مكاسب "الحزب" من التمديد لجوزاف عون.. وخسائر باسيل | أخبار اليوم

مكاسب "الحزب" من التمديد لجوزاف عون.. وخسائر باسيل

| الثلاثاء 28 نوفمبر 2023

مكاسب "الحزب" من التمديد لجوزاف عون.. وخسائر باسيل
أُبلغت بكركي أن برّي وميقاتي أكدا لوزير الدفاع وقوفهما خلفها في خيار التمديد

دنيز عطالله - المدن 
لا تطمئن بكركي إلى ما يصلها من أصداء حول تمسك الرئيس نجيب ميقاتي، ومعه الرئيس نبيه برّي، بموافقتها على أي قرار يتعلق بقيادة الجيش.
يقول أحد أساقفتها لـ"المدن": "نحن مؤمنون؛ والمؤمنون لا يلدغون من جحر مرتين. فكيف إذا كانت اللدغات قد علّمت في الجسم الوطني عموماً والمسيحي خصوصاً؟".

كلام الأسقف، جاء بعد استفسار "المدن" عن مدى دقة ما نُقل إلى بكركي عن اقتراح وزير الدفاع، ومن خلفه رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، تعيين قائد جديد للجيش قدمه إلى برّي وميقاتي، وقد أكد الإثنان "وقوفهما خلف موقف البطريرك وما يؤيده في هذا المجال".

يشدّد الأسقف المسؤول أن بكركي غير معنية بما يصفه بـ"الألاعيب السياسية". مشيراً إلى أن "الأولوية المطلقة هي لما يعبّر عنه البطريرك من ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وله الرأي الأول في تعيين قائد الجيش". أما في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، فيقولها الاسقف، أبيض على أسود، "نحن مع إبقاء قائد الجيش في منصبه حتى انتخاب رئيس للجمهورية".

موقف بكركي يزيد من إحراج باسيل. فمعظم جمهور التيار الوطني الحر، يتعاطف ضمناً، مع الجيش وقائده جوزاف عون. ينسحب ذلك على عدد من نواب كتلته وصولاً إلى "الجيش الالكتروني" للتيار، الذي لا يتحمس معظمه لشنّ حملات على قائد الجيش أو التماهي مع بعض الحملات.

كذلك تؤيد الأحزاب والقوى المسيحية المعارضة، ومعظم النواب المستقلين، خيار إبقاء قائد الجيش في منصبه. فلا يبقى أمام باسيل، بعد موقفي برّي وميقاتي، إلا حزب الله.

هل يخطئ حزب الله؟
هل من "مصلحة" حزب الله دعم باسيل في مواجهته لقائد الجيش؟ سؤال يراهن باسيل أن يكون جواب الحزب عليه بالإيجاب. يستند إلى "تاريخ" من التفاهمات والتقاطعات مع الحزب، ليس آخرها مسارعته إلى تجاوز الحساسيات التي تراكمت بينهما، والوقوف إلى جانب الحزب والمبادرة إلى الاتصال بالسيد حسن نصرالله متضامناً.

قال باسيل "حزب الله يمكن أن يخطئ بالسياسة الداخلية وانتقدناهم كثيراً، لكن لا يمكن أن نخطئ بالاستراتيجية".

هذه العبارة التي قيلت في معرض الدفاع عن خيارات الحزب و"استراتيجيته" في مواجهات "الإسناد" من الجنوب، يلمح فيها باسيل إلى احتمال خطأ الحزب في السياسة الداخلية ماضياً، ولكن ماذا عن المستقبل القريب؟
فهل "يخطئ" الحزب مجدداً ويؤيد التمديد لعون في قيادة الجيش؟

عون والاستقطاب المسيحي
لا تحتاج قراءة رقعة الشطرنج السياسية الداخلية إلى احترافية لتبيان أن "ملك" باسيل مهدد بالسقوط بعد أن سقطت "قلاعه" واحدة تلو أخرى في الوسط المسيحي.

فتراجع شعبية التيار، لاعتبارات تبدأ من الخيارات السياسية ولا تنتهي بأسلوب ممارسة الحكم والسلطة وتفاصيل كثيرة بينهما، لا يتطلب كثيراً من الشواهد.

وإذا كان "الجيل الأول" من "العونيين" لا يترك التيار لينضم إلى القوات، فإن الجيل الحالي لا يملك تاريخ الحساسيات نفسها. كما أن خطاب القوات وأداءها أكثر جاذبية لطلاب الجامعات، وهو ما عكسته بوضوح نتائج الانتخابات الطلابية.

لذا، هناك من سعى من النواب المسيحيين المستقلين، إلى "لفت انتباه" حزب الله إلى "مجموعة مكاسب من دعم جوزاف عون. فهو "قادر على استقطاب الرأي العام المسيحي الذي يتمسك برموز الدولة والمؤسسات. ورغم كل المحاولات بقي بالنسبة للكثيرين منزّهاً عن الفساد والمحسوبيات. بالتالي أيهما أفضل للحزب أن ينضوي المسيحيون تحت عباءة الدولة أم تحت العباءة القواتية؟".
ولم يفت أحد النواب أن يُذكّر حزب الله "بكيفية تعاطي الجيش وقيادته مع الأحداث في الجنوب بما يراعي المقاومة وحركتها ومصالحها. ولولا حسابات المصالح والنكايات، لكان كثرٌ ممن يقترحون التمديد لقائد الجيش راهناً قد سجلوا اعتراضهم على تراجع الجيش إلى المشهد الخلفي في أحداث الجنوب وتطوراته مخلياً الساحة للمقاومة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار