الاستحقاق الرئاسي ومتفرعاته: التأجيل الى ما بعد انتخابات عام 2026؟
التحركان القطري والفرنسي لا يقدمان ولا يؤخران ... وواشنطن في مكان آخر
شادي هيلانة – "أخبار اليوم"
تخوض بعض قوى المعارضة حرباً مفتوحةً للتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، اذ تعتبر انه لا يجوز تعيين قائد جديد في ظل الشغور الرئاسي، وتُشاركها في هذه المعادلة رغبة البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، بترحيل التعيين إلى ما بعد انتخاب رئيس للجمهورية. في المقابل هناك اطراف اخرى ترفض بقاء عون في منصبه لساعة واحدة بعد 10 كانون الثاني المقبل، الى جانب قوى لم يتضح موقفها بعد وتنتظر الربع الساعة الاخير لتبني على الشيء مقتضاه.
وبناء على كل هذه التناقضات، ينقسم السياسيون حول جنس الملائكة كما جرت العادة في مواقفهم المُرتبطة بالاستحقاق الرئاسي، اضافةً الى انّ القوى الاقليمية المنخرطة في حرب غزة، لا تُبدي اهتمامها بالشأن اللبناني، بالتالي لم ينضج تصورها العام رئاسياً، كي يحصل خرق ملموس لملء شغور قصر بعبدا.
وعلى رغم ضغوط باريس عبر مبعوثها جان ايف لودريان الموجود في بيروت، للمرة الرابعة على التوالي، الذي يكرر الطروحات نفسها التي لا تقدم او تؤخر، وصولاً الى تحرك قطر عبر موفدها الشيخ جاسم آل الثاني، الذي قدم كل التسهيلات اللازمة، الّا انّ نيّة التعطيل هي الطاغية وتتحكم، في ظل المخاطر التي تحدق بالبلد.
وبالتالي عودٌ على بدء، في ملف الشغور المحتمل في القيادة العسكرية مع قرب إحالة العماد عون الى التقاعد بعد اربعين يوما، الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمعركة الرئاسية، حيث تشير مصادر مطلعة الى انّ الامور سائرة على طريق استكمال تشكيل المجلس العسكري بتعيين رئيس للأركان ومديرين للإدارة العامة والمفتشية العامة كشرط لإعادة تفعيل دور المؤسسة العسكرية.
وفي الموازاة، يلمس المراقبون غياب اي تسوية كخطوة ايجابية لانجاز الاستحقاق قريباً، حيث ان الاميركيين والغرب، اضافة الى الدول الاخرى المشاركة في اللجنة الخماسية في مكانٍ آخر اليوم، لذا الآمال الرئاسية تتلاشى، ويبدو انّ الاستحقاق مرشح للتمديد اكثر فاكثر، لتمرير الوقت حتى الانتخابات النيابية المقبلة عام 2026 لعله تتغير التوازنات السياسية في المجلس النيابي، والتي بطبيعة الحال ستنسحب على كافة المؤسسات لا سيما القيادة العسكرية.