ا: "بصراحة، لا أثق بأي قرار ما لم أرَه يُنفّذ، لذا فضّلت البقاء حتّى اللّيل، فإذا كان كلّ شي يسير بشكل طبيعي، سأكون أوّل "الواصلين" غدًا إلى قريتي.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار